بات سوق "الخميس" الجوّال في مدينة "القامشلي" الوجهة المفضلة للتسوّق أسبوعياً من قبل "نوال صالح خليل"، فأسعاره قريبة من مستوى دخلها، وهناك تلتقي بالعشرات من قريناتها ممن عدن للتسوق من مثل هذه الأسواق الجوّالة التي تعدها متنفساً للعائلات محدودة الدخل بفضل أسعارها التي تعد "أرحم" من أسعار المحال التجارية.

أسبوعية

ترتاد "نوال" السوق مرة واحدة أسبوعياً تحديداً يوم الخميس، تؤمن من خلاله ما يلزمها من مستلزمات منزلها من خضار وفواكه ومواد أخرى، وتقول خلال حديثها لمدوّنة وطن "eSyria": «كل يوم هناك سوق شعبي في كل منطقة، تسمى الأسواق بأيام الأسبوع، بالنسبة لسوق الخميس فهو قريب من منزلي، ترافقني عدة جارات، نذهب لشراء ما يلزمنا من مستلزمات تكفينا لأسبوع كامل، كالخضار والفواكه والمنظفات وغيرها، فكل ما يحتاجه المنزل متوافر في هذه الأسواق، وهي أرخص من الأسواق ومن المحلات».

سابقاً كانت هذه الأسواق حكراً على الفقراء فقط، لكننا اليوم نشاهد حتى الطبقات المتوسطة والغنية أيضاً ترتادها، ففرق الأسعار واضح، بالنسبة للخضار هناك فرق يتراوح بين 200 و400 ليرة بينها وبين أسعار المحلات والفرق أكبر عندما يتعلق الأمر بالمستلزمات الأخرى

وتضيف: ": «سابقاً كانت هذه الأسواق حكراً على الفقراء فقط، لكننا اليوم نشاهد حتى الطبقات المتوسطة والغنية أيضاً ترتادها، ففرق الأسعار واضح، بالنسبة للخضار هناك فرق يتراوح بين 200 و400 ليرة بينها وبين أسعار المحلات والفرق أكبر عندما يتعلق الأمر بالمستلزمات الأخرى».

الأطفال يتسوقون في السوق

(مطرح للمونة)

مختلف البضائع تتوفر في الأسواق الجوّالة

وإضافة إلى ما تتيحه من فرصة لتسوق الحاجات اليومية، شكّلت الأسواق الأسبوعية في المنطقة مكاناً لربات الأسر لشراء حاجياتهن من المؤونة السنوية التي لا غنى عنها لأيام الشتاء، وتقول السيدة "فاطمة خالد الناصر": «لولا هذه الأسواق الجوالة، لم يكن من الممكن لأسرتي تأمين مؤونة فصل الشتاء -مثل كثير من الأسر- حتّى إن أسراً تركت تجهيز المؤونة لضعف قدرتها الشرائية، لكنني بفضل وجود سوق الأربعاء القريب من منزلي في حي الصناعة بمدينة "القامشلي"، تمكنت من شراء كميات من الفليفلة الحمراء للمحمرة، والباذنجان الأسود للمكدوس، وكميات معقولة من محصولي العنب والتين لتجهيز المربى، اكتفيتُ بهذه الأنواع فقط حسب قدراتي، فأسعار هذه الأسواق مكنتني من شراء هذه المواد، والفرق واضح بينها وبين المحال والأسواق، مثلاً سعر الكيلو الواحد من التين في سوق الأربعاء بـ1500 ليرة، وفي المحال يتراوح بين الـ1500 ليرة والـ2000 ليرة، أما العنب اشتريته بـ900 ليرة، وهو أيضاً يتراوح بين الـ1300 ليرة والـ1800 ليرة في السوق».

كل ما تطلبه

وتضم الأسواق الجوّالة حسب قول الحاج "نور الدين سيد صالح": «أصنافاً متنوعة من الخضار والفواكه والمنظفات والمستلزمات المنزلية والملابس -لمختلف الأعمار وللجنسين- والأدوات الكهربائيّة، ويتوفر فيها مكان خاص لبيع الشجيرات والزهور، وأنواع أخرى من البضائع والمواد التي تحتاجها المنازل، وهنا تجد ربات المنازل كل ما يلزمهن في هذه الأسواق التي عادة ما تكون محاذية للمنازل ما يسهل عملية الوصول إليها، فضلاً عن أن أسعارها منافسة وأرخص، والبضاعة فيها بذات الجودة التي تتوفر في الأسواق الرئيسيّة».

سوق الخميس بالقامشلي

فرص عمل

ووفرت الأسواق الأسبوعية الجوّالة فرص عمل عديدة للشباب ولكبار السن حتى، ويقول الشاب "طه بدر الدين العلي": «كل فترة أغيّر نوع بضاعتي، حسب المتوافر والأرخص، طبعاً أختار بضاعة يحتاجها الناس، وتكون ضرورية لمنزل كل أسرة، وقد وفر لي العمل فيها دخلاً مادياً ساعدني في تأمين متطلبات عائلتي، بالإضافة إلى ذلك، هذه الأسواق فيها أجواء اجتماعية جميلة، فقد ولّدت بيننا وبين عشرات البائعين صداقات وعلاقات اجتماعية مميزة، كذلك اعتاد علينا الأهالي، حتّى بات الكثير منهم يتنقل بحثاً عنّا في السوق».

مدوّنة وطن "eSyria" زارت أكثر من سوق جوّال في "القامشلي" بتاريخ 28 آب 2021.