البقاءُ والاستمراريةُ وبثُّ الأمل هي مجموعة خطوات هادفة اتخذها الشاب "حسن الهيفي" ليعيد بنجاح إحياء ثقافة القراءة من الكتب المتنوّعة ضمن محافظة "طرطوس" عبر افتتاحه مكتبته الخاصة "هوامش"، خصوصاً بعد تراجع عدد من المكتبات وإقفال أغلبها نتيجة الظروف الحالية، حيث قرر "حسن" وبشكل عملي المضي قدماً لإنعاش ثقافة القراءة.

في زمنٍ قياسيّ

كانت فكرة تأسيس المكتبة بمنزلة الحلم بالنسبة لـ"حسن الهيفي" مؤسس المكتبة "هوامش" ويقول إنه يحب القراءة ويعشق الكتاب ولديه شغف كبير جداً بالكتب حيث بدأ أولاً بإنشاء مكتبة إلكترونية على الفيسبوك وسماها (مكتبة هوامش) واختار هذا الاسم الجديد بعد تفكير لعدة أيام لسببين، أولاً لإثارة انتباه القراء لاسم مكتبة جديدة لم تسمَّ من قبل، والثاني لأن الهوامش تكون في أغلب الكتب شارحة للمتن إذا لم نقل أنها تقدم شرحاً أهم من المتن نفسه، و(هذا يعلمه القراء جيداً).

ويضيف: "في البداية كنت أسوّق للكتب وأختار أفضلها وأشهرها وأقوم بنشرها وإيصالها للقراء إلى أماكن قريبة منهم وبشكل مجاني، بعدها تمكنت بمساعدة الأهل وبعض الأصدقاء الأوفياء من افتتاح مكتبة في مدينة "طرطوس" منطقة شارع العريض، وحصلت على شهرة ممتازة خلال فترة قياسية نتيجة جهود حثيثة نقوم بها دعماً للثقافة وتشجيعاً للقراءة".

حسن الهيفي

ميزات هوامش

قسم من المكتبة

بذل "حسن الهيفي" كل جهد في سبيل تأسيس المكتبة حتىى أصبحت بهذا التميز، وهنالك عدة مزايا مهمة تتمتع بها مكتبة هوامش في مدينة "طرطوس" عن غيرها من المكتبات منها أن صاحبها هو الشاب الوحيد في المحافظة الذي يدير مكتبة غزيرة بعناوينها المتنوعة، بالإضافة لإقامة العروض الدائمة والمبادرات المجتمعية التشجيعية على القراءة والتي ساهمت بشكل جيد في زيادة عدد القراء واقتنائهم للكتب، فضلاً عن أن المكتبة هي الأولى من نوعها في "طرطوس" التي تجمع بين بيع الكتب وتبديلها واستعارتها بسعر رمزي ساهم في التشجيع على القراءة في ظل غلاء الكثير من الكتب، عدا عن المتابعة اللحظية لكل عناوين الكتب الفكرية والعلمية والروائية والتنسيق مع أغلب دور النشر "السورية".

يتابع "حسن" : "ساهمت دراستي الجامعية (كوني أحمل إجازة في الفلسفة من جامعة "تشرين") بالإضافة إلى الخبرات المعرفية بالكتب، في جعل مكتبة "هوامش" مكتبة متميزة في محافظة "طرطوس" لأن العمل في المكتبة يتطلب معرفة بالعناوين والتمييز بين الجيد والرديء والطبعات والترجمات وغيرها الكثير، وفي الحقيقة أن الذي دفعني للعمل في المكتبة الشغف الكبير للكتب ومحبة القراء والإيمان بأن الثقافة الجيدة والفكر الخلاق والمبدع يساهمان في بناء الفرد وبالتالي بناء مجتمع خالٍ من الجهل ومتنور بالفكر والعلم والمعرفة، والأهم إيماننا بأن "سورية" هي المنارة الحقيقية للثقافة والعلم رغم ما نمر به من ظروف صعبة وحصار ظالم في جميع الميادين".

تعاونٌ ودعم

مكتبة "هوامش" التي يديرها شاب في مقتبل العمر، مبادرة تدعو للتفاؤل والأمل الدائم بالطاقات الشابة، وعلى الرغم من صغر مساحة المكتبة لكنها كبيرة بعناوينها، يشير "الهيفي" إلى وجود عناوين روائية لأشهر الروايات العالمية وعناوين فكرية وفلسفية وعلمية مميزة، بالإضافة إلى عناوين الأدب واللغة العربية والعناوين التراثية كما يعمل بشكل دائم ومستمر لتبقى "هوامش" أيقونة ثقافية معرفية، ويلفت إلى التعاون والدعم من دور النشر "السورية" التي تثق برسالة المكتبة الثقافية وأن هذا التعاون سيمكن أغلب القراء من اقتناء الكتب بحيث ستقوم المكتبة بتوسيع قسم إعارة الكتب وتطوير فكرة الإعارة بما يساعد القراء الذين لا يستطيعون قراءة الكتب باستعارتها بأسعار شبه مجانية.

التشجيع على القراءة

يقول "فراس حيمو" من روّاد المكتبة الدائمين، إن مكتبة "هوامش" من المكتبات المهمة على مستوى المحافظة، وإدارة المكتبة تقدم تسهيلات لمحبي القراءة والكتب، وأسعار الكتب بالمكتبة منطقية جداً وتراعي الظروف المادية، حيث تتبع مكتبة هوامش أسلوب التثقيف وليس الربح من بيع الكتب، والمهم هو توافر الكتب الأصلية والنسخ الجيدة جداً، والسعي إلى إرضاء الزبون القارئ، وبالنسبة لمكتبتي الخاصة فأغلب محتوياتها من مكتبة هوامش التي تشجع بالفعل على القراءة بأسلوب يحترم الثقافة والقراء والكتاب.