"قرعة المتة" صارت في كثير من البيوت وبين أيدي النسوة بدلاً من كأس الزجاج، هي ناتج عمل محلي؛ عن طريق زراعة نبات يسمى "القرع" بعضهم يزرعونه في الحدائق المنزلية أو البساتين، لكن صناعتها تحتاج إلى حرفية، وللشرب بها متعة وطقوس جميلة.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 22 أيار 2015، التقت السيدة "سوزان صعب" من أهالي مدينة "السويداء"، وبيّنت قائلة: «كثيراً ما تجتمع النسوة عند الصباح لشرب "قرعة المتة"، مستبدلات القهوة الصباحية بها، تاركين القهوة المرة في البيوت العامرة بـ"السويداء" للرجال، حيث بات بعضهم يتناولون "قرعة المتة" قبل القهوة لأنها حاضرة وبقوة، لكن لـ"قرعة المتة" مواصفات خاصة لكونها من إنتاج الطبيعة، وعلاقتها مع الحياة متجددة، فهي قابلة للاستمرار لأنها وليدة نبات متسلق ويحب الحياة، حيث يطلق عليها اسم "قرعة المتة" وشكلها كـ"اللمبة" لكن بلون يميل إلى اللون الخشبي، ولشرب المتة بها نكهة خاصة ومذاق ذو اعتبار منسجم مع المزاج والتكيف مع أدوات الطبيعة، ذلك لأن كل فئات المجتمع يعشقون شربها إلى درجة غير عادية حتى باتت عادة يومية عند الكثيرين، وفي جبل العرب وعند بعض النسوة أطلقوا عليها أسماء مثل "كاسة الواجب"؛ فالزائر الذي لا يشرب المتة عند مضيفه يعدّ ضيافته ناقصة، وهناك تقاليد أصبحت واقعية إذ سابقاً كان الناس يرحبون بضيوفهم وتتم الدعوة لشرب فنجان قهوة مثل: "تفضلوا على فنجان قهوة مرة"، اليوم ربما اختلف الأمر وبات واضحاً أن الدعوة تتم على "قرعة المتة"، هذا الاختلاف والائتلاف يجعل منظومة الحياة تتبدل وتحمل طقوساً وعادات لشربها، كأن ترافقها المكسرات والأحاديث الاجتماعية التي تمتد لساعات، وغيرها من الأحداث والوقائع اليومية».

يفيد تناولها في الدرجة الأولى في مشكلات عسر الهضم، كما أنها تفيد في آلام الصداع والرأس. يمكن اعتبارها أيضاً من مشروبات الطاقة والتنبيه، وتفيد أيضاً في تخفيف الوزن وإذابة دهون البطن من دون إلحاق أي ضرر، وتقوم بخفض نسبة سكر الدم. وُصفت المتة بأنها هاضمة ومغذية ومفرحة ومليّنة، ويفضل أن تشرب بعد الطعام بوقت طويل لتسهل هضمه، والإكثار من شربها لا يحدث إمساكاً. لا أضرار لها على القلب والأعصاب كالقهوة على الرغم من احتوائها على الكافيين بل تبعث النشاط في العضلات والأعصاب وتسكن آلام الرأس والصداع وعسر التنفس وتهدئ الدماغ، وتعد مانعة للجوع أيضاً ومدرة للبول وتعالج احتباسه، وإذا شربت على الريق فإنها تلين المعدة والأمعاء

وعن نبات "القرع" وصناعة "قرعة المتة" بيّن المهندس الزراعي "كمال العيسمي" بالقول: «للقرع طريقة في زراعته وفي الاستفادة منه في صناعة "قرعة المتة"، فهو نبات يزرع كما تزرع الخضار كالكوسا والخيار والبندورة وغيرها، ويكثر في الحدائق المنزلية والبساتين، ويحتاج إلى ري مستمر لأنه متسلق وثماره تأتي على شكل "لمبة"، أما صناعة القرعة فهي تتم على مراحل؛ أولى تلك المراحل تترك الثمرة حتى يذبل عنقها ويصبح لونه أصفر ثم تقطف مع عنقها وتعلق بمنطقة ذات ظل بعيدة عن أشعة الشمس، حتى تجف تماماً ويصبح وزنها خفيفاً، ثم يقص جزء من عنقها حتى تفرغ تماماً وتضع بها جمرة، وتهز مع سكر، يتم تحريكها بحركات اهتزازية إما طولية أو عرضية لعدة مرات وحركات، ثم تأتي مرحلة الزينة من الخارج ودهنها بمادة "اللكر"، بعد تنشيفها جيداً وإزالة روائح منها، حيث تصبح صالحة لتحضير المتة بها، بوضع كمية معينة من الأوراق الخضراء المجففة والمدقوقة مع أعوادها تكون موجودة في أكياس ورقية في القرعة، ثم تتم إضافة الماء قبل غليانه والسكّر، يستخدم لشرب خلاصة المنقوع بالماء مصاصة خاصة لهذا الغرض. وهناك من يضيف إلى المتة قشر ثمرة الليمون أو البرتقال أو أوراق المليسة أو أوراق النعناع، أو يضاف إليها الحليب بدل الماء، تسمى "قرعة متة بالحليب"، وهناك من يضيف إليها أيضاً الشيح لزيادة منافعها الصحية».

وحيد عزام

وعن فوائد شرب "قرعة المتة" بيّن الأستاذ "وحيد عزام" المهتم بالبحث في فوائد النباتات الطبية بالقول: «يفيد تناولها في الدرجة الأولى في مشكلات عسر الهضم، كما أنها تفيد في آلام الصداع والرأس. يمكن اعتبارها أيضاً من مشروبات الطاقة والتنبيه، وتفيد أيضاً في تخفيف الوزن وإذابة دهون البطن من دون إلحاق أي ضرر، وتقوم بخفض نسبة سكر الدم. وُصفت المتة بأنها هاضمة ومغذية ومفرحة ومليّنة، ويفضل أن تشرب بعد الطعام بوقت طويل لتسهل هضمه، والإكثار من شربها لا يحدث إمساكاً. لا أضرار لها على القلب والأعصاب كالقهوة على الرغم من احتوائها على الكافيين بل تبعث النشاط في العضلات والأعصاب وتسكن آلام الرأس والصداع وعسر التنفس وتهدئ الدماغ، وتعد مانعة للجوع أيضاً ومدرة للبول وتعالج احتباسه، وإذا شربت على الريق فإنها تلين المعدة والأمعاء».

عدة المتة مع القرعة
المهندس الزراعي كمال العيسمي