عالمُ صوتيات وأكاديميٌّ وإعلاميٌّ سوري، ابتكرَ أولَ ربطٍ علميٍ بينَ الخطابةِ والإلقاء مع الموسيقا ومقاماتها، وأسسَ لمناهجَ جديدة في عالمي التربية الإعلامية والاتصال الجماهيري، دربَ علومهُ في عشراتِ الدولِ والجامعات العربية والأجنبية، حتى غدا أشهرَ مدربٍ سوريٍ على المستوى العربي.

التنقل بين عدة محافظات سوريّة خلال حياته انعكس على شخصيته وأعطاه القدرة على التكيف الاجتماعي، حيث ولد الإعلامي "محمد عصام محو" في "حلب" عام 1990، وترعرع في "الرقة"، ودرس في "حمصَ" بجامعة "البعث" كلية الآداب وتخرج عام 2011، وفي "دمشق" حصل على عدةَ دبلوماتٍ ودوراتٍ تأهيليةٍ، ثم حصل على مصدقةِ المعهد الدولي لحقوق الإنسان من "ستراسبورغ" في "فرنسا"، وأكمل دراسة الماجستير في جامعة "الجنان" بـ"لبنان" بتخصصِ تاريخِ العلاقات الدولية والنظمِ المجتمعية عام 2016، والدكتوراه بالتخصصِ نفسهِ عام 2020.

شعرتُ بالفرح والسرور عندما رأيت شخصاً على الرغم من صغر سنه إلا أنه قادرٌ على التحكم باللغة العربية بهذه السلاسة المذهلة، وهذا بالطبع جاء عبر مخزون ثقافي معرفي عالٍ يملكه ولم يأته أبداً جراء الصدفة

وعن بداية دخوله مجال الإعلام يقول لـ"مدونّة وطن": «نشأتُ بينَ أبوينِ يؤمنانِ بقدراتي فشجعاني على دخولِ الإعلام منذ حصلتُ على المركزِ الأولِ في الإلقاءِ على صعيدِ مدارسِ "الرقة" عام 1999 بتشجيعٍ من الكاتب "سامي حمزة"، وبدأتُ الممارسةَ الفعليةَ للإعلامِ عندَ المرحلةِ الثانوية نهاية عام 2004 فانضممتُ إلى النوادي الإعلامية المدرسيةِ، وكان أول مقال لي عبر صحيفة "المسيرة"، وفي المرحلةِ الجامعية نشرتُ في جريدة "العروبة" والمواقعِ الإلكترونية، وأفخرُ بأنَّ أولَ عملٍ إعلاميٍ منظمٍ لي كانَ عام 2009 مع "مدوّنة وطن"، في مكتب "حمص" عامي 2009/ 2010 مع الزميل "كنان متري" وعلى الرغم من أنّها فترة وجيزة إلا أنَّها أثرت خبرتي وطوَّرت قلمي، فالمدونةٌ عاليةٌ في معاييرها التحريرية وشديدة التنظيمِ والمصداقية، وهذا ما جعل تجربتي فيها خياراً موفقًاً ومحطةَ عبورٍ ناجحة إلى الفضاءِ الإعلامي العربي».

محمد محو ضيفاً ومحاضراً في شرطة دبي

ويتابع: «ثمَّ عملتُ مراسلاً لشبكة "North Media Network" ومع حلول عام 2016 كنتُ الشخصيةَ الإعلاميةَ الوحيدةِ التي عُرض برنامجها عبر أربعَ عشرةَ قناةٍ تلفزيونية دفعةً واحدةً في رمضان وكانَ اسمهُ "حقائق نورانية" وهو من إعدادي وتقديمي، ثمَ تتالى ظهوريَ البرامجي الإعلامي والتدريبي عبرَ أهمِّ القنواتِ الإعلامية العربية مثلَ "MBC1" وقناة "دبي"، و"اقرأ" وغيرها».

تجربة التدريب الإعلامي التي خاضها د. "محو" لم تكن اعتيادية، حيث حقق فيها بصمات تطويرية سجلت باسمه، ووصل صوته إلى عدد كبير من الدول في عدة قارات، عن تلك التجربة يقول: «مارستُ الإلقاءَ منذ نعومة أظفاري وبدأتُ بتدريبهِ عربياً عام 2015، إذ طورتُ المجالَ وركزتُ على لغاتٍ منسيةٍ مقارنةً بلغةِ الجسد، مثلَ لغات الصوت والكلمات والوقفات والنظرات وغيرها، وأسستُ بحثاً بعنوان "هندسة الصوت والكلمة"، ثم ابتكرتُ أولَ ربطٍ مثبتٍ بينَ التحدثِ والاتصالِ الجماهيري عبرَ المقاماتِ الموسيقية التي تلقيتها في "حلب"، نالَ احترام وتقدير عمداء كلياتٍ جامعيةٍ وأساتذةٍ جامعيين في جامعاتٍ فرنسية ولبنانية، وكرَّمتني هيئات دوليةٌ وعربيةٌ على ذلك، ثمَّ طوّرتُ ما أسميه "الإعلامَ التربوي" وأسستُ لـ(الإتيكيت) القيادي، وفي عام 2017 بدأتُ بتدريبِ مقدمينَ في الفضائيات الدولية والعربية مثلَ "سكاي نيوز" و"MBC" و"الشارقة" وغيرها عبرَ أكاديمية "ريبورترز" الإعلامية بـ"دبي"، وبالتزامن مع ذلك طورتُ ودربتُ حتى الآن كوادرَ أكثر من مئتي مؤسسةٍ حكومية وخاصة في أكثرَ من أربعينَ دولةً تتوزَّع في عدةِ قارات، كما نلتُ شرفَ تدريبِ قياداتٍ عربيةٍ ووزراءَ ومحافظين ونواب وألوية ووجهاء، وكثيرٌ منهم يعدّني الآن مستشارهُ في كلٍّ من مجالي البروتوكول والظهور الإعلامي».

