"ساروجة" حي قديم في مدينة دمشق، ويعدُّ حسب المصادر التاريخية أول منطقة في دمشق بنيت خارج أسوار المدينة في القرن الثالث عشر الميلادي أيام حكم الَمماليك، ذاع صيته عبر الأزمنة كواحد من أرقى أحياء "دمشق" وأكثرها نظافة، حتى كان يطلق عليه "استنبول الصغرى" وقد كان سكناً لعائلات "دمشق" الكبيرة.

موقع وتاريخ

يحدُّ حي ساروجة من الغرب ساحة يوسف العظمة وشارع 29 أيار، ومن الشرق شارع الثورة ومن الجنوب نهر بردى (حالياً مركز انطلاق الباصات في جسر الثورة)، ومن الجهة الشمالية شارع بغداد الممتد من ساحة السبع بحرات وحتى ساحة التحرير.

هو أول حي بني خارج السور القديم لمدينة دمشق، ويعود تاريخه إلى القرن الخامس والسادس الهجري، وأنشأه "أبو علي المزدقاني" الوزير لدى تاج الملوك "يوري بن طغتكن" وهو من أمراء السلاجقة بعد أن بنى له قصراً ومسجداً في المنطقة، حيث كانت فيها البساتين كثيفة، وتوفي المزدقاني عام 523 ھ... وفي عهد المماليك قام الأمير "صاروجا" بإنشاء سويقة التي عرفت باسمه، وكانت مؤلفة من صفين من الدكاكين، وكانت سكناً لقادة المماليك آنذاك، وتم تحريف الكلمة على مر السني وأصبحت تدعى "سوق ساروجة"، وفي عهد الاحتلال العثماني كانت المنطقة سكناً للضباط، وفي الحي توجد حارة قولي: وهي تحريف من كلمة قبو قولي، وهي إحدى الوظائف العثمانية.. كان يسكن الحي أغنياء مدينة "دمشق" في العهود المملوكية والعثمانية، وأكبر دليل على ذلك القصور والمساجد والحمامات التي لا مثيل لها في مكان آخر، وكان يطلق عليها"استنبول الصغرى" لجمال ونظافة الحي. ## مقامات وأضرحة أجرى الباحث "محمد دبور" بحثاً عن حي "ساروجة" جمع فيه المنشآت والأبنية التاريخية المهمة، منها: الجوامع والمساجد والحمامات والمقامات والأضرحة والقصور والمنازل وغيرها، ويقول: «ازدهر الحي في العصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية وبقي مزدهراً إلى الآن، فقد تحول إلى سوق تجاري قوي تباع فيه جميع أنواع المأكولات والأطعمة الشرقية بالإضافة إلى قطع الأجهزة الإلكترونية والتحف الشرقية وبعض الفنادق السياحية. ضم الحي عدداً من الجوامع منها: جامع الورد وهو من أجمل معالم الحي بناه الأمير "برسباي الناصري"، وجامع "بلبان" ومسجد "الوزير" ومسجد "بندق" وجامع "المدرسة الشامية البركانية" وهي تضم مسجداً وتربة وفيها ثلاثة قبور: قبر "خاتون" ست الشام أخت "صلاح الدين" وقبر "فخر الدين توران شاه" ابن "نجم الدين أيوب" وقبر "ناصر الدين محمد" بن "أسد الدين شركوه" (زوج ست الشام)، والتربة النجمية والتربة المعينية وتربة الأمير "علاء الدين بن زين العابدين" وجامع "المقرش" وجامع المدرسة "المرادية البرانية"، كما ضم عدداً من الحمامات: هي حمام الورد وحمام القرماني وحمام الجوزة وحمام "الشيخ حسن". ويضيف الباحث: «في الحي عدد من القصور والمنازل منها: "بيت العابد وبيت سبح وبيت الحناوي وبيت الأيبش والمهايني والخضري وأبو الذهب ومحمد باشا العظم واليوسف والقرمشي"، وضم الحي عدداً من الحارات: "حارة العبيد وحارة المفتي وحارة الورد وحارة الحدباء وحارة قولي" . ## رياح التغيير من جهته يقول الخياط"محمد سعيد حداد" من أهل الحي: «لدي محل للخياطة في الحي منذ عام 1975م، لقد تغيرت مواصفات الحي عما كان عليه في الماضي والموجود حالياً نسبة لا تتجاوز ال10% من البناء ومن السكان، وعمر الحي يقارب الـ 1000 عام، ويضم السوق المحلات التجارية التي كان يحتاجها أهل الحي من الخضار والبقالة واللحوم والحلاق والمسجد والحمام والخياط وغيرها، وكانت الشاحنات تمر من حي "ساروجة" باتجاه سوق الهال القديم محملة بالخضار، ثم في عام 1960م ومع تطورات الحياة العصرية بدأ نمط آخر من النشاط التجاري يشهده الحي كببيع الأدوات الكهربائية و(الكاسيتات)، أما الآن كثرت المطاعم والمقاهي، وأصبح الحي سوقاً مركزياً متخصصاً بالإلكترونيات والجوالات والحواسيب ومستلزماتها وخدماتها، فهو سوق مركزي في مركز مدينة "دمشق". ويتابع "حداد" بالقول: «كان في الحي مقهى واحد يرتاده الطلاب الأجانب ممن يدرسون اللغة العربية في جامعة "دمشق"، وكان يضم الطلاب الأفارقة والطلاب "الجزائريين" و"التونسيين"، ثم افتتح مقهى آخر في عام 2007م مع ازدياد السياح، ولأن المنطقة مركز لانطلاق الحافلات زاد الاقبال عليها من عام 2013 وحتى 2017 وازدادت المقاهي فيها، فالأماكن التي أغلقت بسبب الأزمة عادت وافتتحت من جديد

