موقع أثري في إحدى قرى "المدن المنسية" في "إدلب"، يضم قصر حاكم ومعبداً ريفياً صغيراً ومغارات ومدافن، ويعكس مشهداً ثقافياً رائعاً بين الإنسان والطبيعة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28 حزيران 2014، الباحث الآثاري "عقبة معن"، وعن الموقع يقول: «يقع موقع "كفر تعقاب" الأثري في التجمع الثالث لـ"المدن المنسية" في جبل "الوسطاني" غرب محافظة "إدلب" بـ26كم، ويعكس التنوع الحضاري للمنطقة بما يضم من إرث إنساني كبير نتيجة انتشار المواقع الأثرية المتعددة والقريبة التي تعود إلى فترات تاريخية مهمة، ويعود تاريخ بناء "كفر تعقاب" إلى الفترة الكلاسيكية التي تشمل العهدين البيزنطي والروماني، وهو من المواقع الأجمل والأكثر عراقة وقدماً في المنطقة، التي تظهر مدى الحضارة والرقي العمراني الذي شهدته المنطقة في تلك الفترة، ويضم الموقع فنادق وخزانات كبيرة للمياه، وفيه كنيسة تعود إلى القرن الخامس أو بداية القرن السادس، ويتميز الموقع باتساعه وبأبنيته المتنوعة من كنائس وأديرة إلى جانب الدور السكنية، كما يوجد فيه العديد من المدافن والمغارات والمعاصر المحفورة بالصخر، ويمكن القول تشكل "المدن المنسية" في "سورية" مواقع فريدة من نوعها وغنية بعددها وأهميتها، وهي الوحيدة التي يجتمع فيها المشهد الطبيعي مع المشهد الأثري ليشكلا لوحة غاية في الجمال والإبداع».

يضم معبداً مؤلفاً من مغارة وصالتين صغيرتين، ويمتلك خاصية أصيلة هي الفتحة بالسقف، إضافةً إلى قصر الحاكم الروماني "نياكابا"، كما يمتلك الموقع بخلاف خزانات البيوت وخزان مقر الحاكم، خزاناً كبيراً على بعد 1كم على جانب الجبل، كما كان هنالك طريق قديم يقطع الجبل، هو طريق "أنتونيا" الروماني الذي كان يصل "أفاميا" بـ"أنطاكية"

أما الآثاري "عمار مهدي" فيقول عن الوصف المعماري للموقع: «يضم معبداً مؤلفاً من مغارة وصالتين صغيرتين، ويمتلك خاصية أصيلة هي الفتحة بالسقف، إضافةً إلى قصر الحاكم الروماني "نياكابا"، كما يمتلك الموقع بخلاف خزانات البيوت وخزان مقر الحاكم، خزاناً كبيراً على بعد 1كم على جانب الجبل، كما كان هنالك طريق قديم يقطع الجبل، هو طريق "أنتونيا" الروماني الذي كان يصل "أفاميا" بـ"أنطاكية"».

الآثاري عقبة معن

ويذكر الباحث "مأمون عبد الكريم" المدير العام للآثار والمتاحف في "سورية" في كتابه "القرى الأثرية في الكتلة الكلسية شمال سورية" ويقول: «إن "المدن الميتة" أو "المنسية" التي تشكل أكثر من سبعمئة وثمانين قرية تنتشر على السهول التابعة لسلسلة جبال "سمعان" و"الحلقة" و"باريشا الأعلى" و"الوسطاني" و"الدويلي" و"الزاوية"، ويتراوح ارتفاعها ما بين 400 وأكثر من 900م، وتتميز هذه المواقع بوجود نحو 60 موقعاً بحالة معمارية ممتازة حتى وقتنا الحالي على الرغم مما تعرضت له من عوامل تخريب طبيعية وبشرية عبر الزمن، وذلك بفضل طبيعة المواد التي بنيت منها ولاسيما الحجر الكلسي؛ حيث لا تزال واجهات عدد من بيوتها قائمة حتى مستوى السقف».

ويضيف: «تعود تلك القرى ومن بينها "كفر تعقاب" إلى العصرين الروماني والبيزنطي، وقد تعرض بعضها للهجرة من سكانها بينما استمر استخدام بعض المساكن في قرى أخرى لعدة عصور لاحقة، وهناك بعض السكان الحاليين الذين يقطنون عدداً من البيوت القديمة أو قاموا باستخدام حجارتها القوية في تشييد مساكنهم الجديدة، وهذا ما أدى إلى اندثار عدد منها بشكل كامل».

الطبيعة وآثار الإنسان في مشهد ثقافي