فوائد غذائية عالية يحتويها "بطرخ السمك" أو ما يعرف بـ"الكافيار" تقدمها السمكة في فترات محدودة من العام تكون خلالها في أوج العناية بنفسها من ناحية اختيار مراعيها الخاصة.
وتكون السمكة في فترة التجهيز لمرحلة وضع البيض كاملة الفائدة والدسم وتبدو على غير ما هي عليه في بقية مراحل حياتها السنوية، وهذا بحسب تعبير السيد "عمر خليل" أحد من عمل في صيد السمك خلال حديثه لمدونة وطن eSyria بتاريخ 3/6/2013 حيث أضاف: «بيض السمك أو "الكافيار" أو كما هو معروف شعبياً "البطرخ" هو خلاصة السمك أو كما هو شائع بين أوساط الصيادين "زبدة السمك"، لما يحتويه من فوائد غذائية عالية لا يمكن الحصول عليها من السمك في الأوقات العادية من تناوله، فهي خلال هذه الفترة تنتقي مراعيها الغذائية الخاصة بكل عناية وخاصة منها الصخرية، وأنا أتناول "البطرخ" بشكل مستمر وأشعر بجسدي قد اعتاد عليه ويطلبه بشكل مستمر، وهو بشكل عام لا يشكل خطورة على من يتناوله باستمرار لأنه لا يمكن أن يؤثر سلباً عليه، بل على العكس يمنح الجسد الطاقة الكافية للقيام بأي مجهود عضلي أو فكري».
هذا الغشاء يحتوي على ملايين ما يعرف بالبذور أو البيوض ويمكن رؤيتها بالعين المجردة، ولرؤيتها بشكل أكثر وضوحاً يمكن متابعة عملية التزاوج ضمن المياه البحرية عندما تقوم السمكة الأنثى بإفراغ محتويات الغشاء "الكيس" الخاص بها خلالها
أما الصياد "خالد خليل" فيقول: «يحتوي "بطرخ السمك" على نسبة عالية من الدهون الفوسفورية والبروتينات والفيتامينات ما يوفر لخلايا الجسد الطاقة الكافة لعمليات الاستقلاب الكاملة، وكثيراً من الزبائن تطلب الحصول على "بيض السمك" أو "البطرخ" ونحن بدورنا نقدمه دون أي مقابل لأننا ننتزعه من السمك المبيع خلال عملية تنظيفه، علماً أن فترة وجود "البطرخ" في بطن السمكة محدودة وهي من منتصف شهر نيسان وحتى نهاية شهر حزيران تقريباً.
وبشكل عام جميع أنواع الأسماك تبطرخ مهما كان عمرها أو حجمها ما عدا سمك "الجرو" فهو لا يبطرخ حتى يصبح وزنه خمسة كيلوغرامات ويصبح عمره حوالي العام، أي عندما تنضج السمكة جسدياً، وهنا يكون له مذاق شهي يتميز عن بقية أنواع البطرخ في بقية أنواع الأسماك».
أما عن طريقة طهو بطرخ السمك "الكافيار" فيقول: «يطهى "الكافيار" لدينا بطريقة بسيطة وسهلة جداً وبشكل هادئ وفق طريقة القلي بالزيت كما قلي السمك العادي، ولكن يجب وضعه ضمن الزيت عندما يكون بارداً ليحافظ البطرخ على قوامه الكامل أي لكيلا يتعرض للتفتت، ولا يحتاج أكثر من عشرة دقائق لنضجه بعد أن يحمى الزيت، ويتميز بطعم شهي جداً يدركه من تناوله.
وللعلم فإن السمك عندما يكون حاملاً للبيوض "مبطرخ" يكون مذاقه شهياً أكثر منه عندما يتخلص من هذه البيوض في الماء خلال موسم التزاوج، وهذا ما تأكدت منه خلال تجربة طويلة مع صيد وتناول السمك، وخير مثال على هذا سمك "السكمبري" الذي عرف بمذاقه الشهي خلال فترة بطرخته.
وللحصول على بطرخ السمك يجب انتزاع كيس البيض منها بهدوء وحذر منعاً من تفتته خلال هذه المرحلة، فهو حساس جداً ويمكن ان نفقده بسهولة، وهو على نوعين: بطرخ سمك ضمن غشاء شفاف أبيض وأعتقد أنه خاص بالذكر، وبطرخ سمك ضمن غشاء شفاف أحمر خاص بالأنثى».
ويتابع الصياد "خالد": «هذا الغشاء يحتوي على ملايين ما يعرف بالبذور أو البيوض ويمكن رؤيتها بالعين المجردة، ولرؤيتها بشكل أكثر وضوحاً يمكن متابعة عملية التزاوج ضمن المياه البحرية عندما تقوم السمكة الأنثى بإفراغ محتويات الغشاء "الكيس" الخاص بها خلالها».
وفي لقاء مع الدكتور "بشير عز الدين" تحدث عن فوائد بيض السمك "البطرخ" فقال: «توفر بيوض السمك "البطرخ" الكثير من الدهون الفوسفورية والبروتينات والفيتامينات الخاصة بعمليات الاستقلاب، وهي مفيدة للكبار في السن والصغار على حد سواء، حيث يمكن لمتناوليها من الأطفال أن تساعدهم في عمليات النمو وعمليات توفير الطاقة بما تحتويه من حموض أمينية هامة لتركيب أنزيمات بناء السلاسل البروتينية، وخاصة منها الخلايا العصبية.
ناهيك عن أنها تزيد من القدرة الجنسية عند اليافعين والبالغين، وتعمل كمضاد تأكسد عند الكبار في السن، وهي بذلك تساعد على علاج أمراض الجهاز العصبي وتعمل على إعادة بناء الألياف العصبية المتهتكة، ومفيدة أيضاً في علاج الأمراض التنفسية والتهاب القصبات».