محاضراً في سلطنة عمان

تجربة العمل كمحاضر جامعي لم تكن أقل وزناً من تجربة التدريب، وعنها يقول: «نلتُ شهادة (أستاذٍ زائر) من جامعة "قسنطينة 3" الحكومية عام 2019 بعدَ تدريبِ الأساتذة الجامعيينَ الجزائريين بشكلٍ غيرِ دوريٍ على مدارِ عامين، وكذلكَ دربتُ أساتذة كلية الشرطة بـ"دبي"، وهي أهم الكلياتِ المختصةِ في الشرقِ الأوسط، كما أتعاونُ بشكل مستمر وأقدمُ المحاضراتِ الجامعية والتدريبات في كلٍ من جامعة "الإمارات العربية المتحدة،" وأيضاً أديرُ ملفَ التعليم عن بعد في جامعة "الوفاق" النيجِرية، وحاضرتُ في طلابِ جامعة "طرابلس" اللبنانية وغيرها، وشرُفتُ بعضويةِ لجانِ المناقشة في رسائلِ الماجستير وأطروحات الدكتوراه في الأكاديمية "الدولية للإعلام"، وكانَ آخرها أطروحةُ الإعلامي السوري في قناة "دبي" الرياضية "رائد عامر" بتخصص الإعلامِ الرياضي، وكانَ عنوانها "دور الإعلام الرياضي في تعزيز السعادة المجتمعية"».

مسيرة مهنية غنية ومميزة كمسيرة د."عصام محو" من المؤكد أن يرافقها كم من الجوائز والتكريمات، نذكر منها: تكريمٌ من مستشار الإعلام في الرئاسة اللبنانية "رفيق شلالا"، وتكريمٌ من وزير الثقافة اللبناني "ريمون عريجي"، جائزةُ الإلقاء على مستوى الجامعات اللبنانية التي نظَّمتها جامعة "بيروت العربية" عام 2015، وتلك الجائزة وثقتها الصُحف الرسمية والإلكترونية كأول سوريٍ يفوزُ بها، تكريمٌ من اتحاد "المبدعينَ العرب" التابعِ للجامعةِ "العربية" عام 2016، وفي العامِ نفسهِ تكريم من جامعة "لاهاي"، وكأس "الارتجال 2" أو "الكلام غير المحضر" ضمنَ مسابقة "توستماستر" العالمية التي أقيمت في "مسقط" عام 2018، وآخرُ التكريمات كانَ من مكتب الشيخ "محمد بن راشد آل مكتوم" نائب رئيس الدولة بعد تدريبٍ عددٍ من القادةِ والضباط، وكذلك درع مكتب "الاتصال الحكومي" في إمارة "الشارقة" من الشيخ "ماجد القاسمي".

محاضراً في الجزائر

الموسيقار العالمي "نصير شما" التقى "عصام محو" في "باريس" أواخر عام 2017، في احتفال اليوم العالمي للغة العربيٍة، وأعجب بإلقائه، معتبراً أنه اختار طريق الفصاحة وهو أصعبها في زماننا، وعنه يقول: «شعرتُ بالفرح والسرور عندما رأيت شخصاً على الرغم من صغر سنه إلا أنه قادرٌ على التحكم باللغة العربية بهذه السلاسة المذهلة، وهذا بالطبع جاء عبر مخزون ثقافي معرفي عالٍ يملكه ولم يأته أبداً جراء الصدفة».

"سعود الجنيبي" رئيس تحرير وكالة أنباء "الإمارات" التي استفادت من د."محمد عصام" وتدربت على يديه لعدة أيام، تقول: «أضاف لي كثيراً وطوّر معلوماتي في الأداء الإعلامي والظهور المرئي والصحفي، وهو ليس مجرد شخص يبدع في أسلوب نقل المعلومات بل هو متفرد بأدواته الإعلامية ومبتكر فيما يطرحه، ويشكل قيمةً مضافة لكل من يتدرب على يديه».

من الجدير بالذكر أنّ "محمد عصام محو" يقيم حالياً في "الإمارات العربية المتحدة"، وقد تم التواصل معه عبر الإنترنت بتاريخ 1 تشرين الثاني 2020.