يعدُّ حي الحمدانية الواقع في الجنوب الغربي من مدينة حلب واحداً من أكبر وأهم أحيائها السكنية، فضلاً عما يتميز به من موقع جغرافي واستراتيجي، وما يضمه أيضاً من موارد لوجستية وبشرية وخدمية هامة ساعدت في نهضته العمرانية وتنشيطه سريعاً وفي مختلف المجالات.

موقعٌ متميّز

يشغل الحي مساحة كبيرة تتفرع بشكل سلس وانسيابي جميل إلى عدة أحياء ومساكن جديدة فرعية، ما جعله مقصداً للكثير من أبناء المدينة لطلب السكن والعيش لهدوئه بعيداً عن الضوضاء وصخب المدينة.

كنت أقطن إلى جانب محلي وسط حي "باب الفرج" وعند قيام المحافظة بتنفيذ مشروع باب الفرج عام 1980، طلب منا إخلاء منازلنا ليتم تعويضنا مباشرة بمساكن حديثة في "حي الحمدانية" وأتبعت ذلك بشراء محل للبقوليات من أجل كسب لقمة العيش، ووجدت هنا كل الخير والبركة والسعادة وأصبح لي أصدقاء ومعارف وجيران نتشارك معهم الأفراح والأتراح، وأذكر تماماً عندما جئت لأول مرة كيف كانت حركة البناء ضعيفة والشوارع شبه خالية من السكان، لكن وبسرعة فائقة تبدل الحال وارتفعت وتيرة البناء وازداد عدد القاطنين ما أعطى الحي كل النشاط والحيوية

موقع مدوّنة وطن eSyria" بحث في الموقع الجغرافي لـ"حي الحمدانية" الذي يقع في أقصى الطرف الغربي الجنوبي للمدينة وعلى مساحة تقدر بثمانية كيلومترات مربعة ويقطن أحياءه حسب تقديرات مختاري الحي حوالي 125 ألف نسمة، وتالياً فإن عدد شققه السكنية يتجاوز وسطياً 25 ألف مسكن بالنظر إلى أن متوسط عدد أفراد الأسرة هو خمسة أشخاص. يجاور الحلي شرقاً الحي الشعبي الكبير "صلاح الدين" ومن الغرب ضاحية "خان العسل" وشمالاً حي "حلب الجديدة"، وتحيط بالحي شبكة طرق دولية هامة سرّعت من حركته العمرانية وهي أوتوستراد "حلب" - "دمشق"، ومن الشرق "أوتوستراد "الراموسة " - "صلاح الدين" الواصل لدوار "الباسل"، ومن الجنوب الطريق الدولي القادم من "دمشق" باتجاه مدخل المدينة باتجاه المدن الشرقية "منبج" "الرقة" "دير الزور"، ويحيط بالحي أيضاً ثلاث محطات للوقود، وعلى أوتوستراد الحي تم بناء المدنية الرياضية المتكاملة التي تضم ملعب كرة قدم يتسع لـ15 ألف متفرج مع الصالة الدولية لكرة السلة والمسبح الأولمبي، والأهم هو الملعب الدولي العملاق لكرة القدم بسعة 75 ألف متفرج.

دوار 606 بالحي الرابع

نظرةٌ عن كثب

جمعية تشرين السكنية

تعود نهضة البناء في "الحمدانية" إلى سبعينيات القرن الماضي من خلال بناء الحي الأول مع مشتل الحديقة العامة الذي يمتد حتى "دوار الإطفائية"، ومن ثم الحي الثاني الذي اشتهر ببناء طوابقه المرتفعة التي تسمى بـ"برجيات الحمدانية"، وتقع ضمن الحي مدرسة "ابن البيطار" مع السوق التجاري المغلق و"مديرية الري والاستصلاح الزراعي"، ويلي ذلك وبالتدريج بناء الحي الثالث الذي يضم عشرات المحلات التجارية على جانبيه، ما جعله قبلة القاطنين لتسوق المأكولات والألبسة والأدوات المنزلية والعمرانية، وهذا الحي هو الأكثر ازدحاماً بين جميع الأحياء، ويأخذ حيزاً حتى مدخل الحي الرابع الذي يبدأ بـ"سوق الهال" مع دوار الـ606 ومركز التأهيل والتدريب.

ويكاد يكون الحي الرابع هو الأجمل بين كل الأحياء بما يحتويه من شقق سكنية واسعة ومريحة وهادئة، ويتفرع عنه حي "تشرين" و"الرواد" و"الثلاثة آلاف شقة" وحي "ألف وسبعون شقة".

جمال البناء بدوار الصالات

ويوجد في حي "الحمدانية" أكثر من 20 مدرسة لمختلف المراحل الدراسية، وهناك ثلاثة مستوصفات للجلدية ومرضى السكري وآخر لنقابة المعلمين، ويوجد داخل الحي الثالث جامعةُ "إيبلا" الخاصة وفرنٌ للمخبز الآلي، ومديرية للكتب والمطبوعات المدرسية.

وتشهد كافة أحياء الحي حركة مرورية ونشاطاً اقتصادياً وتجارياً وعمرانياً يكاد لا يتوقف أو ينقطع.

نشاط تجاري

يقول "وليد قصاص" أحد قاطني الحي الثالث: «كنت أقطن إلى جانب محلي وسط حي "باب الفرج" وعند قيام المحافظة بتنفيذ مشروع باب الفرج عام 1980، طلب منا إخلاء منازلنا ليتم تعويضنا مباشرة بمساكن حديثة في "حي الحمدانية" وأتبعت ذلك بشراء محل للبقوليات من أجل كسب لقمة العيش، ووجدت هنا كل الخير والبركة والسعادة وأصبح لي أصدقاء ومعارف وجيران نتشارك معهم الأفراح والأتراح، وأذكر تماماً عندما جئت لأول مرة كيف كانت حركة البناء ضعيفة والشوارع شبه خالية من السكان، لكن وبسرعة فائقة تبدل الحال وارتفعت وتيرة البناء وازداد عدد القاطنين ما أعطى الحي كل النشاط والحيوية».

مطلب للسكن

وتشارك مختارا الحي الثاني والثالث "محمود عبد الفتاح" و"زاهر البكور" الرأي بأهمية ومكانة وجمال حي "الحمدانية" وميزة هوائه النقي والعليل ما جعله قبلةً ومطلبَ الجميع للسكن فيه، إضافة لتوفر أهم الخدمات العامة من صحة وتعليم وحدائق ساعدت في حركة نهضته في كافة المجالات مؤكدين على ضخامة وسعة حي "الحمدانية" التي تعادل مساحة وسكان مدينة بأكملها.

جرى اللقاء والتصوير داخل حي "الحمدانية" بتاريخ 27 أيار لعام 2021.