قد تطول بنا القائمة عندما نتحدث عن أسماء السوريين الذين أغنوا بعلمهم وخبراتهم المحتوى الرقمي على مستوى العالم، ولكننا في هذا المقام سنستعرض تجربة عدد من السوريين الذين كان لهم قصب السبق بالعمل في شركة "مايكروسوفت‏" العالمية التي تعدُّ أكبر مصنع للبرمجيات في العالم.

مدوّنة وطن التقت عدداً من هؤلاء المبدعين وكشفت النقاب عن كواليس عملهم وما حققوه من إنجازات.

بحكم استمراري بالعمل لمدة عشرين عاماً ووفقاً لسياسة الشركة تسلمت عدة وظائف، وحققت بالتعاون مع فريق العمل الذي كنت رئيسه ما يقارب ست عشرة براءة اختراع في شركة "مايكروسوفت" وثلاث براءات اختراع على مستوى "الولايات المتحدة الأمريكية" وكان لتميز هذا الإنجاز الذي حققته حضور لدى مؤسس الشركة "بيل غيتس" حيث أرسل لي رسالة يطلب فيها عودتي للشركة عام 2005, إلا أنني اكتفيت بفرصتي في "مايكروسوفت" وبحثت عنها في مكان آخر

الدكتور "عمرو سالم"

درس الدكتور "عمرو سالم" هندسة الكمبيوتر وعمل بمجالها في "سويسرا" ومن ثم في"أميركا"، ومع عودته إلى "سورية" ساهم في تأسيس "الجمعيّة العلميّة السورية للمعلوماتيّة"، وكان واحداً من أعضاء مجلس إدارتها ولدورات عدة، وبفضل اهتمامه الشّخصي بالمعلوماتيّة وتطوراتها ثبّت خطواته في المشاركة بمؤتمرات المعلوماتيّة العالميّة، وهو ما أتاح له المجال للقاء شخصيات تلاقيه بذات الاهتمام، لتأتيه دعوات لزيارة شركة "مايكروسوفت"، وهكذا بدأ مشواره في العمل فيها.

المهندس اسكندر مرقص

يقول الدكتور "عمرو سالم" لمدوّنة وطن "eSyria": «بدايةً لم تستحوذ فكرة البعد عن عائلتي والالتحاق بالعمل في شركة "مايكروسوفت" على القبول الكامل لدي، ولكن مع تشجيع الأصدقاء واقتراحهم، قبلت دعوة الشركة بصفة زيارة في عام 1998، وهناك شدني أسلوب تقديم الشركة لنفسها وعملها، التّقني منه والإداري، خضعت للقاء خمس لجان لكلٍّ منها أسلوبها، وانتهت هذه اللقاءات بعرض عمل كمدير برامج، وبقيت فكرة البعد عن العائلة والسفر إلى مدينة "سياتل" الأمريكية تقف أمام قبولي العرض، إلا أنه ومع تكرار عرض العمل ووفق شروط أفضل شملت عائلتي، وافقت والتحقت بالعمل في "مايكروسوفت" كمدير برامج (Program Manager)، وكان أول مشروع عملت فيه (front page) وهو الذي يعمل في بناء مواقع ويب، ومن ثم دخلت بمشروع (Office Office) الذي يقوم على الرّبط بين كل البرامج، وبالذات قسم التّطوير الذي أقيم في "اليابان" لضمه إلى قاعدة برمجية واحدة في "أميركا"، وفي المرحلة الأخيرة من عملي كنت مسؤولاً عن ما يسمى (business intelligence) ذكاء الأعمال، المعتمد بشكل رئيسي على Excel، حيث انتقلت إلى مرتبة مدير برامج أعلى أو قائد، واستمر عملي في "مايكروسوفت" مدة وصلت لثماني سنوات وأفتخر بأنه خلال هذه الفترة كانت لي أكبر حصة من التّرفيعات في القسم، وأخذت أفضل الدّروس في نمط الإدارة والإنتاج والإبداع وتعلمتها ».

