بهدف دعم إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة ذات طابع ابتكاري في مجال تقانة المعلومات والاتصالات وتوفير بنية تحتية لروّاد الأعمال الشباب، أنشأت الجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية" حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات في "دمشق" وتوسعت بها إلى عدة محافظات أخرى.

هكذا بدأنا

تأسست حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات عام 2004، ويقول الدكتور "أُبي صندوق" مدير برنامج العمل الريادي في الجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية": «أسست الجمعية حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات بعد عقد اتفاق مع جامعة "دمشق" وبدأت بتقديم خدماتها عام 2006، وكانت حاضنة "دمشق" هي الحاضنة الأولى في "سورية" ومقرها في السكن الجامعي على اتوتستراد "المزة"».

أسست الجمعية حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات بعد عقد اتفاق مع جامعة "دمشق" وبدأت بتقديم خدماتها عام 2006، وكانت حاضنة "دمشق" هي الحاضنة الأولى في "سورية" ومقرها في السكن الجامعي على اتوتستراد "المزة"

رأت الجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية" بحسب د."صندوق" ضرورة دعم الأعمال الريادية في قطاع التكنولوجيا والاتصالات في وقت مبكر، لما لها من ضرورات وفوائد عامة على البيئة المحلية ولتحقيق الدعم المطلوب.

الجانب التدريبي

وحول أهدافها يتابع قائلاً: «أنشأت الجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية" حاضنات تقانة المعلومات والاتصالات في عام 2009 وفق التعريف التالي: حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات هي مرفق تنموي لا يهدف إلى الربح، وهي أحد مشاريع الجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية" الرامية إلى تشجيع الشباب المبادر من أصحاب الأفكار الخلّاقة أو الخبرات الكامنة، ودعمهم لتحقيق مشاريعهم وأفكارهم في إقامة مشاريع أو شركات ناشئة في مجال تقانة المعلومات والاتصالات، وإدخال التطبيقات الجديدة والمبتكرة إلى السوق المحلية، وذلك في نطاق توجه الجمعية للارتقاء بهذا القطاع ليصبح أحد القطاعات الاقتصادية الوطنية».

معايير وخدمات

وبحسب د."صندوق" هناك معايير محددة لقبول المشاريع المحتضنة يتم تقييمها من خلال أربعة محاور أساسية وفق نموذج تقييم معتمد، حيث تقيس المحاور: مدى استخدام التقانة technology، مدى التوسعية scalability، مدى الابتكار innovation، مدى الأثر المحلي local impact.

موضحاً أنه تم قبول 51 شركة محتضنة في حاضنة "دمشق" منذ افتتاحها حتى الآن وحالياً هناك 9 مشاريع محتضنة.

وحول الخدمات التي تقدمها الحاضنة للمشاريع يتابع د. "صندوق": «يتم تقديم كل الخدمات المطلوبة لتأسيس شركات للمحتضنين بما فيها المساعدة القانونية والتسويقية والإدارية والمالية، ويتم تقديم المكان المناسب للحصول على سجل تجاري والبدء بالعمل الريادي، حيث يتضمن الاحتضان تدريباً ريادياً إذ يتم التنسيق مع مركز تمكين الشباب YEP بشكل أساسي لهذا التدريب، كما يمكن أن نقوم بتدريباتنا الخاصة حسب الطلب».

ويبين د."صندوق" أن الجمعية تتوسع ببرنامج العمل الريادي حيث تم إنشاء حاضنة في "حمص" وأخرى في "اللاذقية" ويتم حالياً افتتاح حاضنة في "طرطوس".

نموذج حالي

من المشاريع المحتضنة حالياً مشروع "iEducate" وللحديث عن مدى استفادته من خدمات الاحتضان التقينا "أحمد الخالدي" وهو شريك مؤسس في المشروع، ويقول عن دوافع الفريق للتقدم إلى الحاضنة: «مشروع "آي إيديوكيت" هو منصة لعرض الفرص التعليمية والتدريبية من منح ودورات ونشاطات والربط بين مقدميها وطالبيها، ومن العوامل التي دفعتنا للتقدم إلى الحاضنة وجود نماذج ناجحة تخرجت من هذه الحاضنة، واستفادت من الوجود المكاني ضمن مكتب مجهز باحتياجات المشاريع».

ويتابع: «قدمت لنا الحاضنة تدريبات واستشارات بالتعاون مع مبدعين في مجال ريادة الأعمال، وساهمت في إيجاد تواصل بيننا وبين رجال أعمال ومستثمرين وروّاد أعمال جدد، وساهمت في مشاركة العديد من المشاريع بالمسابقات المحلية، وقدمت تدريبات بالتعاون مع حواضن أخرى».

ويوضح الخالدي لمدوّنة وطن أن الحاضنة مهمة في مجال العمل الريادي كونها نقطة بداية المشاريع التقنية الواعدة، ولأنها تربط بين روّاد الأعمال في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لكنها برأيه تفتقر لتكون حاضنة بمعنى (مسرعة أعمال) أي من ناحية الاهتمام أكثر بربط المشاريع بمستثمرين وداعمين للتمكن من الانطلاق في وقت أبكر وبشكل أفضل.

نقطة انطلاق

لإلقاء الضوء على المشاريع التي سبق واستفادت من خدمات الحاضنة تواصلنا مع "لؤي الأسدي" من شركة "منارتي" وهي تطبيق تعليمي للأطفال العرب متوفر على الأجهزة اللوحية يقدم محتواه باستخدام تقنية الواقع المعزز كوسيلة مبتكرة للتفاعل مع الطفل، حيث يقول: «حاضنة تقانة المعلومات كانت بمنزلة مكتبٍ للمشروع وتجمعٍ متنوع من العلاقات والخبرات في المجالات المختلفة بالإضافة إلى الدعم الاستشاري المقدم من طرف القائمين على حاضنة تقانة المعلومات في مجال الأعمال والتسويق، وكانت فترة الاحتضان بين شهر كانون الأول 2016 وحتى نهاية عام 2020».

ويوضح "الأسدي" أن الخدمات المقدمة من حاضنة تقانة المعلومات والجمعية "العلمية السورية للمعلوماتية" تنوعت بين تدريبية متمثلة ببرنامج التدريب، ومادية متمثلة بجائزة برنامج الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية لريادة الأعمال، وتسويقية من خلال دعم الهوية البصرية لمشروع "منارتي" وترويج الاسم من قبلها كجهة رسمية.

محاور تدريبية

من جهته يشرح "لؤي مسالخي" المعاون الإداري للحاضنة، الجانب التدريبي القائم بقوله: «أقامت الحاضنة دورات وورش عمل ريادية بالتعاون والتنسيق مع مركز "تمكين الشباب للإرشاد الوظيفي وريادة الأعمال" في الشهرين الخامس والسادس من العام الجاري وذلك بمعدل مرة أسبوعياً، وتضمنت محاور التدريب، أساسيات العمل الريادي، وأساليب التنمية البشرية، ودورة بعنوان كيفية إنشاء نموذج عمل للمشروع، ودورة دراسة فضلاً عن الجدوى الاقتصادية لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأخرى بعنوان دراسات تسويقية، ودورة دراسات واستشارات قانونية لإنشاء المشروعات، وفي نهاية الورشة تمت دراسة ومناقشة نموذج كل مشروع على حدة، لمساعدة كل فريق على تحديد وتصويب نقاط الضعف وتجاوزها».

يذكر أنّ اللقاءات تمت بتاريخ 17 آب 2021.