تقلّد الكثير من المهام خلال مسيرة عمله، واستطاع أن يثبت جدارته في قطاعي عمل يعدّان الأصعب والأهم، وهما النفط والكهرباء، فقد استفاد من دراسته الأكاديمية وخبرته العملية، وترك بصمة في كل مهمة جرى تكليفه بها.

المهندس "صبري بشار" الذي تحدث لموقع مدوّنة وطن عن بعض تفاصيل مسيرة حياته العملية في محطات التوليد وحقول النفط والغاز، التي شكّلت جزءاً مهماً من حياته العملية واستحوذت على جل اهتمامه.

لم نحتج إلى خبراء للقيام بإصلاح الأعطال واستطعنا في تلك الفترة الاستغناء عن خدمات الشركات الأجنبية، وخصوصاً في مشروع إطفاء الخزانات بمحطة ضخ "تل عدس" التي يضخ منها النفط إلى منطقة الساحل، حيث قمنا وزميلي الراحل "مطر الكرو" بالعمل على المهمة مع توفير وتأمين المواد والمستلزمات، أكملنا الدراسات اللازمة، ونفذنا أهم هدفين للنظام: إطفاء الحريق ما أمكن ذلك، وتبريد الخزانات المجاورة للخزان أو الخزانات المحترقة، واقترحت آنذاك على مديرية كهرباء المحافظة استغلال فائض التوليد في السويدية والشبكة المنتشرة في المنطقة لتزويد القرى الواقعة قربها بالكهرباء وفعلاً استفادت عدة قرى منها

تميّز دراسي

طوال سنوات دراسته كان من الأوائل ومن المتميزين، انتقل إلى مدينة "دمشق" ونال الشهادة الثانوية عام 1958، ليحظى بمنحة دراسية، وقد غلب ميله للرياضيات والفيزياء على رغبة الأهل في دراسة الطب، سافر إلى "ألمانيا" ليدرس هندسة الكهرباء، وقدّم بعدها أطروحته بالدبلوم التي تتعلق بمحطات التوليد.

خبرة الدراسة في مؤسسات وطنه

بدأ العمل بعد تقديم الأطروحة في شركة "سيمنس" فرع "ميونيخ" عام 1966 حتى عام 1970، أوفد خلالها للحاجة القصوى إلى قسم دراسة وتصميم محطات التوليد في "إرلانغن"، مركز دراسة وتطوير محطات التوليد لشركة "سيمنس"، وكان لعمله دائماً علاقة بأنظمة التحكم والحمايات الكهربائية، ليقرر بعدها العودة إلى "سورية" عام 1971 رغم كل إغراءات العمل التي قدمت له آنذاك.

بخبرات محلية

فور عودته باشر عمله في محطة كهرباء "السويدية"، حيث قدم جهداً استثنائياً مُستفيداً من عدة أمور قال عنها: «لم نحتج إلى خبراء للقيام بإصلاح الأعطال واستطعنا في تلك الفترة الاستغناء عن خدمات الشركات الأجنبية، وخصوصاً في مشروع إطفاء الخزانات بمحطة ضخ "تل عدس" التي يضخ منها النفط إلى منطقة الساحل، حيث قمنا وزميلي الراحل "مطر الكرو" بالعمل على المهمة مع توفير وتأمين المواد والمستلزمات، أكملنا الدراسات اللازمة، ونفذنا أهم هدفين للنظام: إطفاء الحريق ما أمكن ذلك، وتبريد الخزانات المجاورة للخزان أو الخزانات المحترقة، واقترحت آنذاك على مديرية كهرباء المحافظة استغلال فائض التوليد في السويدية والشبكة المنتشرة في المنطقة لتزويد القرى الواقعة قربها بالكهرباء وفعلاً استفادت عدة قرى منها».

