عشق "رزق رستم" ابن مدينة "سلمية" الموسيقا منذ نعومة أظفاره، وتعلّم عزف العود في السادسة عشرة من عمره، أجاد الفن العراقي وحفظ ألفي أغنية، وغنى ولحّن أثنتي عشرة قصيدة للشاعر الراحل "عمر الفرا"، وألّف أغاني باللهجة "السلمونية"، وغنى الأغاني التراثية مع العزف على الربابة والعود، على مسرح المركز الثقافي في "سلمية" و"حماة" وفي الأعراس والحفلات الخاصة في "طرطوس".

منذُ الطفولةِ

ولد "رستم" في مدينة "سلمية" 1985 وهو الحاصل على معهد متوسط في الطب البيطري، بدأت ميوله الفنية منذ الصغر حيث كان يغني في المناسبات العائلية، واعتمد على نفسه لتنمية موهبته وعندما بلغ السادسة عشرة من عمره تعلّم العزف على العود من دون مدرس، وجد صعوبة في هذه البداية ولكن شغفه بالموسيقا دفعه للبحث عن وسيلة، فاقتنى كتاباً لتعلم العزف والمقامات.

أحب الفن "العراقي" منذ بداية الغناء وحفظ عدداً كبيراً من الأغاني عزفاً وغناءً، وصل حد ألفي أغنية كان يكتبها في أوراقه فأعطته زخماً شعرياً، عشق هذا الفن لغزارة صوره الشعرية وقوتها -كما يقول- وتعلم كيف تبنى الأغنية بكلمة قوية ولحن جميل وأداء يلامس القلوب.

مهندس الصوت اسماعيل عبيدو

مع "عمر الفرا"

يقول "رستم": <<التقيت الشاعر "عمر الفرا" عام 2003 حين لحنت له قصيدة انتظرتك:

"انتظرتك حتى ملتني الليالي

انتظرتك والنجم شاهد ع حالي

والشمس أسألها عنك حتى ملت من سؤالي"

وكنت قد لحنت له أيضاً:

"بالشام وسوق العبي

شمس ارتدت زي عربي

حين لي مرت وانثنت وردة بعطرها تختبي"

فأعجب بها جداً فاستأذنته لأشارك بها بمهرجان الأغنية السورية بالإذاعة والتلفزيون 2003، ومن يومها أعطاني الضوء الأخضر لأغني ما أريد من قصائده، فلحنت وغنيت 12 قصيدة له و100 أغنية للشاعر "صقر عليشة" وللزجال "أمين الزير" و"كريم القطريب" ومن قصائدي:

" بالله يراعي العوجا

قلبي يا لحبك اش صوجا

مالك الا سلمية ترا لو هاج الشوق بـ موجا"

وحرصت على اقتناء الأجهزة المناسبة لتسجيل أغنياتي دون دعم من أحد، حتى أثناء تشكيل الفرقة التراثية في "سلمية" لحرصي على حفظ هذا اللون الخاص بمدينتي، وأرهقني المشروع مادياً إضافة لعناء جمع الأغاني والعازفين>>.

شارك" رستم" في الأنشطة السنوية لمديرية الثقافة في "حماة"، وذلك منذ عام 2015 وحتى عام 2020، وفي المنتديات الأدبية والحفلات العامة، وساهم في تأسيس منتدى أدبي، وفي حفلات خاصة وعامة في "طرطوس".

شهادات

يقول النحات العالمي "علي فخور" صديق المطرب الشعبي "رستم": <<"رستم" فنان موهوب يمتلك حساً جمالياً راقياً وله باع طويل في تقديم حفلات نوعية في ملتقيات ثقافية وجلسات خاصة جميلة، وله مبادرة مميزة في دعم الغناء التراثي لمدينتنا، مثل العتابا والميجانا "السلمونية" وغيرها، وساهم باجتهاد شخصي في ذلك ودون أي دعم>>.

ويقول "إسماعيل عبيدو" 1962 وهو مهندس صوت: <<"رستم" فنان موهوب، فهو عازف عود وربابة مميز، وفي صوته دفءٌ وحسٌ عالٍ وأداء جميل وطبقات صوتية متنوعة، حضوره بهي على المسرح وأنيق، تميز بغنائه للشاعر الراحل "عمر الفرا"، حيث غنى ولحن له عدة قصائد، وتميز في غناء الألوان الشعبية، فغنى الأغاني "السلمونية" التراثية، والهوارة، والدلعونة"، وأغاني المطرب الشعبي" محمد صادق حديد" التراثية، بالإضافة إلى أنه عازف ربابة بأداء جميل، لحّن للشاعر الراحل" عمر الفرا "قصيدة : "اقنص معي يا ديب وريح وبرد ع الباب وحاول تجينا وتخطينا وعبرنا الشوق".. وكلها بالبدوي المحكي وتميز باللون العراقي وأبدع فيه>>.

أجري هذا اللقاء في 20 تشرين الثاني 2021.