في محافظة "حلب" مجموعة من الأغاني والأشعار الشعبية تحفظها ذاكرة الحلبيين وترددها الجدات والأمهات للبنات الصغيرات.
حول هذه الأغاني تحدث الجد "حسين صاغر" وهو من مواليد العام 1919 لموقع eSyria الذي التقاه بتاريخ 5/10/2013: «الحلبيون كباقي المجتمعات الشرقية يفضّلون الذكور على الإناث وخاصة بالنسبة للمولود البكر وهذا التفضيل تجسده بعض الأغاني الشعبية التي تؤديها الجدة الجالسة قريبة من كنتها وهي تلد، فإن أنجبت ذكراً قالت بوجه بشوش: بشرتني القابلة وقالت صبي، ريت هديك القابلة تزور النبي، أما إذا كان المولود بنتاً تقول بوجهها العابس: بشرتّني القابلة وقالت بنيّة، ريت هديك القابلة تلدغها حيّة، وكذلك تقول: لما قالوا لي بنيّة أنهد حيلي عليّ.
في المراحل الطفولية الأولى للطفلة أشعار خاصة لها موسيقية جميلة ومتوازنة ومن هذه الأشعار والأغاني: تس تك تس تك يا فولة، وعينك سودة ومكحولة وأبوك شب وغاوي ولسع أنت جنجولة. وفي هذه المرحلة العمرية المبكرة تقول الام لطفلتها أيضاً وهي تراقصها وتداعبها: بيس بيس نو بيس بيس نو، دلوعة وعمال تحلو. في أشعار الأمهات الحلبيات وهن يغنين للصغيرات ذكر لمجموعة أسواق وحارات وأحياء وبساتين "حلب" حينما تقول: إلك كرمين وتينة / وإلك نصيص المدينة / وإلك خان حاج موسى / وإلك دكاكين بانقوسا / وإلك بالجلوم حصة / وإلك من هالبز مصة
تقول الجدة بالمناسبة أيضاً: لما قالوا لي صبي شد حيلي علي، وجابوا لي كنافة بفستق وامتلا البيت عليّ، وتقول وهي تدلل المولود الذكر: قدو قد الفارة وصيتوا عبا الحارة، بينما تقول للبنت: قدها قد المخدّة وسوت في بيتنا كمدة».
العمة "فاطمة أحمد" من حي "الخالدية" بحلب وتعيش حالياً بعفرين تقول حول الأشعار والأغاني الشعبية التي ترددها الأمهات الحلبيات لبناتهن: «للأم الحلبية أغان وأشعار شعبية خاصة ترددها للبنات الصغيرات تحديداً وأغانيها مختلفة عن أغاني الجدات فرغم تفضيلها للذكور بحسب العرف الاجتماعي السائد إلا أنها سرعان ما تقول بعد أن تلد أنثى: إلي بجي من الله يا ما شاء الله، ولا فرق عندها بين الذكر والأنثى فكلاهما قطعة من كبدها، بعد أن قالت للولد يوم ولادته: لما أجا هالولد انشد ضهري وانسند، ها هي تقول لابنتها الصغيرة: يا هلا هليت يوم عيد اللي جيتي، كان بيتي ظلام والقمر ضوى بيتي.
وتقول الأم وهي تراقص ابنتها الصغيرة صباح كل يوم:
صباح الخير صبّح / ورد وياسمين فتّح
صباح الخير خيرة / تصبحنا بها الصغيرة
كما تقول: هل الهل، وهل الهل وصبحيتك صبحية الفل».
وتضيف: «في المراحل الطفولية الأولى للطفلة أشعار خاصة لها موسيقية جميلة ومتوازنة ومن هذه الأشعار والأغاني:
تس تك تس تك يا فولة، وعينك سودة ومكحولة
وأبوك شب وغاوي ولسع أنت جنجولة.
وفي هذه المرحلة العمرية المبكرة تقول الام لطفلتها أيضاً وهي تراقصها وتداعبها:
بيس بيس نو بيس بيس نو، دلوعة وعمال تحلو.
في أشعار الأمهات الحلبيات وهن يغنين للصغيرات ذكر لمجموعة أسواق وحارات وأحياء وبساتين "حلب" حينما تقول: إلك كرمين وتينة / وإلك نصيص المدينة / وإلك خان حاج موسى / وإلك دكاكين بانقوسا / وإلك بالجلوم حصة / وإلك من هالبز مصة».
وتتابع السيدة "فاطمة": «عادة يلعب الأطفال في الحارات مع بعضهم بعضاً وكثيراً ما تنتهي ألعابهم بالمشاحنات والتعارك، عندها تـأتي الابنة للبيت وهي تبكي فتستقبلها أمها وهي تحتضنها وتردد لها شعراً شعبياً غنائياً جميلاً لتهدئتها فتقول: ضربوكي عيوني ضربوكي وما عرفوا منّو أبوكي، لو عرفو مقامك عندو عالمراتب صمدوكي.
ومن الأشعار الشائعة لدى الأمهات وهن يرغبن في رؤية بناتهن كبيرات:
عالتكنينا نيناتا / وسكر بين سنيناتا
يا ربي تكبّر بنتي / تا ناكل من دياتا.
وعندما تعمل الام الحلبية في المطبخ تبكي ابنتها بسبب الضجر وانصراف أمها عنها فتبادر الام إلى رفع صوتها وهي تردد الأغنية الجميلة التالية:
كبيبة مين كبكبها / إجا السلطان وطلبها / قالوا لو زغيرة زغيرة / قالّن: الله يكبرها.
وعندما تكبر الابنة رويداً رويداً ترغب أمها بأن تنال العريس المنشود وفي الأغنية التالية تأكيد على هذه الرغبة: عالتس تيسه وتس تيسه / وعرسك يوم الخميسه / وبعزملك أهل السراي / وبطبخ زرده وهريسه.
كما تتمنى لابنتها حياة ثراء وغنى ومقاماً رفيعاً كما في الأغنية الشعرية التالية:
جانم جانم بالتركي / أحمد باشا ناطركي / أحمد باشا قدامك / شايل بقجة حمامك / حمامك تحت القلعة / وخدّامك ستة سبعة».