حملت "حنين العبد الله" الراية والصافرة مجسدة دورها في تحكيم مباريات كرة القدم لفرق الرجال، لتكون من أوائل اللاعبات اللواتي يخضن هذه التجربة بنزوع للتميز والنجاح.
مدونة وطن "eSyria" رافقت اللاعبة والحكم ولاعبة الجمباز بعض يومها التدريبي في الملعب البلدي في "السويداء"، ونقلت من مدربيها والمتابعين لهذه الموهبة الرياضية بعض التفاصيل عن دخولها إلى مضمار التحكيم ورؤيتهم لتجربتها التي أخذت تتطور بشكل يبشر ببداية مشرقة للتحكيم النسائي في هذه المحافظة، كما حدثنا الأستاذ "شادي عصفور" حكم دولي ورئيس لجنة الحكام الفرعية في "السويداء"، وقال: «"حنين" من التجارب النسائية التي نهتم بها وهي ليست التجربة الأولى فقد سبقتها اللاعبة "ديانا قطيش" حكم درجة أولى واضطرت لترك التحكيم بسبب السفر وقد أدارت بعض المباريات، في الوقت الحالي تلتزم "حنين العبد الله" وتواظب على التدريب ونحاول من خلالها قدر الإمكان جذب الجنس اللطيف إلى هذه المهمة، وهي تجربة تعدّ محافظة "السويداء" المكان المناسب لها تبعاً للواقع الاجتماعي المتقبل والمتفاعل مع هذه التجارب، وبالنسبة إلى اللاعبة "حنين" فهي كحكم سنها صغير، دارسة ومتعمقة باللعبة بشكل جيد ونعمل لضمها إلى فريق سيدات كرة القدم الذي نعمل على تأسيسه في هذه الفترة متفائلين خيراً بها بوصفها ممثلة أولى للتحكيم النسائي في المحافظة، ونشعر بأنها تمتلك مواصفات الحكم الناجح من حيث الجرأة والذكاء وسرعة البديهة لأن قرار الحكم باحتساب خطأ وأخطرها باحتساب ركلة جزاء في جزء من الثانية يحتاج إلى اتخاذ قرار، وهذا بالتالي مسؤولية كبيرة فالحكم الناجح هو الذي يدير المباراة بنجاح، ونحاول قدر الإمكان مساندتها لتثبت ذاتها في هذا المجال، وقد تم تكليفها بدوري المحافظة وخارجياً نأمل بتكليفها لأن هناك سيدات من محافظات أخرى يمارسن التحكيم، وليس لدينا أي شك بقدراتها للوصول إلى مرحلة حكم دولي».
لدي رغبة في الاستمرار لأحقق حلمي في هذا المجال الممتع، وأشجع كل الفتيات الرياضيات على خوض هذه التجربة وألا يفكرن بالصعوبات مع العلم بندرة التجارب النسائية إلا أن المحيط متعاون ومشجع؛ الكل من حكام ولاعبين يدعمون بتقديم المعلومة وفي الملعب والروح الرياضية حالة أتلمسها وأشعر بها، لذلك لم يكن لدي أي رهبة من العمل بتحكيم فرق الرجال لأن الواقع يظهر مدى التعاون الذي يقدمه الرجال للمبادرات النسائية
حضور لطيف تفرضه هذه الشابة وهي تحمل الراية وتظهر بزيّ الحكام بين مجموعة من الفرق لتكون حكم الساحة، عن تجربتها وحلمها الرياضي حدثتنا "حنين العبد الله" طالبة الهندسة في الملعب بتاريخ 24 شباط 2014، وقالت: «كنت في الصف الثاني عندما بدأت تدريبات الجمباز وقد أشرفت على تدريبي المدربة "رانيا أبو فخر" وكنا نلتحق بالتدريب في الملعب البلدي لعدة سنوات، وبفعل ظروف صحية اعترضت مدربتي اقترحت عليّ الالتحاق بفريق كرة الطائرة في قريتي قرية "الثعلة"، وتابعت مع الفريق الذي تطور بشكل واضح لينتقل إلى الدرجة الثانية عام 2009، وحالت الإمكانيات المادية دون الانتقال إلى الدرجة الأولى وبقيت مع الفريق.
