منذ تأسيسه عام 2012 وحتى اليوم، أطلق فريق "كنا وسنبقى" التطوعي، حوالي ستة وثلاثين مبادرة إغاثية وتنموية تهدف إلى تخفيف معاناة الأسر المحتاجة وتوجيه الشباب الجامعي.
فكرة التأسيس
يقول "سائد عبد الغني" رئيس فريق "كنا وسنبقى" التطوعي في حديثه لمدوّنة وطن: «جاءت فكرة تأسيس الفريق مع بداية الأحداث في "سورية"، ونزوح أهالي مخيم "اليرموك" لتبدأ الاستجابة لوضع المهجرين الذين لا ملجأ لهم، وكانت أول أعمال الفريق تقديم المساعدة للنازحين ضمن مراكز الإقامة المؤقتة، ويهدف عملنا إلى تخفيف معاناة الأسر الفقيرة والمهجرة ضمن الإمكانيات المتاحة، حيث بدأ "كنا وسنبقى" مع خمسة عشر متطوعاً وازداد العدد ليصبح خمسمئة شاب وشابة يقدمون ما يستطيعون عبر حملات مختلفة».
يجري الاختيار وفق معايير محددة، وليس هناك أسر ثابتة بل نحاول أن نتواصل مع الأكثر تضرراً ونقدم لها الدعم، حيث ندرس احتياجاتها ثم نطلق المبادرات بالتعاون مع جهات محددة، وبالتنسيق مع جمعيات خيرية متنوعة
ويضيف: «في كل مبادرة يكون هناك 100 أو 200 متطوع تتوزع مهامهم بين (التخطيط، التحضير، التنفيذ، والإدارة) ويتألف فريق العمل من القسم الإعلامي، الدعم اللوجستي، التجهيز، والتوزيع، ويختلف عدد المتطوعين بحسب الفعالية في حال كانت إغاثية أو تنموية».
مبادرات إغاثية
يعمل الفريق وفق نظام الاستجابة المجتمعية على الجانب الإغاثي، فعندما تكون هناك مشكلة يحاول حلها، وقد أطلق الفريق حسب قول - عبد الغني" عدة مبادرات تطوعية بعضها مكرر مثل "كسرة خبز" التي تؤمن وجبات مطبوخة للأسر المهجرة، والتي بلغت حوالي ثلاثمئة وخمسين وجبة خلال شهر رمضان 2019، كما قام الفريق في عام 2020 بتوزيع سلل غذائية على أسر متضررة في "ريف دمشق" بسبب جائحة كورونا.
ومن المبادرات المهمة مبادرة "عيرني دفاك" التي تهتم بتوزيع الألبسة المستعملة والجديدة على الأسر المحتاجة، ومبادرة "معاً للسلامة" التي تهدف لتركيب معقمات ونقاط التباعد المكاني في عدد من كليات جامعة "دمشق"، ومبادرة أخرى خاصة بتوزيع القرطاسية على الطلاب في مدارس المناطق النائية».
وفيما يخص الجانب التنموي يقول: «تهدف فعالية "بالجامعة ناطرينك" إلى أكثر من هدف فقسم منها يقدم إرشاداً وتوجيهاً للطلاب الحاصلين على الشهادة الثانوية لمعرفة المجال الدراسي المناسب لهم تبعاً لدرجاتهم، وقسم آخر معني بطلاب العمارة والفنون، وهو عبارة عن تقديم دورات مجانية تؤهلهم لاجتياز اختبارات القبول في كليات العمارة والفنون».
الفئات المستهدفة
وتعد الأسر الفقيرة والمهجرة من أهم الفئات المستهدفة، وحسب قول "عبد الغني": «يجري الاختيار وفق معايير محددة، وليس هناك أسر ثابتة بل نحاول أن نتواصل مع الأكثر تضرراً ونقدم لها الدعم، حيث ندرس احتياجاتها ثم نطلق المبادرات بالتعاون مع جهات محددة، وبالتنسيق مع جمعيات خيرية متنوعة»، لافتاً إلى أنه يتم تدريب المتطوعين ضمن الفريق حسب الحاجة، فمثلاً عند إطلاق مبادرة للتعامل مع الأطفال يتم تدريبهم من خلال برنامج متخصص بالتعامل معهم ضمن معايير وشروط يتم اطلاعهم عليها.
والفريق الذي تم تكريمه من قبل مديرية شؤون "ريف دمشق" في العام 2020 عند الاستجابة لمكافحة انتشار فايروس كورونا تدعمه محبة الناس لبعضهم البعض ومحبة أفراده للعمل التطوعي، ليس هناك داعم ثابت له وبإمكان أي شخص تقديم تبرعات عينية مثلاً (كيس رز، قطعة ثياب ، قرطاسية) حيث تقبل التبرعات العينية والمالية والهبات، وهناك داعمون إعلاميون يتم التواصل معهم حسب الحاجة».
طاقة إيجابية
وحول تجربة العمل مع الفريق يقول "أحمد سلطان" منسق المتطوعين ومسؤول المستودعات: «تجربتي مع الفريق من أهم التجارب التي غيرت حياتي وشخصيتي، في السابق لم تكن لدي أي خبرة في مجال العمل التطوعي وبعد انضمامي للفريق الذي تعمل كوادره جميعاً دون مقابل ازداد لدي الإحساس بضرورة تقديم المساعدة للآخرين، كما أن الطاقة الإيجابية التي يقدمها العمل التطوعي تركت أثراً لا يوصف في كل جوانب حياتي، أطمح أنا وزملائي المتطوعين إلى رؤية بسمة رضا على وجه أم أتعبتها الحرب، أو ضحكة على وجه طفل من خلال لعبة بعد أن سرقت الحرب منه طفولته وأهله وأبسط حقوقه».
ويتابع: «أهم المبادرات التي شاركت فيها هي "عيرني دفاك" بنسخها المتكررة، مبادرة "كسرة خبز" من النسخة الثالثة وحتى السابعة في شهر رمضان من كل عام، حملات التشجير ومبادرة "معاً للسلامة" المعنية بتركيب معقمات وتوزيع كمامات في جامعات "دمشق" خلال جائحة كورونا».
شراكات
من الجهات المتعاونة مع فريق "كنا وسنبقى" تواصلنا مع نادي "الفراسة" الموجه للأطفال من عمر خمسة أعوام إلى خمسة عشر عاماً، الذي يحدثنا مؤسسه ومديره التنفيذي "عمرو محمد زهير الجنَان" قائلاً: «عرفت بعمل بالفريق من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومتابعة نشاطاته في شهر رمضان المبارك، ليس على صفحته فحسب بل من خلال صفحات رسمية كصفحة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وصفحة محافظة "دمشق"، واخترنا التعاون معه لأن أفراده من فئة الشباب يعملون بجد ويتميزون بأسلوبهم في التعامل مع الأطفال واليافعين، هم كفريق تطوعي يتميز عن بقية الفرق الأخرى بأعمار أفراده ومحبتهم للعمل والعطاء».
وحول طبيعة التعاون يضيف: «يدرب متطوعو الفريق أبناء النادي على العمل التطوعي وفعل الخير، ويشجعونهم ليكونوا متطوعين حيث يساعد الأطفال في تحضير السلل الغذائية وتجهيزها وتعبئة أكياس التبرعات، سواء أكانت غذاء أم ألبسة، ويشاركون في عملية التوزيع، يهمنا أن يذهب الأطفال إلى الفقراء لتقديم الدعم وتحقيق الاندماج المجتمعي».