تربية الأولاد هو أول واجب على الإنسان الحلبي، وفي الأمثال الشعبية تأكيد على أهميتها في حياة المجتمع.
العمة "فاطمة يوسف" من "جنديرس" في "عفرين" تحدثت لمدونة وطن eSyria حول أهمية التربية كما وردت في الأمثال الشعبية: «الأمثال والحكم الشعبية هي خلاصة تجارب الآباء والأجداد على مر السنين ولذلك تحظى بأهمية كبيرة في حياة الناس، وتعتبر هذه الخلاصات التي تسمى أمثالاً إحدى أهم وسائل التربية والتهذيب في عموم المجتمع وخاصة الأطفال.
في المجتمع الحلبي الأب هو المسؤول الأول عن تربية الأولاد وله رهبة خاصة هذه الرهبة هي مصدر استقامة الأولاد في الكثير من الحالات فمن اعتقادهم: لولا المربي ما عرفت ربي، وكذلك: ما بخاف عالمال إلا ألّي جناه وما بخاف عالولد إلا ألّي رباه. ويميل الأب الحلبي كثيراً إلى القسوة في تربية الأولاد فيقولون: أفراح للي ببكيك ولا تفرح للي بضحكك، لأنهم يعتقدون بأنه متى تساهلوا مع الأولاد وفسحوا لهم المجال تكون مصيبة. أما تدليل الطفل فهو من الأمور غير المستحبة في المجتمع الحلبي لأن المثل الشعبي يقول: هالأب بدلع أولادو وهادا تربيتو مغلوطة
إن أول الواجبات الاجتماعية المعروفة في حياة الإنسان الحلبي تجاه أولاده هو أن يحسن تربيتهم، وللتربية عندهم أصول وأعراف تعارفوا عليها على مر السنين الطوال، أول ما يقوم به الحلبي في هذا المجال تنبيه الأولاد من الأشرار والمخادعين والمستغلين والقصة التالية تأكيد على ذلك: أوصى حلبي ابنه قائلاً: إذا قالّك حدا عطيني تنكتك لأعبيلك ياها زيت قلّوا هات رعبون التنكة، وكذلك القيام بضبطهم وأخذهم بالشدة كما في المثل: الولد عطيه وج بنجلق وما برتد، ويرى بعضهم أن منح التربية يكون باللين كما في المثل: ربيتو كل شبر بندر، وفي رأي الكثيرين أن خير الأمور الوسط فيقولون: لا تشد عالولد ولا ترخيلو الحبل.
ويتناصحون فيما بينهم بضرورة الاعتناء بالأولاد كما في المثل: لا تحط ابنك عالحيطان وتقول أمر الله وكان، وكذلك المثل: الولد الزغير ما بيتدشر لحالو، ويقرون بفضل الآباء على الأبناء فيقولون: أب ربى ألف ولد وألف ولد ما ربو أب، وعلى الرغم من ذلك فإن الآباء مسؤولون اجتماعياً وأخلاقياً عن سوء تربية الأولاد كما في قولهم: الكبار بتاكل والزغار بتضرس والخط الأعوج من التور الكبير».
ويقول السيد "يوسف صاغر" من حي "الخالدية" بحلب: «في المجتمع الحلبي الأب هو المسؤول الأول عن تربية الأولاد وله رهبة خاصة هذه الرهبة هي مصدر استقامة الأولاد في الكثير من الحالات فمن اعتقادهم: لولا المربي ما عرفت ربي، وكذلك: ما بخاف عالمال إلا ألّي جناه وما بخاف عالولد إلا ألّي رباه.
ويميل الأب الحلبي كثيراً إلى القسوة في تربية الأولاد فيقولون: أفراح للي ببكيك ولا تفرح للي بضحكك، لأنهم يعتقدون بأنه متى تساهلوا مع الأولاد وفسحوا لهم المجال تكون مصيبة.
أما تدليل الطفل فهو من الأمور غير المستحبة في المجتمع الحلبي لأن المثل الشعبي يقول: هالأب بدلع أولادو وهادا تربيتو مغلوطة».
ويتابع "صاغر" حديثه: «الكثيرون من الحلبيين يعللون سبب انحراف الأولاد هو مصاحبتهم لرفاق السوء، ويعتبرون الضرب إحدى وسائل التربية ويستعملونها كثيراً خلال تربيتهم للأولاد.
والكثيرون من الآباء الحلبيين يقومون بتربية أولادهم بشكل موضوعي ومن حكمهم هنا: ابنك لما بكون زغير ربيه ولما بيكبر خاويه، ويجدون في تربية الأولاد مشقة كبيرة فيقولون: ما بربى الولد إلا بعرق الجسد، فيعاملونهم بكل رقة وحنان ومن تشبيهاتهم الجميلة هنا: الولد متل عرق الريحان.
ومن الآباء من يتبع احدث الوسائل والأساليب التربوية كتغيير البيئة مثلاً وذلك حتى يصلح أمره فإذا أزعجهم ولد أرسلوه إلى أحد أقاربه وقالوا له: رو قولن عطوني دبس امسكوا، ويريدون بهذا التغيير أي امسكوا الولد بعض الوقت عندكم ريثما تزول عصبيته ومن عاداتهم أن الولد إذا وقع على الأرض يصيحون به: دي قوم لم زبيب، لم زبيب، ويقولون ذلك لكي لا يفكر في الوقعة والوجع.
أما إذا كبر الولد ودخل الكتاب فيتكفل الشيخ بتربيته الذي يحسب له الأولاد ألف حساب فيقولون: خلص العيد وفرحاتو وأجا الشيخ وقتلاتو، حيث يطلب الأهل من الشيخ في العادة استعمال الشدة والقسوة قائلين له: يا شيخي رصللو أدنو لها الولد كو ما عم بسمع كلمة بدو رصة أذن».