منذ انطلاقة أولى دوراته عام 1987 بدأ مهرجان "حمص" المسرحي يشكّل لنفسه هويةً مميزةً وبات عنواناً للحراك المسرحي في مدينة "حمص" على مدار أكثر من ثلاثين عاماً مضت.

دورة جديدة من عمر المهرجان مضت وتبقى ذكريات الحضور والمنافسة والعرض على الخشبة هي الباقية.

الخامات الشابة كانت تنتظر الفرصة المناسبة للظهور، وهذا ما حققه المهرجان لها، وقد أثبتوا تميّزهم من خلال العروض المسرحية التي شاركوا بتقديمها رغم أنهم لم يكتسبوا المعرفة التخصصية بفنون المسرح وعلومه، بل استفادوا من تجارب بعضهم، وبجهودٍ شخصيةٍ استطاعوا تقديم أعمالٍ مسرحيةٍ ذات أهمية بالغة، من ناحية النصوص والأداء

طاقاتٌ شبابيّة

القيمة المضافة للمهرجان هي اكتشاف الخامات الفنية الشابة التي حققت حضوراً فاعلاً، ويقول الفنان "أمين رومية" رئيس فرع نقابة الفنانين في "حمص" خلال حديثه لمدوّنة وطن "eSyria": «الخامات الشابة كانت تنتظر الفرصة المناسبة للظهور، وهذا ما حققه المهرجان لها، وقد أثبتوا تميّزهم من خلال العروض المسرحية التي شاركوا بتقديمها رغم أنهم لم يكتسبوا المعرفة التخصصية بفنون المسرح وعلومه، بل استفادوا من تجارب بعضهم، وبجهودٍ شخصيةٍ استطاعوا تقديم أعمالٍ مسرحيةٍ ذات أهمية بالغة، من ناحية النصوص والأداء».

جانب من جلسات المناقشة للجمهور بحضور لجنة تقييم الأداء

الأبوابُ مفتوحةٌ

عماد جلول مدير المسارح والموسيقا بوزارة الثقافة

المهرجان أقيم بالتعاون بين فرع "نقابة الفنانين" و"مديرية المسارح والموسيقا" التي أكَّد مديرها "عماد جلول" في حديثه لموقع مدوّنة وطن "eSyria"، استمرار تقديم الدعم لمشروع "مسرح الشباب" وتقديم الدعم أيضاً للعروض الخاصة بالمسرح القومي في مدينة "حمص" الذي أبصر النور مؤخَّراً؛ من خلال زيادة عدد الأعمال المسرحية الموضوعة على خارطة العام القادم ليبلغ عددها أربعة عروضٍ بدلاً من عرضين كانا مقررين سابقاً، لافتاً إلى أن ابواب المسارح والصالات التابعة للمديرية ستكون مفتوحة أمام الفرق الفنية الخاصة إلى جانب تقديم كلّ لوازم تدريباتها من أجل تعزيز استمرارية نجاحها.

أسسٌ وروائز

احتكمت "نقابة الفنانين" بعملها خلال المهرجان إلى لجنةٍ خاصةٍ لقراءة ومشاهدة النصوص المقدَّمة من الفرق التي تقدَّمت للمشاركة من خلال الاعتماد على أسسٍ فنِّيةٍ دقيقةٍ أفضت لاختيار خمسة عروض عكست تنوع التجارب المسرحية وتعدد الرؤى والأفكار التي تجسِّد كثيراً من القضايا المجتمعية المعاصرة.

الجمهور الحاضر خلال حفل الختام

ويقول عضو لجنة المهرجان الممثل والمخرج المسرحي "حسن عكلا": «رغم أننا قدَّمنا مقترحاتنا، ورؤانا للفرق التي تمَّ قبول مشاركتها، إلاَّ أنَّ بعضاً منها قد أخذ بتلك المقترحات وطبَّقه، والبعض الآخر تغاضى عنها، ما أثار انتقادات أحياناً من قبل الجمهور المشاهد لأعمالها، خاصة من جانب المهتمين بالمسرح على وجه التحديد، وقد لمسنا ذلك أثناء جلسات المناقشة التي تلت نهاية كلِّ عرضٍ مسرحي، والتي كانت سمةً فريدة لدورة المهرجان هذه، بعد أن كانت تقام باليوم التالي منه، لكننا أعدناها كما كانت من أجل كسب أكبر عددٍ من الآراء المختلفة، لأنَّ الحوار موَّلدٌ ومطوّرٌ لأيِّ عملٍ كان، وكذلك لذائقة الجمهور والممثلين معاً، وهذه الجلسات الحوارية هي من صنعت تاريخ مهرجان "حمص" المسرحي وعززت من جماهيريته».

حصيلةُ العروض

اختتم المهرجان أعماله بعرض مسرحي قدَّمته فرقة "المسرح القومي" في مدينة "حمص" حمل عنوان "الغنمة"، وهو مأخوذ عن نصٍّ للكاتب البلغاري "ستانسلاف ستراتييف" قام "زين العابدين طيار" بإعداده وإخراجه، مع العلم أنَّ العرض الأول لهذه المسرحية كان قبل نحو أسبوع من انطلاقة المهرجان، قبل ذلك تمَّ عرض فيلم تعريفي قصير عن حياة ومسيرة الممثل المسرحي الراحل "أحمد منصور" أحد أبرز المسرحيين في المدينة، أمَّا اليوم الذي قبله فقد شهد مشاركة من فرقة "المسرح القومي" القادمة من مدينة "حماة" والتي قدَّمت عرضاً مسرحياً عنوانه "في الحفرة" بمشاركة فرقة "أوركيديا" للمسرح الراقص، العرض الوحيد المختلف عن باقي العروض كان تحت عنوان "حاويات بلا وطن" وهو يندرج تحت ما يسمى "فنُّ المونودراما" قدَّمته فرقة "ايبلا" عبر الممثل "مهند زيداني" الذي أخرج العمل أيضاً، سبقه عمل مسرحي عنوانه "ليلة لم تحدث" شاركت به فرقة فرع "نقابة الفنانين" في مدينة "اللاذقية"، أعدَّه "عبد النبي الزيدي" وأخرجه "هاشم غزال". "البروفيسور /كاهن الحقيقة/" هو العرض الذي قُدِّم في ثالث أيام المهرجان لفرقة "سوا" المسرحية من إعداد وإخراج "رواد ابراهيم"، فرقة "نقابة المحامين اشبيلية" أعادت على الجمهور مشاركتها السابقة باحتفالية "يوم المسرح العالمي" من خلال عرضها "العرس" المقتبس من قصة للكاتب الروسي "انطون تشيخوف" وأخرجه "فهد الرحمون". كذلك الأمر تكرر بيوم الافتتاح حيث عُرِض فيه العمل المسرحي "نساء لوركا" لفرقة "المسرح القومي"، وكما بحفل الختام كان عرضٌ لفيلم وثائقي قصير احتفاء وتكريماً للممثل والمخرج والناقد المسرحي الراحل "محمد بري العواني".