لكن تعلقي بالرياضة كان يدفعني إلى اختبار عدة رياضات أضافت إلي الكثير؛ حيث اتبعت رياضة التايكواندو وحصلت على المركز الثالث على الجمهورية عام 2010 بعمر تدريبي لا يتجاوز ثلاثة أشهر، وأثناء التمرين صادفت الحكم "رامز العفيف" وشجعني على فكرة الالتحاق بالتحكيم وعرّفني الحكم الدولي الأستاذ "حسن الشوفي"، وكانت فرصة قدمت لي معرفة ومعلومات قيمة زادت من رغبتي في تعرّف الطرائق المناسبة للتدريب على التحكيم، وكنت التقيت اللاعبة "ديانا قطيش" التي اجتازت دورات التحكيم قبلي لكنها اليوم اضطرت للسفر وقد مارست التحكيم عدة مرات، وقد شجعتني على التجربة خاصة في ظل ندرة التجارب النسائية في هذا المجال.
اليوم أنا حكم درجة ثالثة وكان من المفروض التقدم للاختبار لكن الظروف حالت دون ذلك، وعلى أمل إقامة اختبارات في المحافظات لأنتقل إلى الدرجة الثانية وهذا ما وعدنا به».
عن رغبتها في الاستمرار وحرص على التدرب على إدارة المباراة تضيف "حنين" بالقول: «لدي رغبة في الاستمرار لأحقق حلمي في هذا المجال الممتع، وأشجع كل الفتيات الرياضيات على خوض هذه التجربة وألا يفكرن بالصعوبات مع العلم بندرة التجارب النسائية إلا أن المحيط متعاون ومشجع؛ الكل من حكام ولاعبين يدعمون بتقديم المعلومة وفي الملعب والروح الرياضية حالة أتلمسها وأشعر بها، لذلك لم يكن لدي أي رهبة من العمل بتحكيم فرق الرجال لأن الواقع يظهر مدى التعاون الذي يقدمه الرجال للمبادرات النسائية».
من قناعته بموهبة "حنين" وقدرة المرأة في عمل مثل التحكيم؛ يحدثنا الحكم "رامز العفيف" حكم درجة أولى وأمين سر لجنة الحكام، يقول: «لا شك في قدرة النساء في مجال التحكيم لكن ظهور اللاعبات كان لسنوات طويلة نادراً، ولأننا نحاول السير على خطى الحكام الذين سبقونا ورعاية المواهب حاولت تشجيعها على دخول هذا المجال لمعرفتي بما تمتلك من طاقات تمكنها من النجاح في مجال التحكيم، ولديها خبرة واسعة خاصة أنها متابعة لكرة القدم وعدد من الرياضات، وقد دعوتها لممارسة اللعبة وخاضت دورة انتساب عام 2011، ودورة تنسيب درجة ثالثة وكان من المفروض هذا العام أن تنتقل إلى الدرجة الثانية، ونتمنى المساعدة في إنجاز هذا الاختبار، لأنها من وجهة نظري ومن قيم عملها تستحق ونحن بحاجة إلى خبرتها، وآخر المباريات التي شاركت فيها خلال البطولة التنشيطية لكافة الفئات على مستوى المحافظة، كانت "حنين" الحكم الوحيد من الإناث بين فريقي "القريا" و"الكفر"، ونالت إعجاب الحضور من حيث الأداء».
الجدير بالذكر أن الحكم "حنين العبد الله" من مواليد 1991، قرية "الثعلة" جنوب غرب مدينة "السويداء"، طالبة متفوقة في كلية الهندسة الزراعية، سنة خامسة.