"باب الأحمر" هو أحد الأبواب القديمة بحلب وهو حالياً مندثر يحمل اسمه الحي المجاور له.
العم "محمد علي صطيف" وهو من أبناء الحي يتحدث لمدونة وطن eSyria حول الحي بالقول: «يقع حي "باب الأحمر" بين بابي "الحديد" و"النيرب" في الجهة الشرقية من "قلعة حلب" وله محور قصير نحو المدينة، وقد سُمي "باب الأحمر" بهذا الاسم لأنه كان يؤدي إلى قرية واقعة في برية "حلب" في جهتها الشرقية تُسمى قرية "الحُمر" أما المحلة فتسمى حي "باب الأحمر" والأحمر تحريف لكلمة "الحُمر" كما تسمى المحلة محلة "أوغلبك" والكلمة الأخيرة تركية وتعني "ولد البيك".
الباب لم يكن باباً رئيسياً كالأبواب الأخرى مثل "أنطاكية" و"المقام" و"قنسرين" و"النيرب" بل كان باباً ثانوياً وهامشياً ليس له دور مهم في تاريخ المدينة إلا أنه كان معبراً لسكان البادية والقرى الشرقية للقيام بعمليات البيع والشراء في "حلب"
في المحلة العديد من الأوابد التاريخية والدينية مثل "جامع أوغلبك" و"الزاوية الصيادية" و"سبيل حسبي" و"حمام بالوج" وغيرها.
قديماً كان الباب اسمه "باب بالوج" أما اليوم فلم يعد للباب من أثر بل تهدم نهائياً وتم استعمال حجارته في بناء "الرباط العسكري" بحلب، أما "بالوج" فهو اسم معمار رومي كان قد عمل في بناء الباب قديماً ولا أعرف تاريخ بنائه بالضبط ولكنه كأبواب "حلب" الأخرى يعود إلى أكثر من ألف عام، وسمعنا من آبائنا وأجدادنا بأنّ المحلة كانت ذات موقع ممتاز مناخياً وعُرف بارتفاعه وهوائه الطيب والعليل».
وتابع: «الباب لم يكن باباً رئيسياً كالأبواب الأخرى مثل "أنطاكية" و"المقام" و"قنسرين" و"النيرب" بل كان باباً ثانوياً وهامشياً ليس له دور مهم في تاريخ المدينة إلا أنه كان معبراً لسكان البادية والقرى الشرقية للقيام بعمليات البيع والشراء في "حلب"».
الدكتور "محمود حريتاني" مدير آثار ومتاحف "سورية" الشمالية سابقاً يتحدث عن المحلة قائلاً: «تسمى المحلة محلة "أوغل بك" وهي من المحلات القديمة بحلب وقد عُرفت تاريخياً بأنها من أكثر المحلات ارتفاعاً وبالتالي كان يتمتع بالهواء الطيب والمنعش وطيب الإقامة.
لقد دُعيت هذه المحلة باسم "باب الأحمر" والسبب في إطلاق التسمية هو أن المحلة كانت تجاور باباً من أبواب مدينة "حلب" القديمة هو "باب الأحمر" لم يعد موجوداً في وقتنا الحالي بل تم تدميره منذ فترة طويلة.
لقد نُسبت المحلة تاريخياً إلى "عثمان بن أحمد أوغلبك" الذي قام ببناء جامعه في المحلة تعود إلى العام 1480م كما يوجد فيها أحد أبرز الأبنية الأثرية في "حلب" هي "الزاوية الصيادية" التي قام ببنائها "أبو الهدى الصيادي" منذ العام 1878م وانتهى من بنائها في العام 1909م وهي اليوم "مركز الإفتاء" بحلب».
الباحث الأثري المهندس "عبد الله حجار" يقول حول "باب الأحمر": «كان الباب يُسمى قديماً باب "خندق بالوج" كما يذكر ذلك المؤرخ الحلبي "ابن الشحنة" ربما تم إنشاؤه أيام "العزيز محمد" وتم ترميمه أيام "قانصوه الغوري" وقد اندثر الباب بكامله حالياً، ويُعلمنا الدكتور "تيودور بيشوف" في العام 1880م في كتابه "تحف الإنباء في تاريخ حلب الشهباء" –"بيروت" أنه يحمل الكتابة التالية: "أمر بتجديده مولانا السلطان الملك أبو النصر قانصوه الغوري عز نصره بتولي المقر السيفي أبرك وشاد الشربخانات الشريفة الحلبية عز نصره سنة 920 هجرية"، وهذا يوافق العام 1514م».
وفي المصادر التاريخية ورد في كتاب "أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء" للمؤرخ "الطباخ" ما يلي: «هذه المحلة تُعرف في دفاتر الحكومة بمحلة "أغلبك" أو "أوغلبك" أي "ابن البيك" وعند الناس بمحلة "باب الأحمر" و"أغلبك" هو "عثمان بن أحمد بن أغلبك" المقر العالي الأميري الفخري بن الجناب الأميري الشهابي المشهور بابن أغلبك الحلبي الحنفي وكان من علماء الأمراء ومن أمراء العلماء توفي سنة 885 هجرية».