مستعيناً بتأهيله الدراسي في مجال التمريض، استثمر الشاب "محمد عبد الرحمن علي" من منطقة "المالكية" خبرته الطبية لتقديم المساعدة لأبناء بلدته "معبدة" والقرى المجاورة لها، ورغم افتتاحه نقطة طبية لتقديم الخدمات في الحالات الحرجة التي تتطلب التدخل السريع، إلا أنه ظلّ متنقلاً من قرية لأخرى ومن ميدان رياضي لآخر لتقديم خدماته لكل من يطلبها.

الغايةُ إنسانية

يقول "محمد": «كانت المنطقة التي أقيم فيها بأمس الحاجة لنقطة طبيّة للتدخل السريع وإجراء الإسعافات الأولية على الأقل عند وقوع أي حالة طارئة، فكادر المشافي والأطباء لا يمكنهم بشكل دائم ترك عملهم والذهاب لمعالجة المرضى والحالات الحرجة، ومن هنا كانت البداية، فقد قمت بافتتاح نقطة طبية هدفها الوصول إلى الناس في منازلهم لتكون الأولى من نوعها، استثمرت الشهادة التي حصلت عليها من وزارة الصحة في مجال التمريض لتقديم خدمات للأهالي والغاية إنسانية مجتمعية أولاً وأخيراً ».

سمعته طيبة في بلدتي وكل القرى المجاورة، يحضر كثيراً أثناء المباريات تطوّعاً، مع حقيبته الطبية، ليعالج أي لاعب يتعرض لإصابة، ويعطي النصائح، والإرشادات الطبية التي تقلل من الإصابات، هذه الخطوة نادرة وغير مسبوقة في جميع ملاعبنا بشكل عام، فهذا الشاب يعطي صورة طيبة عن مجتمعنا وعن دور الشباب في مساعدة الناس

في الخدمة دائماً

تعيينه في المشفى الوطني بمدينة "المالكية" سخّره لمساعدة ودعم المواطنين، يساعدهم في مجال تخصصه، وظهرت هذه المساعدة بشكل جلي بعد افتتاح النقطة الطبية الخاصة به عام 2013، التي شهدت خلال السنوات الماضية حالات تدخل فيها لإجراء ما يلزم إسعافياً لمراجعيه من أبناء قريته والقرى المجاورة، وازدادت الحاجة لخدمات نقطته الطبية مع جائحة "كورونا" التي استنفر معها كل جهوده ووضعها في خدمة المرضى.

حلّ وترحال خدمة الناس

ويتابع" محمد حديثه بالقول: «حاجة الناس للدعم الطبي سواء خلال سنوات الحرب أو مع جائحة "كورونا"، والظروف الاقتصادية الصعبة على الناس، كل ذلك دفعني لتسخير مهنتي في خدمة الأهالي وكان خياري وقراري الوقوف معهم والوصول إليهم.. كانت نقطتي الطبية بفريقها المؤلف من أربعة أشخاص في خدمة الجميع، نصل لأي مريض مصاب بالكورونا، لم نتوقف عن تقديم المساعدة خاصة في الفترات التي توقفت فيها الحياة بشكل كبير، لم ندّخر جهداً لتقديم المساعدة لمن يطلبها فإنقاذ حياة الناس غاية جليلة».

في ميادين الرياضة

وكان للإصابات بين الرياضيين نصيبٌ وافرٌ من الخدمات التي قدمها "محمد" فقد خصص جزءاً من وقت راحته للذهاب إلى الملاعب الرياضية في المنطقة، بهدف التدخل عند حدوث إصابات بين اللاعبين.

في ملاعب كرة القدم

ويشير اللاعب "عايد عبدي" من أهالي بلدة "معبدة" (80 كم عن مدينة "القامشلي"): «سمعته طيبة في بلدتي وكل القرى المجاورة، يحضر كثيراً أثناء المباريات تطوّعاً، مع حقيبته الطبية، ليعالج أي لاعب يتعرض لإصابة، ويعطي النصائح، والإرشادات الطبية التي تقلل من الإصابات، هذه الخطوة نادرة وغير مسبوقة في جميع ملاعبنا بشكل عام، فهذا الشاب يعطي صورة طيبة عن مجتمعنا وعن دور الشباب في مساعدة الناس».

بدوره يوضح الشاب "كمال حسين" كيف تعرّف على "محمد علي" خلال زيارة لنقطته الطبية ببلدة "معبدة" ويقول: «سمعت عن خبرته الطبية وخاصة في الإصابات الرياضية، فقررتُ التوجه من قريتي "قلعة الهادي" لنقطته الطبية، لعلاج إصابة رياضية تعرضتُ لها، عمل ما في وسعه وقدم لي نصائح ساهمت بعودتي إلى ميدان الرياضة بسرعة كبيرة.. أكثر ما يشد الانتباه لهذا الشاب طباعه الحميدة وتعامله اللبق مع الناس، ومعروف عنه عدم اهتمامه بالجانب المادي فكثيراً ما يقدم خدماته لمحتاجيها بالمجان».

خدمات طبية إنسانية

"محمد علي" خريج دبلوم تمريض من وزارة الصحة، مواليد 1985 بلدة "معبدة" أجري اللقاء معه بتاريخ 27 آب 2021.