بلدة "شيخ الحديد" من المدن القديمة في منطقة "عفرين" تم ذكرها لدى العديد من المؤرخين كمدينة لها مكانتها قديماً.
للحديث حول القرية تحدث لموقع eSyria الأستاذ "محمد بلال" وهو محامٍ ومن أهالي البلدة بالقول: «تقع مدينة "شيخ الحديد" في أقصى الغرب من منطقة "عفرين" وتبعد عن مدينة "عفرين" حوالي 35 كم وتصلها بها طريق إسفلتي معبد.
البلدة اسمها الكردي "شيّة" نسبة إلى "وادي شيّة" الواقع إلى الشمال من البلدة و"شويا" بالكردي يعني غسل الثياب والاستحمام وكان ذلك يتم على مياه ذلك الوادي، ورد اسمها في المصادر الإسلامية القديمة على شكل "شيخ الحديد"
البلدة هي مركز ناحية منذ العام 1975 حيث صدر قرار بإحداث ثلاثة نواح في المنطقة هي: "شران" و"معبطلي" و"شيخ الحديد"، توجد فيها مختلف الدوائر الخدمية من بريد وسجل مدني ومياه وهاتف وغيرها.
تشتهر "شيخ الحديد" بالزراعة ويعتمد السكان فيها بصورة رئيسية على زراعة الزيتون كما يزرعون الخضار التي تُروى بماء النبع ومياه الآبار، إضافةً إلى زراعة حقول من الحبوب البعلية وفيها بضعة معاصر للزيتون ومحلات تجارية وورش تصليح الآليات الزراعية كما يقام فيها سوق تجاري أسبوعي يسمى شعبياً "بازار" وذلك كل يوم جمعة وذلك منذ العام 1994م».
أما الدكتور "محمد عبدو علي" الباحث في تاريخ وتراث منطقة "عفرين" فقد تحدث حول البلدة قائلاً: «"شيخ الحديد" هي بلدة كبيرة ومركز ناحية تقع في أقصى الغرب من منطقة "عفرين" فيها نبع ماء غزير تكثر حوله من الشرق والشمال أساسات أبنية وآبار ودلائل أثرية لمنشآت مدينة هامة تعود إلى عهود ما قبل الإسلام إلا أنها طمرت بالتراب تحت الدور السكنية ما حال دون امتداد يد التنقيب إليها والاطلاع على بعدها التاريخي.
لقد كانت "شيخ الحديد" في العهود القديمة قرية منيعة فيها حصن هام عند مقبرة القرية الحالية وقد أشار إليها المؤرخ "ابن الشحنة" نقلاً عن "ابن شداد" بأن قرية "شيخ الحديد" هذه لها كورة* وهي من أعمال "العمق".
كما يذكر "ابن الشحنة" أنه بناحية "شيخ الحديد" لا تعيش العقارب أصلاً، وان الرجل من أهل "شيح"** إذا غسل ثوبه في ماء "شيح" ثم خرج إلى موضع آخر فوضع على ثوبه ماء وعصره وشربه فهو من لدغة العقرب بريء من وقته وإن قطر منه قطرة على عقرب مات لوقته.
وكان الملك "الظاهر بيبرس" قد استولى عليها بعد الاتفاق مع الإفرنجة في العام 1268م وفي أيام "ابن الشحنة" كان قد حل الخراب بشيخ الحديد وحصنها.
هناك العديد من الكهوف القديمة في "شيخ الحديد" ومن أبرزها "الكهف الأصفر" ويُقال إن بعض أهالي "شيخ الحديد" وجدوا فيها لقى أثرية من تلك الأماكن من بينها رقم من الفخار والطين المشوي عليها كتابات ورسوم لرأس ثور وقرد برأسين وقد أتلفت جميعها بسبب جهل الناس بأهميتها وقيمتها التاريخية والأثرية، أما المدرجات الزراعية القديمة في القرية ومواسير المياه الفخارية التي تخرج من باطن الأرض أثناء الفلاحة فتدل على أسلوب متقدم في الزراعة منذ القدم».
وتابع: «بالنسبة لسكانها فقد بلغ عددهم في نهاية العام 2001 -8886 نسمة للبلدة و27493 نسمة لمجموع الناحية أما المساحة فتبلغ 165,50 كم2 تتبعها 13 قرية و4 مزارع تحدها من الشرق ناحية "معبطلي" ومن الجنوب ناحية "جنديرس" ومن الشمال ناحية "راجو" ومن الغرب الحدود التركية- السورية.
تشكلت البلدة من أربعة تجمعات سكانية أساسية هي "شكاكا" في الجهة الجنوبية وقرية "حاجي" في الشمال والقريتين الفوقانية والتحتانية وهذه الأخيرة تقع على النبع وإلى الشمال من البلدة توجد آثار قرية قديمة تسمى شعبياً "كندي جما" أي "قرية الأنهار".
مساكن البلدة القديمة مبنية بالحجر والتراب المجبول بالقش ومسقوفة بالتراب والأعمدة الخشبية بعضها مقنطر من الداخل، والحديثة وهي الغالبة فهي حجرية إسمنتية».
وأخيراً وحول تسميتها قال الدكتور "محمد عبدو علي": «البلدة اسمها الكردي "شيّة" نسبة إلى "وادي شيّة" الواقع إلى الشمال من البلدة و"شويا" بالكردي يعني غسل الثياب والاستحمام وكان ذلك يتم على مياه ذلك الوادي، ورد اسمها في المصادر الإسلامية القديمة على شكل "شيخ الحديد"».
** "شيح": يعني "شيخ الحديد".