منذُ أن لمست ميلَها لصناعة الحلويات في طفولتها، عملت "زين فائق" على تطوير أدواتها وتنمية موهبتها باتباع عدّة دورات تدريبية لتعلّم وصفات مختلفة في مجال صناعة الحلويات تحت إشراف طهاة واختصاصيين عرب وأجانب حتى وصلت إلى مرحلة الاحتراف، ليكون لها مشروعها الخاص التي تركت من خلاله بصمةً في عالم صناعة الحلويات.

على مراحل

بدأت الفكرةُ قبل سنوات أثناء إقامة "زين" في "بيروت"، حيث اتبعت عدّة ورشات عمل زارت من خلالها مطابخ ومعامل لصناعة الحلويات، وعندها لمعت الفكرة في ذهنها بأن تحوّل موهبتها في صناعة الحلويات إلى مشروع عمل بدأته عام 2016 منطلقةً من شغفها في هذا المجال، فكان مشروعها "لا تورتا باي زين".

أعمل من مطبخ منزلي ولا أهدف من خلال مشروعي إلى تحقيق الربح، بل أحرص على اختيار الطلبات التي تتطلب تقديم قطع الحلويات بطريقة فنية، وأحاول أن أقدّم وصفاتٍ يحبها الزبائن وأن أستغل موهبتي في الوقت نفسه، فمن الممكن أن يستغرق العمل عدة ساعات دون أن أشعر بذلك

تقول" زين": «أعمل من مطبخ منزلي ولا أهدف من خلال مشروعي إلى تحقيق الربح، بل أحرص على اختيار الطلبات التي تتطلب تقديم قطع الحلويات بطريقة فنية، وأحاول أن أقدّم وصفاتٍ يحبها الزبائن وأن أستغل موهبتي في الوقت نفسه، فمن الممكن أن يستغرق العمل عدة ساعات دون أن أشعر بذلك».

مع طهاة عرب

مبينةً أن مراحل صناعة الحلويات تبدأ مع اختيار الفكرة المناسبة من قبل الزبون الذي قد يقترح فكرة عامة أو يترك المجال لها لتصميم القالب وتزيين الطاولة التي تحتوي على قطع حلويات أخرى مثل (الكوكيز، بيتفور، كيك بوبس، ماكرون، مادلين، اكلير، تارت، تشيز كيك، دونت، ميني كيك، شوكولا، لوزينا) وغيرها من الحلويات الغربية وتلك التي تخصُّ الحفلات.

تجديدٌ دائمٌ

"زين" التي تشعر بمتعة التجديد في العمل كلَّ مرةٍ، تحدثنا عن مراحله بقولها: «أُبدي رأيي بحسب خبرتي ليكون العمل أفضل وأكثر تلاؤماً مع مناسبة الحفل مبتعدةً عن التكرار، وبعد اختيار الزبون للأصناف المطلوبة، أبدأ بالخبز وتحضير قالب الحلوى وصناعة (الكريمة) وتجهيز الحشوة ثم مرحلة التغليف والتزيين، وينطبق ذلك على القالب وقطع الحلويات الأخرى فلكل مناسبة ما يناسبها كتصاميم الخواتم بالنسبة للخطوبة والشخصيات الكرتونية بالنسبة لأعياد الميلاد».

طاولة حلوى من صناعتها وتنسيقها

تعمل "زين" مع العديد من منظمي الحفلات في "دمشق" وحول هذا التعاون تضيف: «يتصل بي منظمو الحفلات لتنفيذ فكرة معينة، وبعضهم الآخر يترك لي الخيار بالكامل لاختيار الفكرة والتطبيق، أشعر أنّ العمل أجمل لأنّ لديّ حرية إبداع ما هو مناسب، عندما أقوم بصناعة وصفة أو تصميم جديد أشعر بالمتعة أكثر ويهمني أن تكون لكلّ مناسبة قطعٌ خاصة بها، كما أنّ هناك بعض الصعوبات التي تواجهني منها صعوبة تأمين المواد الأولية في ظل الظروف الحالية وتبدّل أسعارها، قلّة الغاز المنزلي، وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة».

