حين تعود إلى "علي صطوف" الممثل، تجده فناناً بارعاً سواء على خشبة المسرح، أو عبر مشاركاته في الدراما التلفزيونية، وكذلك الأمر عندما يكون مخرجاً ومؤلفاً مسرحياً؛ حيث يستطيع أن ينحي مناطق الملل في عرضه لمصلحة المتعة الفنية، وهذا ما رأيناه في مسرحيته الأخيرة "نديمة".
مدونة وطن “eSyria” التقت الفنان "علي صطوف" بتاريخ 19 تشرين الأول 2014، أثناء عرض مسرحية "نديمة"، وقد أخرجها وألفها على خشبة مسرح "القباني"، فقال: «اللغة التي استخدمتها في حوار العرض هي فرضت نفسها منذ بداية كتابتها، اعتباراً من الكلمة الأولى، كان نهج الخط الدرامي لهذا النص ولغته قد اتخذ مساراً فرض نفسه، حيث استخدمت الرمزية بمستوى عال، فضلاً عن صور بيانية قصيرة، وحاولت قدر المستطاع الإشارة لحكاية وحدث وموضوع العمل باختزال، وهذه الأشياء حكمتني بهذه اللغة».
المسرحية بشكل عام، حوارها خاص ولكنها ليست نخبوية، بل مقدمة بأسلوب يوازي حجم المشكلة التي تعالجها المسرحية، لأنني لا أستطيع أن أعالج مشكلة كبيرة بلغة سهلة جداً وبسيطة، أردت هذه اللغة الراقية عادية المستوى كي تناقش وتعالج وتجادل مشكلة كبيرة
وقال أيضاً: «يمكن القول إن لغة النص صعبة، ولكن حاولت أن أقدمها على الخشبة بطريقة سهلة للمتلقي، حيث يكون ارتباطها مع الممثلة أثناء الأداء، ولتصل هذه الازدواجية بين الفعل واللغة للمشاهد بأسهل طريقة ممكنة، حاولت كثيراً أن أقارب الصورة مع الكلام، محاولاً تقديم دلالات بصورة فنية تقارب عقل المتلقي».
وأضاف "صطوف": «المسرحية بشكل عام، حوارها خاص ولكنها ليست نخبوية، بل مقدمة بأسلوب يوازي حجم المشكلة التي تعالجها المسرحية، لأنني لا أستطيع أن أعالج مشكلة كبيرة بلغة سهلة جداً وبسيطة، أردت هذه اللغة الراقية عادية المستوى كي تناقش وتعالج وتجادل مشكلة كبيرة».
الإعلامي "خضر ديوب" قال: «من الواضح أن الفنان "علي صطوف" جريح ومتألم مما يحصل في وطننا "سورية"، فيبدأ عرضه هذا بجمل توحي بانتمائه السوري الخالص، عندما تبدأ الحكاية على لسان الممثلة قائلة: "الاسم: سورية، اسم الأب: سورية، اسم الأم: سورية، مكان الإقامة: سورية..."، حيث عمل على تحويل النص تحويلاً نفسياً فلعب على المفردات، وقدم لنا شخصيات عدة في شخصية واحدة، كل منها تجسد حالة ما تمسنا أو تمس من هو قريب منا، وإخراجياً استطاع الاشتغال على الفضاء، وعلى الديكور الذي صمم بأدوات بسيطة لكل منها دور مهم في العرض، أستطيع القول إن لدينا فناناً يصنع بجدارة المونودراما الصعبة إخراجاً وتأليفاً وربما ممثلاً مونودرامياً في الأيام القادمة مولوداً من رحم المسرح السوري».
يذكر أن الفنان "علي صطوف" خريج المعهد "العالي للفنون المسرحية"، عضو في نقابة الفنانين منذ عام 2000. وله مشاركات كثيرة في المسرح والتلفزيون.