يستعرض الباحث في التاريخ الشعبي "خالد الفياض" تاريخ الحي ونشأته وسبب تسميته، ويقول: «هو أول حي بني خارج السور القديم لمدينة دمشق، ويعود تاريخه إلى القرن الخامس والسادس الهجري، وأنشأه "أبو علي المزدقاني" الوزير لدى تاج الملوك "يوري بن طغتكن" وهو من أمراء السلاجقة بعد أن بنى له قصراً ومسجداً في المنطقة، حيث كانت فيها البساتين كثيفة، وتوفي المزدقاني عام 523 ھ... وفي عهد المماليك قام الأمير "صاروجا" بإنشاء سويقة التي عرفت باسمه، وكانت مؤلفة من صفين من الدكاكين، وكانت سكناً لقادة المماليك آنذاك، وتم تحريف الكلمة على مر السني وأصبحت تدعى "سوق ساروجة"، وفي عهد الاحتلال العثماني كانت المنطقة سكناً للضباط، وفي الحي توجد حارة قولي: وهي تحريف من كلمة قبو قولي، وهي إحدى الوظائف العثمانية.. كان يسكن الحي أغنياء مدينة "دمشق" في العهود المملوكية والعثمانية، وأكبر دليل على ذلك القصور والمساجد والحمامات التي لا مثيل لها في مكان آخر، وكان يطلق عليها"استنبول الصغرى" لجمال ونظافة الحي.

خالد الفياض

مقامات وأضرحة

جامع الورد

أجرى الباحث "محمد دبور" بحثاً عن حي "ساروجة" جمع فيه المنشآت والأبنية التاريخية المهمة، منها: الجوامع والمساجد والحمامات والمقامات والأضرحة والقصور والمنازل وغيرها، ويقول: «ازدهر الحي في العصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية وبقي مزدهراً إلى الآن، فقد تحول إلى سوق تجاري قوي تباع فيه جميع أنواع المأكولات والأطعمة الشرقية بالإضافة إلى قطع الأجهزة الإلكترونية والتحف الشرقية وبعض الفنادق السياحية.

ضم الحي عدداً من الجوامع منها: جامع الورد وهو من أجمل معالم الحي بناه الأمير "برسباي الناصري"، وجامع "بلبان" ومسجد "الوزير" ومسجد "بندق" وجامع "المدرسة الشامية البركانية" وهي تضم مسجداً وتربة وفيها ثلاثة قبور: قبر "خاتون" ست الشام أخت "صلاح الدين" وقبر "فخر الدين توران شاه" ابن "نجم الدين أيوب" وقبر "ناصر الدين محمد" بن "أسد الدين شركوه" (زوج ست الشام)، والتربة النجمية والتربة المعينية وتربة الأمير "علاء الدين بن زين العابدين" وجامع "المقرش" وجامع المدرسة "المرادية البرانية"، كما ضم عدداً من الحمامات: هي حمام الورد وحمام القرماني وحمام الجوزة وحمام "الشيخ حسن".

خريطة حي ساروجة

ويضيف الباحث: «في الحي عدد من القصور والمنازل منها: "بيت العابد وبيت سبح وبيت الحناوي وبيت الأيبش والمهايني والخضري وأبو الذهب ومحمد باشا العظم واليوسف والقرمشي"، وضم الحي عدداً من الحارات: "حارة العبيد وحارة المفتي وحارة الورد وحارة الحدباء وحارة قولي" .

رياح التغيير

من جهته يقول الخياط"محمد سعيد حداد" من أهل الحي: «لدي محل للخياطة في الحي منذ عام 1975م، لقد تغيرت مواصفات الحي عما كان عليه في الماضي والموجود حالياً نسبة لا تتجاوز ال10% من البناء ومن السكان، وعمر الحي يقارب الـ 1000 عام، ويضم السوق المحلات التجارية التي كان يحتاجها أهل الحي من الخضار والبقالة واللحوم والحلاق والمسجد والحمام والخياط وغيرها، وكانت الشاحنات تمر من حي "ساروجة" باتجاه سوق الهال القديم محملة بالخضار، ثم في عام 1960م ومع تطورات الحياة العصرية بدأ نمط آخر من النشاط التجاري يشهده الحي كببيع الأدوات الكهربائية و(الكاسيتات)، أما الآن كثرت المطاعم والمقاهي، وأصبح الحي سوقاً مركزياً متخصصاً بالإلكترونيات والجوالات والحواسيب ومستلزماتها وخدماتها، فهو سوق مركزي في مركز مدينة "دمشق".

ويتابع "حداد" بالقول: «كان في الحي مقهى واحد يرتاده الطلاب الأجانب ممن يدرسون اللغة العربية في جامعة "دمشق"، وكان يضم الطلاب الأفارقة والطلاب "الجزائريين" و"التونسيين"، ثم افتتح مقهى آخر في عام 2007م مع ازدياد السياح، ولأن المنطقة مركز لانطلاق الحافلات زاد الاقبال عليها من عام 2013 وحتى 2017 وازدادت المقاهي فيها، فالأماكن التي أغلقت بسبب الأزمة عادت وافتتحت من جديد».

تم اللقاء مع الباحث "محمد دبور" لصالح موقع مدوّنة وطن بتاريخ 2021/10/16.

تم اللقاء مع الخياط "محمد سعيد حداد" بتاريخ 2021/10/10.