استمرارُ التعلّم

فيما يتعلق بتطوير العمل تقول "زين": «حرصت على اتباع ورشات عمل عديدة بعضها في "بيروت" إحداها لدى شركة "فانيلا بين" المعروفة في هذا المجال عام 2018، وأخرى في "دبي" قبل أزمة كورونا، عندما اتبعت ورشة عمل لمدة عشرة أيام لدى الطاهي "فادي كردي" المتخصص في صناعة الحلويات، وتعلمت فيها طرق تزيين وتحضير وصفات جديدة استطعت تطبيق الكثير منها بمشاركة عدة طهاة معروفين ومنهم الطاهية "سميحة بن ريم"، كما أشاهدُ (فيديوهات) وصوراً لتعلّم أشياء جديدة في هذا المجال بشكل دائم».

شهادة من ورشة عمل حاصلة عليها

وتشير إلى أنّ التسويق لمشروع "La Torta by Zein" يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث أصبح لديها مؤخراً حوالي سبعة عشر ألف متابع، موضحةً أن ما يميّز مشروعها في عالم صناعة الحلويات، النوعية والجودة المقدّمة سواء من ناحية المواد المستخدمة، أو الشكل والتصميم -مع الابتعاد عن الجانب التجاري- أو اختيار المكونات ذات الجودة العالية التي تجعل الطعم مميزاً، بالإضافة إلى الجهد والتركيز والإتقان الذي يستغرقه التصميم الخارجي، حيث يتم تحضير القالب طازجاً للزبون وبناء على طلبه الخاص.

احترافيّةٌ وذوق

"جويل الشامي" منظمةُ حفلات تابعت "زين" في البداية على انستغرام أثناء إقامتها في "دبي" ثم بدأت العمل معها عند عودتها إلى "دمشق" عام 2019 وحول ذلك تقول: «أفضِّلُ أن تقوم "زين" بتنسيق طاولات الحلوى للحفلات التي أنظمها، أحب طريقتها في العمل وأرشح اسمها دائماً للزبائن، تعاونا معاً في عدة مناسبات يتميز عملها بالاحترافية والذوق الرفيع، اطلعها على الفكرة العامة للحفل ثم نتناقش بالتفاصيل، لا أقلق حيال ما ستقدمه بل على العكس تفاجئني دوماً بتقديم الأفضل والأجمل، تهتم بمتابعة العمل واستطلاع ردود أفعال الزبائن حتى آخر لحظة، تتابع أدق التفاصيل لا تقدم قطع الحلويات فقط بل تهتم بطريقة التقديم والعرض بشكل منسق، واختيار القواعد المناسبة لقطع الحلوى، هذا ما يميزها عن المحال التجارية التي تهتم ببيع الحلوى دون أن تعنى بالقواعد التي ستوضع عليها أو كيفية تنسيقها».

طريقةٌ فنيّة

من الزبائن تواصلنا مع "ميلين جزماتي" التي تقول: «تعرفت إلى "زين" عن طريق بعض الأصدقاء في حفل زفاف ابنة صديقتي، أعجبت بما تقدمه واستعنت بخبرتها عدة مرات في حفل خطوبة ابنتي الأولى وزفاف ابنتي الثانية وفي مناسبة أخرى لحفيدتي، تعمل بدقة واهتمام بالتفاصيل وبكثير من الفنّ والذوق، زرتها وتناقشنا بفكرة قالب الحلوى وكانت النتيجة مرضيةً جداً حيث اتبعت طريقة الرسم على قالب الحلوى واهتمت ببقية التفاصيل الأخرى، وهناك فرق كبير بينها وبين آخرين يعملون في هذا المجال لأنها مبدعة وفنانة تحرص على جودة الطعم والشكل، تهتم بالمواد المستخدمة في صنع الحلويات من (زبدة، سكر، ألوان)، تمتاز بقدرتها على صناعة الورد والمجسمات بطريقة فنية مبتكرة، وتراعي دقة المواعيد، كل ذلك يؤهلها لتكون ناجحةً في العمل من الألف إلى الياء وأعدّها رقم واحد في هذا المجال».

يذكر أنّ "زين فائق" من مواليد "دمشق" عام 1983 حاصلة على ماجستير في اللغة الفرنسية والتدريس.