لم تعد السياحة مقتصرة فقط على زيارة المعالم الطبيعية والأثرية أو الدينية والثقافية في بلد ما، بل باتت صناعة تعتمد في مقوماتها على العديد من العناصر اللا مادية الأخرى، وتأتي في مقدمتها الصناعات التراثية والحرفية، ودورها في دعم التسويق السياحي وجذب السياح.

ولعلّ الندوة التي أقامتها حاضنة "دمر المركزية" بالتعاون مع المركز الثقافي في "كفر سوسة" ضمن فعاليات "مهرجان التراث أصالة الماضي وإبداع الحاضر"، حاولت تسليط الضوء على "السياحة التراثية والحرفية" والتعريف بها عن كثب.

نسعى عند طرح البرامج السياحية أن يكون من ضمنها زيارة لحاضنة "دمر المركزية" والتعريف بالحرف التراثية واليدوية التي تشتهر بها البلاد، وخاصة أنها تجمّعٌ للعديد من الحرفيين، ونعمل على التسويق للفكرة عبر إرسال برامج وطروحات للخارج، لاقت قبولاً وتجاوباً وبدأت تأتي الاستفسارات عن هذا النوع من السياحة

حماية التراث

عن فكرة المهرجان والندوة يقول "عدنان تنبكجي" أمين سر حاضنة "دمر المركزية": «لا تقتصر السياحة على زيارة الأماكن الدينية والأماكن الأثرية والطبيعة الخضراء الجذابة من جبال ووديان، بل تشمل أيضاً التعريف بالحرف اليدوية التراثية التي تتميز بها البلاد، ومن هنا كانت أهمية فكرة السياحة التراثية والحرفية، وخاصة أن حاضنة "دمر المركزية" هدفها الأساس الحفاظ على التراث اللا مادي في "سورية"، فهي مركز يضم جميع الحرف اليدوية التراثية القديمة والحديثة، وفيها يعمل شيوخ الكار على تعليم حرفتهم لكل من يرغب، سواء كانوا شباباً أو يافعين، وذلك للحفاظ عليها وصونها من الاندثار بعد رحيل شيوخ كار الحرفة الأصليين.

مقومات كثيرة للسياحة التراثية

بعيداً عن الاحتكار

الصابون العطري

ويرى "تنبكجي" أن أحد الأهداف التي تسعى الحاضنة لتحقيقها هو الخروج من فكرة احتكار أسر محددة لحرفة معينة، لذا كان السعي للحفاظ على التراث وتأمين فرص عمل للأفراد، وتوفير سوق لتصريف أعمالهم، فكانت فكرة السياحة التراثية والحرفية، لافتاً إلى أن المصنوعات التراثية والحرفية باتت جزءاً هاماً ومميزاً في الكثير من المعارض الخارجية التي تشارك فيها "سورية" نظراً للإقبال الكبير من قبل الزوار على هذه المصنوعات خصوصاً وأنه يتم عرض طريقة صناعتها مباشرة أمام الزوّار».

بحاجة للتسويق

بدوره يشير "غسان شاهين" مسؤول في شركة سياحية إلى أن فكرة "السياحة الحرفية والتراثية" انطلقت من قبل حاضنة "دمر المركزية" كونها مركزاً للعديد من الحرف التراثية التي تشتهر بها البلاد، وهنا كان العمل على تفعيل دور الحاضنة في هذا النوع الجديد من السياحة، والسعي إلى تنمية التراث اللا مادي في فكر السائح وطرح نوع جديد من السياحة، وخاصة أن "سورية" تملك كنوزاً هائلة من التراث اللا مادي بحاجة لمن يستثمرها ويسوق لها.

الفسيفساء الزجاجي

ويتابع "شاهين بالقول: «نسعى عند طرح البرامج السياحية أن يكون من ضمنها زيارة لحاضنة "دمر المركزية" والتعريف بالحرف التراثية واليدوية التي تشتهر بها البلاد، وخاصة أنها تجمّعٌ للعديد من الحرفيين، ونعمل على التسويق للفكرة عبر إرسال برامج وطروحات للخارج، لاقت قبولاً وتجاوباً وبدأت تأتي الاستفسارات عن هذا النوع من السياحة».