يشكل لباس أهل البادية وكبار السن في ريف "دير الزور" تراثاً شعبياً مهماً، وتدل النقوش والكتابات الأثرية والتماثيل "الآمورية" و"الآشورية" التي عثر عليها في "ماري"، على مدى الإبداع الفني الذي تميزوا به.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25/9/2013 السيد "مروان الحسين" أحد الذين اشتهروا بخياطة وتصنيع "الزبون" حيث قال: «يعتبر اللباس الشعبي في وادي "الفرات" مزيجاً من أزياء الحضارات التي سكنت المنطقة على مر التاريخ، وهذا ما حدا بالسكان أن يصنعوا ملابسهم من المواد المتوافرة في البيئة المحلية كالقطن والحرير والصوف باستخدام الأنوال اليدوية، من اللباس الشعبي "الزبون" وهو عبارة عن قماش سميك نوعاً ما وطويل وله "أردان" طويلة تلف الجسم، وله فتحة على طوله لسهولة خلعه وارتدائه، ويشد من وسط الجسم بواسطة "المحزم"، وهناك "القصيرة" وهي الثوب الذي يلي الجسد، ذات أكمام طويلة».

هناك "المحزم" الذي يكون إما "كمراً" من الصوف الأسود أو الأخضر، بعرض عشرة سنتيمرات وله ثلاث "برمات" من الجلد يضع فيه التجار نقودهم خاصة عند السفر إلى الحج، وهناك "البدن" وهو "زبون" جوخ أزرق طويل فضفاض يلبس فوق الثوب يقوم مقام "الزبون والجاكيت والجبة والعباءة"، وكانت قيمته ثماني ليرات ذهبية

ويشير الباحث "عبد القادر عياش" في مجلة "صوت الفرات" بالقول: «لبس الديريون "المقطع" وهو ثوب من الصوف الرقيق جاءنا من "عانه" ثم بطل، وهناك "الصاية": وهو ثوب من الخام الأبيض مفتوح وفضفاض.

لقد حل لباس "الزبون" محل "الصاية"، و"الصاية " كلمة فارسية تعني حامي الظهر، أي إنها بمثابة ستار للجسم من الخلف على شكل رداء ترتديه المرأة والرجل فوق ثيابهما، وتكون مفتوحة من الأمام بلا أزرار وهي مزودة على الجانبين بجيوب عميقة، حيث تلبس فوق القميص وكانت من نسيج "الديمة" ولها أسماء عديدة منها: "زبد العبد" و"سبعة سلاطين" أي سبعة ألوان، ويأتي نسيجها من "حلب" ويخيّط في "الدير" أو يأتي جاهزاً، وكان يأتي من "بغداد": "زبون، وصدرية، ودامر"، وتؤلف الثلاثة طقماً واحداً مخيطاً من "الشعري" أو "الجوخ" وجميعها مخرجة بالخيطان، و"الزبون" القديم مفتوح عند الصدر بلا أزرار، وهناك "الزبون ذو الردة"، و"الزرار" و"العروة" من الحرير أو الجوخ ومازالا موجودين».

وتابع "عياش": «هناك "المحزم" الذي يكون إما "كمراً" من الصوف الأسود أو الأخضر، بعرض عشرة سنتيمرات وله ثلاث "برمات" من الجلد يضع فيه التجار نقودهم خاصة عند السفر إلى الحج، وهناك "البدن" وهو "زبون" جوخ أزرق طويل فضفاض يلبس فوق الثوب يقوم مقام "الزبون والجاكيت والجبة والعباءة"، وكانت قيمته ثماني ليرات ذهبية».

ويشير الباحث "محمد عواد" حول "الزبون" بالقول: «مازال العديد من رجال أهل البادية والريف يلبسون بدلاً من "الجلابية" ما يعرف باسم "القنباز" أو "الزبون" وهو لباس من القماش مشقوق طولاً من الأمام يزمه الرجل على رقبته بواسطة أزرار ويلبس فوقه الحزام، وقد يلبس فوقه إما "الدامر أو القطشية أو الجاكيت" ليسدل فوق ذلك على ظهره عباءة رفيعة في الصيف تعرف باسم "الخاجية"، وهناك "الفاصون" وهو "شروال" من الجوخ الإفرنجي الأخضر أو "قهوائي" أو الأسود، يلبس فوق السروال العادي وفوق القميص في الشتاء له "تكة" وله جيوب في جانبيه وأطرافه من عند الساق مخرّجة بخيوط حرير وتلبس معه صدرية، والبعض يلبس عليه نصف "زبون" حيث يدخل أطرافه تحت "الشروال" والصدرية، ويكون عادة من نفس نسيج "الشروال" ويتزنرون على "الشروال" بـ"محزم" شال عجمي، وهناك "شروال ديت" الأسود، يلبسه الحمالون».

وأنهى حديثه بالقول: «هناك "الخرقة" وهي "جبة" من الحرير أو "البساتين" لها بطانة رقيقة تدرز بخيطان حرير من لونها الذي يكون وردياً أو سماوياً أو أبيض، وتلبس في الصيف فوق "البستان" ولها فتحات طولانية من كل جانب من مكان الجيب لكنها بلا جيوب يلبسونها بدلاً من "البشت" أو العباءة، أما "البطية" فهي تشبه "الدامر" لكنها أوسع منه وأكمامها قصيرة وتكون من الجوخ وتطرز بالقصب أو توضع عليها "سفايف" حرير وتبطن ببطانة جوخ ولها جيوب يلبسها الرجل والمرأة فوق ثيابهما».