يأتي "صالح حاج محمود" من الريف البعيد في بلدته "اليعربية" إلى مدينة "القامشلي بين الفترة والأخرى، فتكون وجهته الأولى مطعم" الحاج يونس" الذي يعدُّ أقدم مطعم في المدينة، يتناول فيه أكلته الشعبية المفضلة "رؤوس الغنم"، والتي لا يضيره تناولها حتى صباحاً فنكتها المميزة -حسب رأيه- تشجعه على ذلك، وكثيراً ما لا يكون وحيداً بل بصحبة الأهل والأصدقاء،

علاقات اجتماعيّة

يقول "حاج محمود": «منذ 40 سنة وأنا أزور هذا المطعم المميز، أقطع مسافة أكثر من 70 كم من قريتي بريف "اليعربية" إلى السوق المركزي بمدينة "القامشلي" لتناول الطعام هنا.. تعرفتُ إلى المطعم أول مرة من خلال صديق لي من القرية، دعاني لوجبة "رؤوس الغنم"، أعجبتني الأكلة الشعبية بكل ما فيها من تفاصيل، فضلاً عما يشعر به الزائر إليه من راحة وهدوء حتى بات المطعم ملتقى للأصدقاء من مناطق مختلفة يقصدونه لتناول الطعام وتبادل الأحاديث الودية».

منذ 40 سنة وأنا أزور هذا المطعم المميز، أقطع مسافة أكثر من 70 كم من قريتي بريف "اليعربية" إلى السوق المركزي بمدينة "القامشلي" لتناول الطعام هنا.. تعرفتُ إلى المطعم أول مرة من خلال صديق لي من القرية، دعاني لوجبة "رؤوس الغنم"، أعجبتني الأكلة الشعبية بكل ما فيها من تفاصيل، فضلاً عما يشعر به الزائر إليه من راحة وهدوء حتى بات المطعم ملتقى للأصدقاء من مناطق مختلفة يقصدونه لتناول الطعام وتبادل الأحاديث الودية

80 عاماً

يعدُّ مطعم "الحاج يونس" من أقدم المطاعم في مدينة "القامشلي" وقد اشتهر منذ تأسيسه بالمأكولات الشعبية، وتخصص بها وانفرد بذلك التخصص، ولا يزال حتى اليوم يحافظ على كل التفاصيل التي وجدت في المطعم منذ اليوم الأول حتى اللحظة رغم مرور أكثر من 80 عاماً على تأسيسه.

أكلات ثقيلة وطيبة في المطعم

يقول "مصطفى يونس" وهو أحد الشركاء في المطعم: «أنشأ المطعم عام 1940، ليكون الأول في المدينة الذي يقدم المأكولات الشعبية، كانت ملكيته في البداية عائدة لأسرة أرمنية، وكان والدي "الحاج يونس" يعمل فيه حينها، ولكن بعد فترة من الزمن استطاع والدي شراء المطعم وحافظ على كل تفاصيله، واليوم لا يزال يقدم وجباته الشعبية التي حافظ عليها العاملون فيه وهم جميعهم أقارب من "آل يونس".. شعارنا الحفاظ على رضى الزبون وتقديم أفضل ما لدينا من وجبات شعبية، ولعل هذا هو سر تميزنا كل هذه السنوات».

أكلات شعبية

يعدد "مصطفى يونس" أصناف المأكولات الشعبية التي تقدم في المطعم، وهي مأكولات تحتاج إلى جهد ووقت مضاعف، لذلك يصعب تجهيزها منزلياً ومن هذ الأصناف -حسب قوله-: (رؤوس الأغنام، الطحالب، عصب ركب الأغنام، مرتديلا وتجهيزها ضمن المطعم، أقراص نعناع، نخاعات)، مع شوربة العدس التي لا غنى للزبائن عنها إلى جانب الوجبات الثقيلة الأخرى، فهي تجهز بشكل يومي، إضافة إلى أن بقية المأكولات أيضاً تجهز يومياً ويتم اختيار اللحوم وملحقاتها من رؤوس و"مقادم" بعناية وتنظف بالشكل المطلوب، ثم تطبخ في المطبخ، لتنقل جاهزة ومستوية إلى المطعم».

وسط السوق المركزي بالقامشلي

ضيوف وزوّار

فرحان يميناً ومصطفى يساراً

يفرد عدد كبير من المغتربين خلال زياراتهم إلى المدينة زيارة خاصة للمطعم، يتناولون تلك المأكولات الشعبية، ويأخذون منها معهم أيضاً لمكان إقامتهم، أمّا الزوار والضيوف من المحافظة فهم من كل المناطق، وحتّى ضيوف المدينة من المحافظات الأخرى يزورون المطعم ويتناولون وجبة دسمة فيه، ويروي "فرحان يونس" وهو أحد العاملين في المطعم لأكثر من 15 سنة، قصة تلك السيدة المغتربة في "ألمانيا" التي جاءت قبل أيام إلى المطعم وطلبت أن يجهز لها 50 (سندويشة) من مأكولات المطعم لتصطحبها معها إلى ألمانيا، بعد أن طلبت عدم وضع البندورة فيها، لتصل دون أن تتلف.

زارت مدوّنة وطن "eSyria" المطعم بتاريخ 23 حزيران 2021 وأجريت اللقاءات بالتاريخ نفسه.