تعدُّ قرية "دير أيّوب" إحدى أجمل وأهم القرى في بلدة "الجوادية"، حيث ألبستها الطبيعة حلّةً خضراء، فالينابيع من كل حدب، والأشجار والمساحات الخضراء تحيط بها من كل جانب، وتاريخ ضارب بالقدم تشهد عليه آثارها المتناثرة هنا وهناك وتدلُّ على عمر القرية غير المعروف حتى الآن.. كلّها مزايا مهدت لتكون "دير أيوب" نقطة جذب واصطياف في المنطقة كلها.

كنوزٌ أثريّة

يبين "أحمد شاكر" أحد أبناء القرية ابن السبعين عاماً خلال حديثه مع مدوّنة وطن "eSyria": أنه وخلال إحدى جولاته ضمن قريته، وجد عملة نقدية فيها إشارة لعمر القرية، ويضيف: «قبل عدّة سنوات حصل معي هذا الموقف، لم أكن أعرف أنها عملة، كانت بعض القطع النقدية بجانب تل القرية الأثري، عرضتها على بعض المهتمين والذين أخبروني بأنها نوع من أنواع العملة القديمة جداً، حيث كانت المنطقة وقاطنو القرية بالتحديد يستخدمونها في تلك الفترة، وقدر البعض عمر العملة بأكثر من 3200 سنة، وهناك روايات تقول بأن عمر القرية أكثر 5 ألف سنة». مضيفاً: «ليس للقرية تاريخ معين ومعروف حتى اليوم، عاشت فيها أجيال وأجيال، فالتل أيضاً إشارة لقدمها والذي يضم ما يعتقد أنه دير وكنائس وأسوار».

ليس للقرية تاريخ معين ومعروف حتى اليوم، عاشت فيها أجيال وأجيال، فالتل أيضاً إشارة لقدمها والذي يضم ما يعتقد أنه دير وكنائس وأسوار

زراعيةٌ بامتياز

يقيم في القرية حالياً حسب "شاكر" 64 أسرة، يعمل الأهالي بشكل عام في تربية الأنعام والزراعة، وفي القرية مدرسة للحلقة الأولى، وجامع أثري، وهي تابعة إدارياً لبلدة "الجوادية" التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 45 كم، وتعد الزراعة وتربية الأنعام مورد رزق للكثير من الأسر.. حيث تتم زراعة مختلف المحاصيل الشتوية والصيفية فيها، إلا أنهم توقفوا عن زراعة القطن خلال السنوات القليلة الماضية، لكنهم مستمرون بزراعة المحاصيل الأخرى وهي ناجحة نتيجة لطبيعة التربة المتميزة، فيما أسست بعض الأسر لنفسها حدائق منزلية، استثمرت الطبيعة وما فيها.

موقع القرية على الغوغل ارث

سياحةٌ واصطياف

إقبال الأهالي على القرية

ويوضح "إسماعيل مراد" وهو أحد المعمرين في القرية، يتجاوز عمره المئة عام، عدم وجود تاريخ واضح لتأسيس القرية، مشيراً إلى وجود بئر قديمة جداً أيضاً في أعلى التل، يجهل تاريخها أيضاً، تمّ ردمها بشكل كامل، ولأنّ القرية تشتهر بالأشجار والينابيع والطبيعة الجميلة، فإن الأهالي يقصدونها من مختلف مناطق المحافظة، وأغلب الأحيان أيام العطل الرسمية تشهد القرية إقبالاً كثيفاً، نتيجة تميز القرية بهذه المزايا، ولإقبال الناس عليها لذلك يحرص أبناؤها دائماً على جعل قريتهم نظيفة ومثالية، وكل الأسر يتوافدون لأماكن تجمعهم يسألون عن مطالبهم ويفتحون الأبواب لاستقبالهم وتأمين مستلزمات رحلاتهم الترفيهية.

شواهدٌ تاريخيّة

ضمن القرية ضريح قديم جداً لا يعرف أحد هويته وتاريخ وجوده، حسب ما قال "نور الدين محمد العلي" أحد المهتمين في التاريخ من بلدة "الجوادية": «وجود تلال أثرية يعطي لنا دلالة واضحة أنها قديمة وعمرها آلاف السنين، خاصة أنها تحوي كنائس وأماكن العيش بداخلها، والضريح والسور ووجود عملات نقدية كلها تبين لنا قدم قرية "دير أيوب" حتّى تسمية القرية جاءت من الدير، ولكن لا توجد وثيقة تؤكد عمر القرية الحقيقي".

أحمد شاكر

تمّت زيارة القرية وأجريت اللقاءات فيها بتاريخ 25 أيار 2021.