خلال زيارته لإحدى المناطق السياحية في منطقته "المالكية"، وجد الشاب "محمد حاجي" عشرات الأسر التي تصطاف هناك، فاستشعر حاجة المنطقة للمزيد من حملات النظافة والمبادرات التطوعية في منطقته، وعدّ نفسه معنياً بجمالها رغم اغترابه عنها، وليشرع بعد ذلك بتوسيع مبادراته ويتوجّها بمبادرته الأساسية وهي الحلاقة المجانية في الشوارع والأحياء.

حلاقة بالمجان

يتحدث الشاب"حاجي"، المغترب في "سويسرا" منذ 14 عاماً، عن مبادرته الأخيرة في منطقته، بالقول : «المبادرة كانت بتنظيف نبع قرية "سويدية" السياحي، وتسوية الطريق الممتد إليه، فالمنطقة من أهم المناطق السياحية على مستوى المحافظة، يزورها الآلاف بشكل أسبوعي، وكان من واجبي المساهمة في تنفيذ المهمّة وهي تنظيف النبع».

عندما شاهدت مدح وثناء فنانين كبار أمثال "نزار أبو حجر" و "أيمن رضا" للشاب على صفحات التواصل الاجتماعي، ازداد إعجابي وتقديري له ولكل أعماله

وإضافة إلى حملة النظافة، ينفذ الشاب منذ وصوله مبادرته الأساسية، وهي الحلاقة المجانيّة في الشوارع والأحياء العامة، وأمام المناطق الأثرية والتراثية، وعن هذه المبادرة يقول "حاجي": «خلال أزمة فيروس كورونا، ظهرت فكرة الحلاقة في الشوارع والأماكن العامة في أوروبا، انطلقت بها من مكان إقامتي في "سويسرا"، كنت أقوم بالمهمة في أحلك الظروف حتى في وقت تساقط الثلج الغزير، للسوريين والأوروبيين الذين أبدوا إعجابهم بمبادرتي، وبالشباب السوري بشكل عام.. تنقلتُ من مكان لآخر في ذلك البلد، حاملاً كرسي الحلاقة وعدتي وخلال زيارتي الأخيرة لبلدي وجدت الفرصة سانحة لتطبيق المبادرة فيها».

ينظف مياه الينابيع والطرق إلى المناطق السياحية

"أبو طير"

حلاقة الشعر في سوق القامشلي

يرى "حاجي" أنه ومن خلال مبادرته يمكنه أن يقدم عدّة رسائل للعالم أجمع، فتعزيز العلاقة بين المغترب وأبناء البلد يكون بمثل هذه المبادرات، مضيفاً بالقول: «لقبني أهلي واصدقائي بـ"أبو طير" لكثرة تنقلي بين الدول، فقبل الوصول إلى وطني، أنجزت حلاقة مجانية في شوارع دولة أخرى، ففي منطقة "أربيل" أنجزت الحلاقة أمام قلعتها، ثم ذهبت إلى "دهوك" وبعدها إلى "زاخو"، ثم كانت الوجهة نحو مدينتي "المالكية" والتي نفذت فيها مبادرتي المجانية بشكل شبه يومي، وكذلك فعلت في بلدة "عين ديوار" الأثرية، وقرى مجاورة.. لاحقاً خصصت يوماً في مدينة "القامشلي" ووضعتُ كرسي حلاقتي منتصف سوقها المركزي، بعدها كان هناك يوم مخصص للقاطنين في مخيم "عين الخضراء" بمنطقة "المالكية"، قمتُ بالحلاقة لـ108 أشخاص، ساعدني صديق في الحلاقة نتيجة الضغط الكبير عليّ في المخيم، ولديّ برنامج طويل في أهدافي ورسالتي ضمن بلدي، وأفكار أخرى تعزز الحالة الاجتماعية بين المغترب ووطنه وأهله».

قبول مجتمعي

خلال وجوده في سوق "القامشلي" لفت "حاجي" الأنظار إليه، كون مبادرته فريدة من نوعها، فأول مرة يشاهد فيها الناس كرسي الحلاقة وحلّاق في شارع عام وبسوقهم المركزي، وعن ذلك يشير الشاب "دليل البار" إلى جميل المبادرة، خاصة وأن الشاب مغترب، وهو يهدف لتقديم رسائل مهمة يثبت فيها حجم العلاقة التي تجمع بين المغترب والوطن، ومع أهله وأصدقائه،.. عمله مرهق جسدياً ومادياً، وهو يعمل ضمن ظروف جوية صعبة، مع ذلك كان يقوم بالمهمة بابتسامة عريضة وسعادة كبيرة مضيفاً: «عندما شاهدت مدح وثناء فنانين كبار أمثال "نزار أبو حجر" و "أيمن رضا" للشاب على صفحات التواصل الاجتماعي، ازداد إعجابي وتقديري له ولكل أعماله».

الحلاقة في المخيم

"محمد حاجي" من مواليد "المالكية" 1994، بالإضافة إلى ما ذكر، فهو يؤدي أعمالاً فنية من خلال مشاركاته بمقاطع أفلام قصيرة.