برامج عربية بجهود سورية

درس المهندس "اسكندر مرقص" علوم الكمبيوتر في "فرنسا" وعمل بعد التّخرج في شركة (العالمية) الكويتية لمدة سبع سنوات، وكان من مؤسسي برامج "صخر" العربية، وبعد اجتياح "الكويت" عاد إلى "فرنسا" وعاود العمل في مجال تخصصه وتقدم للعمل في "مايكروسوفت" حيث أعلنت عن حاجتها لمن يعمل بالقسم العربي، وأجرى مقابلاته في "فرنسا" ووقع عقد عمله كمسؤول عن القسم العربي في "سياتل"، إلا أنه ومع بداية عمله عام 1991 رفعت شركة (العالمية) الكويتية دعوى ضد المهندس "مرقص" و"مايكروسوفت" مفادها نقل المعلومات الخاصة بشركتها وتسريبها، وحسب حديث المهندس "مرقص": «حضر "بيل غيتس" مجريات الدّعوة التي تمّ الفصل فيها وحسمها بعد شهر لصالحنا فاستأنفت العمل كمدير لفريق (by di team ) by directional المكوّن من مجموعة مهندسين من مختلف البلاد العربية، فأسسنا البرامج العربية وتمّ إصدار أوّل نسخة (Windwos- Word- Excel) باللغة العربية، ولصعوبة التّحول إلى اللغة العربية واتجاه الكتابة فيها من اليمين إلى اليسار عكس اللغات الأخرى، وخصوصية التعامل معها، اكتسب القسم لدينا خبرة كبيرة وقوية، فتوسّع العمل لدينا وكبر ليشمل مختلف اللغات، ومن ثم توجهنا إلى اللغات الصّينيّة، واليابانيّة، والرّوسيّة، والألمانيّة، ليصل عدد اللغات التي عملنا بها إلى 35 لغة، ومع ازدياد حجم العمل جرى تقسيمه، فنُقل قسم نظام التّشغيل (Windwos) واجتمع ببرنامج (Windwos) الرئيسي وبقي عمل قسمنا في (Office)».

المهندس أنس عبار

استمر عمل المهندس "اسكندر مرقص" في "مايكروسوفت" مدة ثلاثة عشر عاماً ليتركه ويعمل في مجال العقارات في مدينة "سياتل"».

مهندسون سوريون

ظروف عمل الوالدين التي اقتضت التّنقل والسّفر الدّائم أتاحت الفرصة للعائلة بالانفتاح على المجتمعات الأخرى، هذا ما تحدث به المهندس "أنس عبار" وأضاف: «درست في جامعة "دمشق" كلية الكهرباء والميكانيك وتابعت دراستي العليا في "أمريكا " حيث حصلت على الماجستير في نظام إدارة المعلومات (Management Information Systems)‏، كنت من المتفوقين وسعيت دائماً نحو التّميز وذلك أعطاني خلفية تقنيّة واسعة رفعت من أسهم قبولي في الوظيفة التي تقدمت لها في شركة "مايكروسوفت"، ومكنتني من تجاوز مقابلاتي مع لجان القبول (وفقاً لأسلوب إدارة أعضاء هذه اللجان لمقابلتهم معي)، كان لدي تصور أولي عن نظام هذه الشركة من اهتمام بقدرات المتقدم وإمكانات عطائه وتركيزه، عملت في قسم العولمة Globalisation، كما أخذت مكاني كنائب للمهندس "اسكندر مرقص" في تطوير منتجات اللغة العربية واللغات العالمية تحت مسمى ((Title Management group) وكان نتاج فريقنا وعلى رأسهم المهندس "اسكندر مرقص" (Windwos- Word- Excel- PowrPoint…) ولوحة مفاتيح باللغة العربية ومن بعدها لغات أخرى باتت بين يدي المستخدمين في كل العالم».

براءات اختراع

يتابع المهندس "أنس": «بحكم استمراري بالعمل لمدة عشرين عاماً ووفقاً لسياسة الشركة تسلمت عدة وظائف، وحققت بالتعاون مع فريق العمل الذي كنت رئيسه ما يقارب ست عشرة براءة اختراع في شركة "مايكروسوفت" وثلاث براءات اختراع على مستوى "الولايات المتحدة الأمريكية" وكان لتميز هذا الإنجاز الذي حققته حضور لدى مؤسس الشركة "بيل غيتس" حيث أرسل لي رسالة يطلب فيها عودتي للشركة عام 2005, إلا أنني اكتفيت بفرصتي في "مايكروسوفت" وبحثت عنها في مكان آخر».

أسماء سورية أخرى سجلت حضورها في شركة "مايكروسوفت" كانت الأولى بين المهندسين العرب منها "باسل عجة" وله في العالم اسم في مجال التّنقيب بالمعلومات، وهناك ميشيل ابرهام، وسهاد خوري، وواصف هارون.