بدأ "محمد عفيف" الرسم بعمر السبع سنوات، وكان رسمه حينها عبارةً عن أشكال هندسية وطبيعة، ثم تطوّرت موهبته، وأتقن فن البورتريه لدرجة اتهامه بالطباعة وعدم السماح له بالانتساب لنقابة الفنانين التشكيليين.

وفي لقاء لمدوّنة وطن" eSyria" قال التشكيلي "محمد عفيف" إنه حين اكتشفت عائلته هذه الموهبة، قامت العائلة بتشجيعه ودعمه، وفي الـ15 من العمر تطورت هذه الموهبة، فرسم الوجوه وبحث عن اللوحات العالمية لكي يطوّر نفسه أكثر، ولم ينقطع عن الرسم رغم قلّة المواد الموجودة، وصار يرسم أشياء جديدة مثل الحيوانات والطبيعة الصامتة، وهنا بدأ الرسم بالألوان الزيتية، وتشجع حينها ورسم أشخاصاً متخذاً من لوحات عالمية نموذجاً، حتى تمكن من الألوان ومن الدقة في الملامح والسرعة.

يرسم بدقة عالية فيفرض موهبته، لاحظت أنه سريع التعلم ودقيق جداً، ملتزم وصادق مع طلابه ويتمتع بكمية من الصبر ليبدأ مع الطالب من الصفر لدرجة لا بأس بها من الاحترافية، يجذبني فنه بشكل مستمر وأرى التجديد في أفكاره ولوحاته كل فترة

لم تكن مرحلة الشباب – حسب "عفيف" - سهلةً كالطفولة رغم تمكنه من الرسم، فعندما ذهب ليقدم نفسه لنقابة الفنانين مع خمس لوحات، تم رفضه، وقالوا له بأن رسمه طباعة، وهم يريدون رسماً تجريدياً، رغم أن رسم الوجوه يعدُّ من أصعب أنواع الرسم وأدقها، ويرسم "عفيف" بطرق مختلفة، كالزيتي والخشب والفحم، وبعد هذه الحادثة، اعتمد على نفسه، ولم ينقطع عن الرسم بشكل يومي، وشارك بعدة معارض جماعية في مدينته "جبلة" فلاقت لوحاته خلالها استحسان الجمهور.

بورتريه بتفاصيل دقيقة

افتتح مرسم دورات لتعليم الطلاب الراغبين بالاتجاه للعمارة أو الرسم، بتشجيع وشراكة مع الفنانة التشكيلية "نغم محمود" فدربا فئات عمرية مختلفة صغاراً وكباراً، وكان الإقبال على المرسم جيداً، ففي العام الحالي، لديهم أكثر من 50 متدرباً، والبعض منهم حصل على فرصة عمل في مجال التعليم والمعاهد، ومنهم مازال مستمراً بدورات الرسم.

"نغم محمود" رسامة قالت عن "عفيف": «يرسم بدقة عالية فيفرض موهبته، لاحظت أنه سريع التعلم ودقيق جداً، ملتزم وصادق مع طلابه ويتمتع بكمية من الصبر ليبدأ مع الطالب من الصفر لدرجة لا بأس بها من الاحترافية، يجذبني فنه بشكل مستمر وأرى التجديد في أفكاره ولوحاته كل فترة».

بورتريه بالألوان

أما طالبته "زينة محسن" فقالت إنه فنان بكل معنى الكلمة، يعطي الطلاب كل ما لديه من معلومات بكل حب، المرسم تفوح منه أجواء المحبة وطمأنينة الفن، والمدرسة الواقعية التي يتبعها، لا ينجح بها سوى المتمكن من أدواته، أما عن لوحاته فهي هادئة رغم فيضانها بالملامح والتفاصيل، تبعث الراحة للعين وتحفز الدماغ للخيال.

يذكر أنّ "محمد عفيف" من مواليد مدينة "جبلة" في محافظة اللاذقية عام 1983، ويعمل مدرساً في الثانوية الصناعية، أجري اللقاء بتاريخ 20 أيلول 2020.

لوحة من أعماله بالرصاص