تعدُّ فكرة تنفيذ وإنجاز أي مشروع زراعي من أهم الأمور التي يعالجها مشروع "Dr green"، الذي حاول جمع خريجي الكليات الزراعية والمهتمين في القطاع لتقديم المعرفة والخبرة والمساهمة بتحسين إنتاجية القطاع وحل مشكلاته.
"البحث المستمر عن حاضنة تجمع ما يمكن تطبيقه على أرض الواقع لمجموعة من المهندسين الزراعيين هي أولى علامات تأسيس مشروع "Dr green" الذي كان الهدف منه توحيد رؤية الخريجين الجامعيين المُتقنين لمختلف الاختصاصات الزراعية، والباحثين في علومها لتوظيفها ضمن المشروع وتمهيداً لربط ما يمكن عمله من أعمال أخرى مستقبلية أكثر توسعاً وشموليةً"، بهذه الكلمات حاول المهندس "حسن يونس" في حديثه لموقع مدوّنة وطن التعريف بالمشروع الذي كانت بداية فكرته على مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 20 آب عام 2020 حيث تم طلب الدعم من خريجي كليات الهندسة الزراعية في البلاد، وبالفعل لقي ذلك النداء استجابة من الكثيرين الذين أعجبوا بالفكرة كحاجة ضرورية، وعلى إثر ذلك تم تكوين الفريق التطوعي ليضم عدداً من المهندسين تجلت خبرتهم في أعمال تتعلق بالتغذية، الهندسة الريفية، شبكات الري، أخصائيين في الاقتصاد الزراعي والإنتاج الحيواني، مكافحة الآفات الحشرية ووقاية النبات، كما ضم أيضا خبراء في علوم التربة، البيئة، الغابات، التقانة الحيوية، الإرشاد الزراعي، وغيرها من المجالات، وقد أصبح اتجاههم بشكل كلي نحو سبر أسرار البيئة واستكشافها أكثر عبر إطلاق نشاطات متنوعة، منها المشاركة في حملات التشجير برعاية وزارة الزراعة ووزارة الإدارة المحلية للبيئة، وكانت التشاركية مع فرق تطوعية أخرى لها مساهمات فاعلة في الزراعة، وفي المقابل كان للمشروع أثر عميق فيما يخص موضوع التدريب، وذلك من خلال الورشات التدريبية النوعية في مجال الجودة، الرسم الهندسي وتنسيق الحدائق، زراعة الفطر.
وأكاديمياً كان لمشروع Dr green دور مساعد للمهندسين في تقديم الاستشارات لهم ومساعدتهم في أي أمور طارئة تتعلق بظروف العمل الزراعي أو عن كيفية العناية بالنباتات أو حتى بمراحل الإنتاج (الحيواني أو النباتي) المتطورة، وحسب ما يذكر "حسن" هناك تفكير بتوسيع المشروع، فهناك دراسة لبيان إمكانية تطوير المشروع إلى أكاديمية وشركة استشارات زراعية تعنى بالزراعة وتجمع عدداً من الخبراء والمدربين لتقديم خدماتهم في مجال الهندسة الزراعية.
تعليم زراعة الفطر المحاري من أهم ما كانت تطمح إليه المهندسة "عفراء قشوع" كمحاولة لها في زرع مكان محدد لهذا المنتج كتجربة لها بمنطقة "الرحيبة" في "ريف دمشق" والذي يتطلب شروطاً خاصة واستثنائية لنجاحه بالشكل المطلوب، وتقول في هذا السياق: "تواصلت مع الفريق عبر مواقع التواصل الإلكتروني في البداية لحضور الورشة النظرية بمشاركة مجموعة من المهندسين الخبراء وتم تزويد الحاضرين بأبواق الفطر الصغيرة كخطوة أولى في تنفيذ زراعتها ولا سيّما أن المتابعة كانت حثيثة ومباشرة من قبل المشرفين، وريثما أمنوا كل مستلزمات الزراعة في كل مرحلة، تعلمت "عفراء" وتدربت على كيفية زرع الأبواق وجلب الأدوات لتحقيق إنتاج بسيط إلى حد ما، كما بحثت عن ماهية الأماكن المخصصة للزرع ووقاية نبات الفطر من الأمراض في كل مرحلة من مراحل نموه حتى تم الوصول إلى مرحلة الإنتاج الأخيرة التي كانت مرضية ولم تكن متوقعة في إطار المقومات الحالية، منتج الفطر مربح رغم أنه لا يتطلب الكثير من المجهود الإضافي، وهذا ما دفع "قشوع" مؤخراً إلى السعي للمحافظة على مستوى إنتاج أعلى عن السابق.
لا يمكن تجاهل الجانب التنظيمي لأي فكرة وخصوصاً في التفاصيل التي تخدم الزراعات على اختلاف أنواعها، وعن ذلك تحدث المسؤول التنظيمي في مشروع Dr green المهندسة "جواهر الخلف الحسن"، فضلاً عن مدى نجاح عمل وتعاون جميع أفراد الفريق من خلال التعاون مع جهات عدة شاركت منذ البداية حتى الآن، سواء كانت شركات أم مختصين. فقالت "الحسن": "المشروع يضم 22 مهندساً زراعياً وطلاب دراسات عليا وضعوا أهدافاً عملية للمشروع، يتم العمل على تقديم كل مشرف اختصاص خطته القادمة لثلاثة أشهر مقبلة بما فيها من ورشات تدريب وأنشطة مختلفة، يتم بعدها تقديمها للفريق للمناقشة ودراسة ما هو الموضوع الأهم، وما هو القابل للتنفيذ وغير القابل للتنفيذ أيضاً ولماذا.
وأضافت "جواهر": في الفترات الماضية كمثال، تركّز النشاط حول حملة تشجير مليون شجرة عبر التعاون مع ستة عشر فريقاً تطوعياً آخر، وبتوجيه ومشاركة من الجهات الحكومية ومن إدارة الحراج، وذلك عبر تقديم غراس ومعدات لإتمام عملية التشجير التي كانت في أكثر من منطقة في "سورية" وتكررت لأكثر من مرة، أهمية تقسيم المهام بين التدريب في الفريق وبين تفعيل الأنشطة الزراعية أمر هام ومتكامل وعنصر أساسي لنجاح العمل الزراعي في الوقت نفسه، ولا بدّ من توضيح أن التعاون تم بدعم وتسهيل كل من وزارة الزراعة، جامعة دمشق، المؤسسات الحكومية، وأيضاً من الفرق التطوعية كفريق "عمرها" التطوعي بما يخص الطلبة المهندسين والزراعين عموماً.
أجريت اللقاءات بتاريخ 4 نيسان عام 2021.