سبع وعشرون لوحة فنية تحمل أبعاداً متنوعة في قيمتها التاريخية ونقلها لأحداث ووقائع حدثت على التراب السوري من شماله إلى جنوب، هي حصيلة المعرض الفني الذي أقامه الفنان التشكيلي "عامر الخطيب" ضمن فعالية ثقافية لإحياء منجز تاريخي بعنوان "ذاكرة الثورة.. متعب الجباعي من عام 1920 -1939" وهو اسم الكتاب الذي ألفه الكاتب المهندس "سميح متعب الجباعي".

نوعية الفكرة

يعدُّ المعرض نوعياً من حيث الفكرة الإبداعية والواقعية التجريدية، ويقول الفنان "عامر الخطيب" في حديثه لمدوّنة وطن : «فكرة اللوحات مستوحاة من وقائع وأحداث ومعارك حدثت في الماضي، وجرى نقلها للملتقى بألوان ولوحات يشعر المتلقي من خلالها بروابط بين تاريخه وحاضره، ولعل ما قدمه الكاتب المهندس "سميح متعب الجباعي" في كتابه آنف الذكر، هو ما جعلني كفنان تشكيلي أرسم لوحات تعبيرية تتماهى مع مضامين الكتاب بدلالات ومعانٍ متنوعة».

فكرة اللوحات مستوحاة من وقائع وأحداث ومعارك حدثت في الماضي، وجرى نقلها للملتقى بألوان ولوحات يشعر المتلقي من خلالها بروابط بين تاريخه وحاضره، ولعل ما قدمه الكاتب المهندس "سميح متعب الجباعي" في كتابه آنف الذكر، هو ما جعلني كفنان تشكيلي أرسم لوحات تعبيرية تتماهى مع مضامين الكتاب بدلالات ومعانٍ متنوعة

ويتابع "الخطيب" حديثه: «لقد استطاع "الجباعي" أن يربط وهو في بلاد الاغتراب، بين حدائق "فيينا" في "النمسا" وبين الحجارة البازلتية في قريته التي خرج منها طالباً للعلم، ليجمع أكثر من خمسمئة وثيقة تاريخية ويدوّن عن أربعمئة معركة وواقعة وشخصيات وطنية هامة في تاريخ سورية المعاصر، وليتجاوز المحلية والإقليمية وينتقل نحو العالمية، وقد عمل لأكثر من نصف عقد من الزمن بكد واجتهاد وبحث متواصل، ليستطيع نقل حلمه الى واقع فعلي، لذلك أردت التماهي معه بفعل الفن الإبداعي، بحيث جاء هذا المعرض ليربط بين أحداث الماضي التليد، وبين أحداث قريته "الشبكي" التي خاضتها أثناء أحداث الخامس والعشرين من شهر تموز».

من أجواء المعرض

بين الفن والقانون

المحامون باسم حاطوم وحكمت سلام ومعين العماطوري

بدوره يتحدث المحامي "حكمت سلام" عضو مجلس الشعب للمدوّنة عن تفاصيل معرض الفنان "عامر الخطيب" بالقول: «من يشاهد معرض الفنان التشكيلي يتذكر على الفور معطيات جديدة عن أحداث ووقائع حدثت في الماضي، وكيف استطاع الأهل مقاومة الاستعمار الفرنسي، ويربط هذه الصور والأحداث بما جرى حديثاً من مقاومة قوى الإرهاب والتكفير، ويمكن القول إن ما جسده المعرض هو واقع بألوان معبرة عن مضامين وثائقية لها قرائن قانونية في التوثيق، أي إن الفنان كوّن علاقة بين روابط الفن والقانون، بألوان وتعابير نابعة من أحداث جرت، ومعارك خاضها الأهل والأجداد، متنقلاً بها على مساحة سورية قاطبة من أقصى الشمال إلى الجنوب، ولعل الميزة النسبية الجديدة أن المعرض ترافق مع عرضه بالتوقيت نفسه في إحدى القاعات العالمية للفن في "روسيا" حيث قدم الدكتور "إياس الخطيب" شرحاً مفصلاً عنه وباللغة الروسية».

قيمة مضافة

الأستاذ المحامي "باسم حاطوم" أحد الحضور وقف أمام إحدى اللوحات وتحدث قائلاً: «القيمة المضافة التي حملها المعرض أن لوحاته تتماهى مع معطيات القانون، وخاصة أن الفنان التشكيلي "عامر الخطيب" زميل في نقابة المحامين وله سنوات عمل في القانون، لذلك يستشعر الزائر للمعرض التوثيقي كيف يدعم دلائل ومعطيات كتاب "الجباعي" بالقرائن والأدلة التعبيرية من خلال الصور التي جسدت شخصيات وطنية من أعلام الثورة السورية ومقاومة الاحتلال الفرنسي، أمثال الشيخ "صالح العلي"، إلى "إبراهيم هنانو" و" حسن الخراط" و"فوزي القاوقجي" ، و"رمضان شلاش" ، و"أحمد مريود" و"يوسف العظمة" و"سلطان باشا الأطرش"، والجميل في الحضور التنوع بين الفئات العمرية، ما يتيح للأجيال الفرصة للتعرف على معطيات أحداث حدثت في الماضي، وخاصةً أن الفنان أوضح معاني ودلالات كل لوحة بجمل تعبيرية بجانب كل منها».

من لوحات المعرض