تنوعت أعمال الدكتورة "سلمى حداد" بين الترجمة والتأليف، والكتابة باللغتين العربية والإنكليزية؛ ما ساعدها على لفت انتباه قارئيها ونقادها إلى عناوين كتبها ومؤلفاتها.
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 حزيران 2014، الدكتورة "سلمى حداد" التي تحدثت بالقول: «كل كتاب له خصوصية معينة وارتبط بمرحلة معينة من حياتي، عندما كتبت باللغة الإنجليزية شعرت بنشوة الانتصار على الحواجز اللغوية والقيود الشعرية، لكن هذه النشوة لم تمنعني من الكتابة باللغة العربية التي أعتبرها لغة غنية بتعابيرها الأدبية، وأعتقد أن القصيدة منظومة متكاملة العناصر يلعب كل عنصر فيها دوراً لا يقل أهمية عن الأدوار التي تلعبها العناصر الأخرى، وبطبيعة الأحوال لا يخرج عن هذه المنظومة عنصرا الزمان والمكان، فهما المحرض الذي يوقظ عند الشاعر الرغبة في الكتابة إما عن طريق دغدغة مشاعر كامنة ترافقت مع تجربة سابقة، أو عن طريق خلق مفاجئ لمشاعر جديدة لم يسبق لها أن سجلت حضوراً في تركيبة الشاعر النفسية».
تنوعت أعمالي التي قدمتها بين الترجمة والتأليف، فإلى جانب ثلاثة كتب حول الترجمة، نشر لي ثلاثة دواوين شعر مطبوعة بالإنجليزية؛ الأول بعنوان "ظلال الماضي" وصدرعن "دار الفكر"، والثاني كان بعنوان "تسونامي وعروس البحر"، والثالث بعنوان "البجعة البكماء" عن "دار طلاس". كما صدر لي ديوانان بالعربية؛ الأول بعنوان "جوف الليل"، و"الرجل ذلك المخلوق المشفر" عن "دار البشائر"
وتضيف: «تنوعت أعمالي التي قدمتها بين الترجمة والتأليف، فإلى جانب ثلاثة كتب حول الترجمة، نشر لي ثلاثة دواوين شعر مطبوعة بالإنجليزية؛ الأول بعنوان "ظلال الماضي" وصدرعن "دار الفكر"، والثاني كان بعنوان "تسونامي وعروس البحر"، والثالث بعنوان "البجعة البكماء" عن "دار طلاس". كما صدر لي ديوانان بالعربية؛ الأول بعنوان "جوف الليل"، و"الرجل ذلك المخلوق المشفر" عن "دار البشائر"».
عن ديوانها الأخير الذي حمل عنوان "الرجل ذلك المخلوق المشفر" تقول "حداد": «أثار العنوان الكثير من التساؤلات، فقد تحدثت في مقدمة الديوان عن هذا الموضوع وطرحت جملة من الأسئلة، من هي المخلوقات المشفرة؟ وكيف يستطيع الإنسان تشفير نفسه؟ ومن هو الأقدر على تشفير نفسه المرأة أم الرجل؟ وهل يرتبط التشفير بجنس المشفر وسنه وثقافته وتطور شخصيته وتعقيدها وخلفيته العلمية أم لا توجد علاقة بين هذه الأمور والتشفير؟ ومن ثم انتقلت إلى الأسباب والدوافع المختلفة التي تجعل الإنسان يشفر نفسه فتحدثت عن الشعور بالعزلة والانغلاق على الذات والشعور بالفوقية والخوف وإحاطة النفس بهالة من السرية والخصوصية إلى آخره من حالات تشفير الذات، وعملية التشفير لا تقتصر على الرجل وأنا طرحت فرضية غير مسلم بها فقلت إن الرجل أقدر على تشفير نفسه بحكم إحساسه العالي برجولته وافتقاره للمنظور العاطفي في التعامل مع الكثير من الأمور مقارنةً بالمرأة، فالمرأة غالباً ما تكون نظرتها إلى الأمور عاطفية بحكم طبيعتها كأم حنون وزوجة متفانية وعاشقة رومانسية».
وحول كتابتها باللغتين الإنكليزية والعربية وتقبل المجتمع للشعر بالإنكليزية تقول دكتورة "حداد": «ما من لغة تخلو من الشاعرية عندما يمتلك مستخدمها المفاتيح الصحيحة ويتمكن من آلية تطويعها واستثمارها لخدمة أهداف ما يكتب، إنني أشعر بمتعة لا تفوقها متعة عندما أكتب باللغة العربية التي أشعر بأنني حقاً وصلت إلى درجة الإدمان على صورها وموسيقاها وأسرار بلاغتها، بالمقابل فإن متعتي بالكتابة في اللغة الإنكليزية لا تقل كثيراً عن متعتي باللغة العربية، فالتمكن من لغة أخرى بتفاصيلها الأدبية ونظمها الشعرية يمنحك إحساساً بالانتصار على اللغة يترافق مع متعة التوغل في الاكتشاف، وقد حظي شعري باللغة الإنكليزية بترحيب كبير، وقد حصلت في عامي 2002 و2003 على شهادتي تقدير للإنجاز الشعري المتميز من "المكتبة الدولية للشعر" في "الولايات المتحدة الأميركية"، كما نشرت لي قصيدة بعنوان "إلى الرجل الذي يعرف نفسه" بالإنكليزية في كتاب "أفضل قصائد وشعراء عام 2002" الصادر أيضاً عن "المكتبة الدولية للشعر"».
"سعيد فرج" مهتم بالشعر يقول: «إن الشاعر أو الأديب بحاجة إلى الخيال الإبداعي والتحليق لأقصى الدرجات بهذا الخيال كي يتمكن من متابعة مسيرته الأدبية والعمل على تطويرها، وقد تمكنت الدكتورة "سلمى" من اجتياز هذه الأمور واستطاعت القفز على مسارات الإبداع في الكتابة ووصف الرجل حيث إنها تطرقت في مجموعتها "تسونامي وعروس البحر" إلى موضوع التشاؤم والتفاؤل، وتحدثت أيضاً بكل إبداع وحرفية عن "الرجل المشفر" ووصفت حالته من خلال كتابة إبداعية تأخذك على عالم آخر مملوء بالجمال وعموماً ليس ديوانها "الرجل ذلك المخلوق المشفر" الوحيد الذي تحدث عن الرجل، بل هناك الكثير من القصائد التي يبلغ فيها الرجل ذروة التشفير كقصيدتي "أسمال الخريف"، و"خلطة العطار" على سبيل المثال لا الحصر، وعلى أي حال فإن وجود الرجل عارياً على حقيقته في بعض قصائد الديوان لا ينفي عنه صفة التشفير، وإنما يفترض وجود امرأة تمكنت من الحصول على كلمة السر التي تخولها الدخول إلى ملفات أعماقه».
يذكر أن، الدكتورة "حداد" أستاذة جامعية حصلت على الدكتوراه في الترجمة من جامعة "هيريوت-وات" في "اسكتلندا"، وهي تنظم الشعر باللغتين العربية والإنجليزية وتكتب الرواية بالعربية، وتقوم بوضع المعاجم الثقافية العربية والإنجليزية إيماناً منها بالعلاقة الوثيقة بين اللغة وحاضنتها الثقافية.
صدر لها الكثير من المجموعات الشعرية، وخمسة دواوين بالعربية والإنجليزية، وقدمت أبحاثاً علمية مهمة في نظرية الترجمة والدراسات المقارنة.