درس التراث علماً، وعن منطقته "الشيخ بدر" أنجز رسالة الماجستير، في حين أخذ على عاتقه مهمة تشجيع ونشر أعمال باحثي التراث في سورية، وترجمة ما يزيد على 20 مؤلفاً.

الأستاذ "كامل اسماعيل" من مواليد قرية "المريقب" عام 1946، بدأ مشواره مع التراث حين سافر في بعثة إلى "ألمانيا الشرقية" لدراسة علم "الإنتروبولوجيا" أو "الإتنوغرافيا" عام 1966 ويترجم إلى العربية بعلم "الحضارات أو الشعوب أو الإنسان" بحسب عدة ترجمات.

لدي حب فطري لتعلم اللغات، وبدل تعلم اللغة الإنكليزية في سورية تعلمت في "ألمانيا" اللغة الألمانية والإنكليزية وبعضاً من الفرنسية، أما بالنسبة للترجمة فإن العمل في هذا المجال يحتاج لمعرفة متقنة باللغة الأم قبل أي لغة أخرى، في حين يجب معايشة أهل البلد المضيف للتشبع بروح اللغة الجديدة وفي نفس الوقت دراسة اللغة دراسة علمية ساعدتني في إتمام دراستي وبحوثي في ألمانيا، وبعد عودتي درّست اللغة الألمانية 30 سنة في "المركز الثقافي الألماني" بدمشق، وترجمت عدداً كبيراً من المؤلفات أذكر منها "اغتيال الحريري، أدلة مخفية" الذي ترجمته بالتعاون مع الدكتور "هاني صالح" للكاتب "يورغن كاين كولبل"، وكتاب "أصل الأشياء" لـ"يوليوس ليبس"، وكتاب "من كاليغاري إلى هتلر" للكاتب "زيغفريد كراكاور"

الأستاذ "شاهين شاهين" مدير الثقافة في طرطوس تحدث لمدونة وطن eSyria بتاريخ 12/7/2013، حيث ربطته بالأستاذ "كامل اسماعيل" علاقة صداقة ومودة: «الأستاذ "كامل" هو أحد الباحثين الكبار على مستوى "الوطن العربي" في مجال توثيق التراث المادي واللامادي، وقد أغنى تجربته بمشاركات في العديد من المؤتمرات العربية الدولية، وله أبحاث ومؤلفات وترجمات في التراث، ومن أوائل الذين اهتموا بالتراث المادي في الجبال الساحلية من خلال معرض للمقتنيات التراثية في منزله، عدا احتفاظه بالعديد من الصور عن البيئة الساحلية تعود إلى ما يزيد على 40 عاماً، لذلك يصح أن نقول عنه إنه عالم في التراث والفلكلور، ومن المهم جداً تسليط الضوء على كتاباته في ملتقيات وندوات ومهرجانات أدبية تراثية، وأنا أشجع عمل باحثي التراث أينما كانوا لأنهم ذاكرة الشعوب في كل ما يدونونه من "أغاني، حكايات، الغاز، لباس، أدوات.." وكنموذج على ذلك "متحف الشيخ صالح العلي" في "الشيخ بدر».

الأستاذ "كامل اسماعيل" في داره "بجبل المريقب"

يقول الأستاذ "كامل اسماعيل": «بدأت دراستي الجامعية "بالأدب الإنكليزي" في جامعة دمشق لكن ما لبثت أن قدمت على بعثة لدراسة علم "الإنتروبولوجيا" في ألمانيا، وهناك درست الحضارات التقليدية لدى شعوب مختلفة "هنود حمر، أفريقيا، آسيا.."، وركزنا على الاقتصاديات التقليدية ونشوئها وحركتها وتطورها، بعكس الدول الأوروبية الاستعمارية التي بدأ هذا العلم لديها لغاية دراسة حضارات الشعوب التي تنوي احتلالها من "عادات، وتقاليد، وحكايات، وإرث حضاري، ومذاهب دينية،.."، إلى أن نلت شهادة الماجستير من جامعة "لايبزغ".

لم أكن أفكر بأن رسالة الماجستير ستكون يوماً ما مرجعاً مهماً في حضارة وتراث منطقتي، فحينها كنت أدون واقعاً موجوداً "مكونات المنزل، طريقة صناعته، كلام الناس، حكاياتهم، أدواتهم،.."، لم يكن ذلك الواقع مثيراً حينها حتى بالنسبة إليّ، لكن ما نسميه اليوم واقعاً فإنه بعد عدة عقود يصبح تراثاً، وكان ذلك في عام 1972، وقد رافق بحثي مجموعة من الصور صارت اليوم تحفة تراثية لمنطقة الشيخ بدر، أما الدراسة فقت لاقت نجاحاً جعلني أحولها إلى كتاب بعنوان "العلاقات الاجتماعية الاقتصادية للفلاحين في جبال الساحل السوري"، وقد تضمن الكتاب عدة محاور أذكر منها "النشاط الاقتصادي الأساسي – الزراعة و.."، "التركيب الاجتماعي والعادات الاجتماعية"، "وظيفة المنطقة الإدارية – العادات والتقاليد"، كما اعتمدت على مراجع عن دراسات أجنبية أجراها باحثون غربيون عن مناطق سورية أخرى، والكتاب صادر عن "دار النشر الأكاديمية في برلين" عام 1975».

