فنّ رسم الخط العربي هو حامل لتراث الأمة وتاريخها بما فيه من أفكار ورسائل تقدم بخط جميل ينعكس على الخطاط بجمال الخلق؛ هذا ما قاله "كمال الكردي" الراسم للخط منذ ثلاثين عاماً.
مدونة وطن "eSyria" واكبت ملتقى الخطاطين السوريين الذي أقيم في متحف الخط العربي (المدرسة الجقمقية) بحي "الكلاسة"، والتقت بتاريخ 24 تشرين الثاني 2015، الخطاط "كمال الكردي" الذي قال: «يعدّ ملتقى الخطاطين السوريين فرصة لمتابعة الخطاطين الشباب وتوجيههم في مجال الخط العربي، لكونه المادة الأساسية للإنسان والمسمار الأساسي للغة العربية والتراث العربي، ومن يريد تعلم الخط عليه أن يتحلى بالصبر، وسينعكس الخط الجميل على شخصيته أخلاقاً وتهذيباً وقوة، ويصبح شخصية واثقة ومتكلمة مع الناس، ومتحضراً ومعه وثيقة يتباهى بها، وعندما كنا صغاراً كنا نعرض كتاباتنا على أساتذتنا وأهلنا لنرفع من مكانتنا لديهم، فمن خطه جميل هو جميل وجيد، ومن كان خطه بخلاف ذلك يجلس في زاوية الصف خجلاً بخطه وغير قادر على عرض وظيفته لأستاذه.
الفعالية التي يشهدها متحف الخط العربي تفاعلية أكثر من كونها فعالية لعرض لوحات للخط العربي، فالطلاب يرسمون الخط بإشراف مختصين ذوي خبرة، والمعرض شامل ويحتوي لوحات متنوعة من كل أنواع الخطوط مع الزخارف المميزة للخط فهو ليس أكاديمياً فقط
تعلمتُ الخط عام 1968، وكنت خطاط ورسام المدرسة الابتدائية، وبعمر العشر سنوات كنت أجيد رسم الخط بالقصبة، ولظروف الحياة لم أتمكن من متابعة دراستي، وأنا أمارس الرسم منذ ثلاثين عاماً، ثم اعتزلته وتفرغت للكتابة فقط».
وعن خطواته لتعليم الخط قال "الكردي": «أول ما يرغب به المبتدئ هو مسك القصبة، وهذا خطأ، لأن عليه البدء بالقلم أولاً، وبدوري أساعده على مسك القلم لرسم الخط وطريقة وضع يده على دفتره، وهذا ما نبدأ به مع طلاب الصف الأول إلى الصف الرابع، ثم يصبحون قادرين على الكتابة بخط منتظم مئة بالمئة، وبالنسبة لي أرشدهم إلى الانتباه لجمالية الخط وقواعد الكتابة لأن لكل حجم خط قاعدة، وأنا أشرف وأتابع عمل الشباب المتدربين وسبق لي تقديم فعالية لتعليم قواعد الخط في المدرسة "الجقمقية" في أشهر نيسان وأيار وحزيران 2015، ومنهم من لا يزال يتابع التدريب».
والتقينا أحد المتدربين المتابعين "مصطفى المدني" طالب أدب عربي، فحدثنا بالقول: «أنا أحب اللغة العربية عموماً، لذلك اخترت دراسة الأدب العربي، والخط العربي جزء منها، ومنذ كنت صغيراً كانت تستهويني رسومات وأنواع الخطوط وكنت أقلدها، وأمارس رسم الخط العربي من دون قواعد ومجرد تقليد للخطاطين، لذلك أنا الآن أتدرب عند الخطاط "كمال الكردي" منذ ثلاثة أشهر، وعندما تدربت لاحظت الفرق بين أن يتدرّب الشخص بمفرده وبين أن يكون تحت إشراف وتوجيه أحد المختصين ذوي الخبرة».
والتقينا أحد المتابعين للملتقى "هند أمين محفوض" خريجة كلية الفنون الجميلة التي قالت: «الفعالية التي يشهدها متحف الخط العربي تفاعلية أكثر من كونها فعالية لعرض لوحات للخط العربي، فالطلاب يرسمون الخط بإشراف مختصين ذوي خبرة، والمعرض شامل ويحتوي لوحات متنوعة من كل أنواع الخطوط مع الزخارف المميزة للخط فهو ليس أكاديمياً فقط».