عُرِفَ الحَمَام منذ عصر ممالك المدن القديمة في الألف الثالثة قبل الميلاد، ففي الفترة الهلنستية والرومانية أصبح عنصراً أساسياً في تخطيط المدن، جنباً إلى جنب مع المعبد والقصر والمسرح، وكذلك الأمر في المدن الإسلامية كان الحمام حاجة دينية شرعية، وظهر ضمن تخطيط المدن الإسلامية، َوفق قول رئيس دائرة الآثار في "طرطوس" المهندس "مروان حسن" لمدوّنة وطن eSyria.

حمّامات "طرطوس"

شكّلت الحمامات واحدة من أهم المعالم في المواقع الأثرية المتعددة في "طرطوس"، بحسب حديث الآثاري "بسام وطفة" وخصوصاً القلاع الإسلامية شمال وشرق المحافظة، كحمام "قلعة الكهف" وحمام "بيت صافي" و"الحمام العثماني" في جزيرة "أرواد" وحمام "قلعة العليقة"، فهي متميزة بطريقة بنائها التي شملت عدة أقسام منها الأحواض والقنوات، وكانت تفتح أبوابها مع شروق الشمس حتى المغيب وربما أكثر بقليل، فيرتادها الرجال قبل صلاة الفجر وحتى صلاة الظهر، وترتداها النساء والأولاد بعد صلاة الظهر وحتى الإغلاق، وكذلك بالنسبة للحمام الشعبي في مدينة "طرطوس" القديمة بجانب الجامع العمري، حيث شكل مع السوق وشبكة الأزقة والبيوت القديمة كلاً متكاملاً، ويعود بناؤه للفترة العثمانية وبقي مستخدماً كحمام شعبي حتى عام 1950 وتوقف استخدامه كحمام وتحول إلى مشغل للمفروشات وبيت للسكن في الطابق العلوي، واستملكته المديرية العامة للآثار والمتاحف عام 1996 للمحافظة عليه وترميمه، ولكنه بقي مشغولاً بالسكان حتى العام 2002 حيث تم إخلاؤه.

بالنسبة لحمّام "بيت صافي" الذي يقع غرب "بيت صافي" بالقرب من نقطة التقاء مجرى النهرين الواقعين شمال قلعة "الكهف"، فقد لوحظ وجود بقايا جدار مبني بحجارة كبيرة مشذبة بارتفاع يزيد على المتر وبطول حوالي عشرة أمتار، وامتداده يشكل زاوية حادة مع المجرى المائي، وعلى يمينه غرفة صغيرة مستطيلة مفتوحة من الأمام، تتخللها قبة عقدية صغيرة في الجدار الشمالي، في حين بقي القسم العقدي على الجانبين منها. وهناك باب في الجدار الجنوبي يؤدي إلى القسم الوسطاني، حيث القبة مثمنة الأضلاع وقد انهار سقفها، وهناك غرفة كبيرة إلى جوارها، كما أن شكل وأسلوب بناء الحمام والطينة المستخدمة -حسب وطفة"- بالطريقة نفسها في حمام "قلعة الكهف" يدلُّ على أنهما مبنيان معاً ومن قبل بَنَاء واحد، فهما يؤمّنان الخدمة اللازمة لساكني القلعة ومحيطها مع فارق بسيط أنّ حمامَ القلعة الصغيرَ الموجود في القسم الغربي من القلعة عند الزاوية الجنوبية الغربية ذا السقف القببي المهدم والأنابيب الفخارية في الجدران، كان مخصصاً للحكام السلاطين، بينما كان حمام "بيت صافي" مخصصاً لعامة الشعب أو الجند

في "بيت صافي"

ويتابع "وطفة" بالقول: «بالنسبة لحمّام "بيت صافي" الذي يقع غرب "بيت صافي" بالقرب من نقطة التقاء مجرى النهرين الواقعين شمال قلعة "الكهف"، فقد لوحظ وجود بقايا جدار مبني بحجارة كبيرة مشذبة بارتفاع يزيد على المتر وبطول حوالي عشرة أمتار، وامتداده يشكل زاوية حادة مع المجرى المائي، وعلى يمينه غرفة صغيرة مستطيلة مفتوحة من الأمام، تتخللها قبة عقدية صغيرة في الجدار الشمالي، في حين بقي القسم العقدي على الجانبين منها.

المهندس مروان حسن

وهناك باب في الجدار الجنوبي يؤدي إلى القسم الوسطاني، حيث القبة مثمنة الأضلاع وقد انهار سقفها، وهناك غرفة كبيرة إلى جوارها، كما أن شكل وأسلوب بناء الحمام والطينة المستخدمة -حسب وطفة"- بالطريقة نفسها في حمام "قلعة الكهف" يدلُّ على أنهما مبنيان معاً ومن قبل بَنَاء واحد، فهما يؤمّنان الخدمة اللازمة لساكني القلعة ومحيطها مع فارق بسيط أنّ حمامَ القلعة الصغيرَ الموجود في القسم الغربي من القلعة عند الزاوية الجنوبية الغربية ذا السقف القببي المهدم والأنابيب الفخارية في الجدران، كان مخصصاً للحكام السلاطين، بينما كان حمام "بيت صافي" مخصصاً لعامة الشعب أو الجند».

حمّام "أرواد"

ويضيف "وطفة": «في جزيرة "أرواد" حمام يقع في الجهة الغربية منها بالقرب من السور القديم، أقيم على كتلة صخرية تحوي بعض الكهوف المحفورة في الصخر، وهي عبارة عن مستودعات تعود للفترة الفينيقية، وقد أُنشِئ هذا الحمام في الفترة العثمانية، ويتألف من غرفة كبيرة تعلوها قبة دائرية الشكل مفرغة بثقوب أسطوانية الشكل من الفخار، ومن غرفتين صغيرتين للاستحمام بجوار الغرفة الكبيرة.. والحمام عبارة عن قسمين (براني وجواني) تصل بينهما بوابات قوسية الشكل، وقد حفرت ضمن الجدران قنوات لجر المياه عبر أقسام الحمام بواسطة أنابيب فخارية هدمت معظم أجزائها مع مرور الزمن.

حمام كاف الحمام

حمّام "العليقة"

الآثاري بسام وطفة

أما حمام "قلعة العليقة" فيشير "وطفة" إلى أنه يقع بجانب بوابة القلعة الداخلية، حيث يوجد بئر ماء، وإلى جواره توجد مقطورات وأقبية وخزانات الحمام وهي مفتوحة باتجاه الشمال، وإلى الشمال قليلاً منها وبشكل ملازم للسور الشمالي وتحت الأرض يوجد بناء الحمام المطمور الذي لا يمكن الدخول إليه إلا من خلال فتحة صغيرة واقعة فوق السور الشمالي مباشرة، والتي تؤدي لغرفة صغيرة منسوبُ أرضيتها مرتفع ويتم الوصول من خلالها إلى غرفة صغيرة يتخللها مدخلان لبابين أحدهما من جهة الغرب ويؤدي إلى خزان ماء كبير محفور في الصخر، وباب من جهة الشرق يؤدي لغرفة الحمام الوسطاني المثمن الذي يتخلل سقفه القببي القمريات، ومنه يتم الدخول لغرفة صغيرة مستطيلة من جهة الشمال، ومن جهة الشرق هناك فتحة باب مردومة، يعتقد أنها تشكل المدخل الأساسي للحمام».

بقي أن نشير إلى وجود حمام "كاف الحمام" في ناحية "برمانة المشايخ" مدينة "الشيخ بدر" بجانب نبع "نور الدين" الأثري.