طائر سريع انسيابي، جميل في مظهره، لا يبني أعشاشاً لفراخه، في حين يوصف بسوء السمعة لسرقته أعشاش الطيور الأخرى.
"الدقّر" اسم شعبي أطلقه الصيادون في منطقة الساحل السوري على طائر "الوقواق"، ويشكل مقطع صوت "القاف" عنصراً أساسياً في صوت هذا الطائر والذي قد يكون اسمه اشتق منه.
يتنقل "الدقّر" لمسافات قصيرة بين أشجار الزيتون وذلك في المناطق التي يقضي أيامه فيها، في حين يتحول طيرانه لمسافات بعيدة عند الهجرة حيث تأتي سنوياً أعداد لا بأس بها من هذا الطائر وتستوطن مناطق الساحل لفترة معينة تحددها هذه الطيور قبل توجهها لبلد المنشأ
يقول الشاب "خضر عيسى" مربي طيور من مدينة "طرطوس"في حديث لمدونة وطن eSyria بتاريخ 4/6/2013: «يعيش "الدقّر" فترة تصل لستة أشهر في مختلف مناطق سورية، وفي منطقة الساحل السوري والجبال يجد بيئة ملائمة للبيئة التي يعيش فيها عادة حيث الطعام والماء المتوافران من أواخر فصل الشتاء إلى بداية فصل الصيف، وينال هذا الطائر صفة المحتال لأنه يسطو على أعشاش الطيور الأخرى ويرمي بيوضها ليضع بيوضه مكانها فتربي الطيور الأخرى فراخه، ومما نسمع عنه أنه يقوم بغفلة من صاحب العش الأصلي برمي بيوضه على الأرض ويضع بيوضاً تشبه السابقة لحد كبير، وتتصف بيوضه بأنها تفقس قبل موعد الأنواع الأخرى من الطيور، حيث تنطلي الخدعة على الأم صاحبة العش والتي تقوم بإطعام الفرخ الصغير حتى يصبح أكبر منها بعدة مرات، ومع هذا لا تتركه دون طعام حيث يطلب الطعام بما يزيد عن حاجة فراخها الحقيقية بكثير.
يتميز هذا الطائر بجسم انسيابي ومظهر جميل، وحجم متوسط بالنسبة للطيور التي تعيش في منطقة الساحل حيث يقارب حجم "اليمام"، ويتميز بمنقاره الأصفر الملون مع بعض الألوان الأخرى على ريشه في حين يغلب اللون الرمادي على معظم الريش، ويدخل معه اللون الأبيض في الذيل والصدر».
يتغذى "الدقّر" على أنواع عديدة من الأغذية يقول عنها مربي الطيور "كمال أحمد" وهو صياد يقطن الريف الملاصق لمدينة "طرطوس": «يعيش طائر "الدقّر" حياة معظم العصافير والطيور الفصلية التي تظهر بكثرة خلال فصل الربيع، وطعامه يتركز على ثمار الربيع التي تنتجها الحشائش الفصلية والأشجار الربيعية، وهكذا تدريجياً باتجاه أنواع الثمار المختلفة كلما اقترب الصيف وقل الغذاء، ويتناول الديدان والحشرات الصغيرة الطائرة، ويأكل دودة "يرقة الفراشة" وهي دودة شائكة لا تأكلها الطيور عادة، يساعده في ذلك منقاره الحاد والطويل، ورغم معرفتي بكثير من جزئيات حياة هذا الطائر فإن تفاصيل كثيرة نغفلها نحن الصيادون ربما تحتاج لمتابعة ودراسة لا يقوم بها إلا القلّة في بلدنا، عدا كونه لا يبني أعشاشاً في بلادنا لكن ذلك لا يقلل من اهميته لأنه يبقى في مناطقنا مدة لا تقل عن فترة وجوده في بلده الأساسي».
ينزل "الدقّر" إلى الأرض باحثاً عن غذائه فيستغل الصيادون هذه الحالة للإمساك به حياً، حيث ينصبون شباكهم في المناطق الخالية وفي الحقول الواسعة ليعلق بها الطائر عند نزوله للبحث عن طعامه بين الحشائش، يقول الشاب "خضر عيسى": «يتنقل "الدقّر" لمسافات قصيرة بين أشجار الزيتون وذلك في المناطق التي يقضي أيامه فيها، في حين يتحول طيرانه لمسافات بعيدة عند الهجرة حيث تأتي سنوياً أعداد لا بأس بها من هذا الطائر وتستوطن مناطق الساحل لفترة معينة تحددها هذه الطيور قبل توجهها لبلد المنشأ».
تمكنا من إيجاد "الدقّر" في المناطق القريبة من مدينة "طرطوس" حيث السهول الساحلة المنبسطة التي يقضي فيها أوقاتاً كثيرة على الأشجار لترقب أي حركة لحشرات صغيرة وديدان، في حين أن طيرانه خاطف وسريع، ولا يخفي عادة صوته حيث يوجد».
من جانب آخر يقول السيد "سليمان بيشاني" وهو صياد قديم من مدينة "طرطوس": «كنت أصطاد هذا الطائر بكميات كبيرة في السابق، ولم يكن أحد يهتم بتربيته أو محاولة ذلك، رغم أن تربية هذه الطيور الكبيرة تحتاج إلى مكان واسع لا نقدر عليه عادة، وتختلف أحجامه بحسب العمر فبعض الطيور كان يصل طول جناحيها إلى 25سم، وبعضها لا يتجاوز 15سم، وعادة كنت أستدل عليه من صوته القوي الذي يمكن تمييزه من أصوات العصافير المحلية الأقل حدة».