انيس مديوايه

في حقول النفط

خلال عمله بحقول النفط أيضاً قرر تغذية أحد الحقول الجديدة آنذاك بخط 66 ك ف، لضمان عمل آبار ومضخات دفع النفط إلى "تل عدس"، وتمديد خط آخر 66 ك ف من "القامشلي" إلى الحقل، بهدف تأمين تغذية إحتياطية، وكانت الفائدة الجانبية تغذية "القامشلي" من محطة "السويدية" بخط أوثق من التغذية القادمة من محطة تحويل "الحسكة" على التوتر 66 ك ف آنذاك، تم تنفيذ الخطين ومحطة "القحطانية" من قبل وزارة الكهرباء.

انتقل عام 1983 إلى مؤسسة الإسكان العسكرية كمدير الفرع الصناعي الإنشائي في "القامشلي" اقترح على المدير العام تصنيع الوحدات السطحية للآبار في فرع القامشلي، وفي آب 1987 قام بالمباشرة بمشروع العنفات الغازية بالسويدية من قبل وزارة الكهرباء، الذي يتضمن تركيب خمس عنفات غازية باستطاعة 34.7 ميغا واط للواحدة مع ثلاثة ضواغط غاز، وإمكانية التوسع بدارة مركبة تضيف استطاعة تعادل 50% من استطاعة العنفات الغازية من دون حرق إضافي (لم تستكمل للأسف) ومحطة تحويل 230 ك ف، وأشرف مع مجموعة من المهندسين والفنيين، على تنفيذ المشروع بدءاً من صب القواعد البيتونية وحتى تشغيلها بكامل طاقتها.

المهمة الأصعب

يتحدث المهندس "صبري بشار" عن الكثير من تفاصيل عمله والصعوبات التي واجهته وزملاءه وكيف استطاعوا تذليلها ويقول:«لاحظت مع بداية عملي كمدير التنسيق، ضعف تجاوب الشبكة الكهربائية في "سورية" مع التغيرات التي يمكن أن تطرأ كفصل عنفة أو فصل خط مع أحماله، ومن خلال ما تعلمته في دراستي الجامعية، قمت مع فريق العمل بتحليل الأسباب والعمل على إزالتها وتحقيق الشروط الفنية التي وضعتها الدول الأوروبية لربط شبكاتها، وفي عام 1999 عندما تقرر مشروع الربط الخماسي لشبكات الدول الخمس: "سورية، مصر، الأردن، تركيا، والعراق"، بقي "العراق" خارج المنظومة بسبب العقوبات المفروضة عليه، وبدأنا عام 2000 تجارب الربط بين الشبكة "السورية" وشبكتي "الأردن ومصر" اللتين كانتا مرتبطتين أساساً، وعندما فشلت محاولات الربط الأولى عبر شركة "فرنسية"، استطعنا بخبرات وطنية تقديم الحلول، وشرح ما يلزم إنجازه ضمن اجتماع عام لممثلي دول الربط وممثل شركة كهرباء "فرنسا"، حيث قمت بتقديم الإجراءات التي يجب القيام بها من قبل الجانب "المصري"، والتعديلات على أنظمة التحكم الحديثة الرقمية، قام الجانب المصري آنذاك بواجباته ونحن أيضاً قمنا بإجراءاتنا، وفي صباح اليوم التالي كان الربط وتحقق المطلوب، كانت كل الشبكات مستقرة».

لا تزال تلك اللحظات تنطبع في ذاكرته كما يقول ويتذكر الترحاب الحار من قبل مدير عام سلطة كهرباء "الأردن" بعد معانقته والذي قال له: هذا الربط "ربط شبكة الدول المذكورة سابقاً" مُسجّل بإسمك (صبري بشار) وهذا ما يعده تكريماً وثناءً قبل أن يتقاعد في أيار 2001.

المهندس "صبري بشار" من مواليد 1941 قرية "تل فارس" بريف "القامشلي"، أجري اللقاء معه بمدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 29 حزيران 2021.