مشاركاته في عالم الصحافة

تكمن أهمية عمل ودراسة الأستاذ "كامل" في أن ما يدونه يمثل تاريخ من لا تاريخ له، حيث إن مكونات حياة الناس وتفاصيل حياتهم اليومية تعتبر من أهم وثائق التاريخ التي تسجل حياة الشعوب بعيداً عن التاريخ الذي نعرفه والذي سجله القادة والأمراء، بعد عودته ركز خلال عمله في "دائرة التراث" بوزارة الثقافة على دعم باحثي التراث ومدونيه، يقول الأستاذ "كامل اسماعيل": «توجه اهتمامي إلى تشجيع أعمال التوثيق المختلفة للتراث السوري، وخاصة عندما أصبحت رئيس دائرة "التراث الشعبي" عام 2003 التي استمرت لغاية 2006، وقد تزامن ذلك مع مشروع عالمي "لليونسكو" لتوثيق التراث اللامادي للشعوب، فقامت وزارة الثقافة التي كان يرأسها الدكتور "محمود السيد" بتفعيل دائرة "التراث الشعبي" ونقل عملها من المستوى الكيفي إلى البحث العلمي المنهجي لدراسة وحفظ التراث، عند هذه النقطة تأثرت قضية البحث والتأليف بالنسبة إلي، حيث قضيت الكثير من وقتي في مراجعة المؤلفات التي كانت ترد إلى "دائرة التراث" لتدقيقها ومراجعتها ومن ثم طباعتها لمصلحة وزارة الثقافة ومنها اختيار وجمع وتدقيق دراسات ومقالات في ثلاثة مجلدات عن التراث الشعبي للمحامي المرحوم "عبد القادر عياش" من "دير الزور" والذي كان ينشر مقالاته هذه في مجلته "صوت الفرات" متحدثاً فيها عن تراث "دير الزور"، في حين بقيت أبحاثي مبعثرة دون محاولة جمعها، وهو ما أحاول العمل عليه في أيامي هذه».

تجول الأستاذ "كامل اسماعيل" بين عواصم عربية وعالمية بدعوات من مراكز ثقافية وبحثية متعددة للمشاركة في ندوات واجتماعات علمية، وقدم محاضرات عديدة عن التراث نذكر منها "المأثورات الشعبية وحوار الثقافات- المرأة بين السلب والإيجاب من خلال التراث الشعبي – التجربة السورية في حفظ التراث بعد اتفاقية 2003 – مأساة عبد الله الفاضل وأصدائه في التراث الشعبي عند بدو سورية والعراق.."، كما شغل موقع عضو الهيئة العلمية لمجلة "الثقافة الشعبية" التي تصدر في البحرين.

الباحث "كامل اسماعيل"

عمل الباحث الأستاذ "كامل اسماعيل" في الترجمة، ويعود هذا الأمر لاشتغاله وبحثه في كنه اللغة "الألمانية" لإتقانها لغة وروحاً، وهو ما نتج عنه ترجمة أكثر من 20 مؤلفاً، يقول في ذلك: «لدي حب فطري لتعلم اللغات، وبدل تعلم اللغة الإنكليزية في سورية تعلمت في "ألمانيا" اللغة الألمانية والإنكليزية وبعضاً من الفرنسية، أما بالنسبة للترجمة فإن العمل في هذا المجال يحتاج لمعرفة متقنة باللغة الأم قبل أي لغة أخرى، في حين يجب معايشة أهل البلد المضيف للتشبع بروح اللغة الجديدة وفي نفس الوقت دراسة اللغة دراسة علمية ساعدتني في إتمام دراستي وبحوثي في ألمانيا، وبعد عودتي درّست اللغة الألمانية 30 سنة في "المركز الثقافي الألماني" بدمشق، وترجمت عدداً كبيراً من المؤلفات أذكر منها "اغتيال الحريري، أدلة مخفية" الذي ترجمته بالتعاون مع الدكتور "هاني صالح" للكاتب "يورغن كاين كولبل"، وكتاب "أصل الأشياء" لـ"يوليوس ليبس"، وكتاب "من كاليغاري إلى هتلر" للكاتب "زيغفريد كراكاور"».