ريثما تكمل طريقها باتجاه موطنها الأصلي تستريح طيور "الفرّي" في السهول الساحلية مستفيدة من غذاء الربيع وحرارته المعتدلة على سواحل "طرطوس". حيث إنها تهاجر عبر طريق طويل بين أوروبا وأفريقيا وتشكل سورية أحد الطرق التي تعبرها خلال هجرتها.

يقول عن ذلك الصياد "ناصر السيد" مربي طيور من "طرطوس" خلال حديثه لمدونة وطن eSyria بتاريخ 2/4/2013: «تأتينا طيور "الفري" مع حلول شهر آذار حيث يبقى بعضها فترة وجيزة ثم تكمل طريقها باتجاه "أوروبا"، فهذه الطيور تترك أوروبا الشتاء بسبب البرد متجهة إلى إفريقيا عبر البحر، وتعود إليها صيفاً مع حلول الدفء، في حين تبقى أعداد قليلة منها في منطقة السهول الساحلية والجبال حيث يطيب لها المقام، ولكن بأعداد قليلة.

نبحث عادة عن طيور "الفري" في الحقول الواسعة، وهذا الأمر يناسب السهول الساحلية حيث تجد سهولاً بجانب مدينة "طرطوس" أو غيرها من مدن الساحل تمتد لعدة كيلومترات، وهي مناطق غنية بديدان الأرض على اختلاف أنواعها والتي تشكل الغذاء الرئيسي لطيور "الفري". يحتاج صيد "الفري" إلى مهارة كبيرة حيث لا تشاهد إلا وهي تطير بالتالي يجب اصطيادها خلال طيارانها لحظة ارتفاعها عن الأرض، كذلك يستخدم الكثيرون شباك الصيد لرغبتهم بصيد الطائر حياً، فهذه الطيور تحديداً يمكن تربيتها والاستفادة منها أكثر من باقي الطيور، وتتحول خلال فترة وجيزة إلى طيور داجنة كالدجاج، فينشر الصيادون شباكهم بعناية في مناطق واسعة حيث يتفاجأ الطير بالشبكة لحظة إقلاعه فيعلق بها

وعلى اعتبار أن "الفري" من الطيور المهاجرة فهذا يعني أنها لا تخضع في العرف لقوانين الطيور المحلية التي لا يصطادها أحد خلال فصل التكاثر في الربيع، فهي تبقى في مناطقنا لفترة وجيزة قبل رحيلها، وبالتالي ينتظرها الصيادون بفارغ الصبر خاصة الراغبين باقتنائها للتربية حيث يلجأ الكثيرون لصيدها بالشبكة، على اعتبار أنها قابلة للتدجين وإعطاء البيض كالدجاج».

الحجم المتوسط لطائر "الفري"

تقضي طيور "الفري" معظم وقتها على الأرض باحثة عن الطعام، ولا يمكن عادة ملاحظتها وهي تتنقل على الأرض لشدة مقدرتها على التخفي وسرعتها في الحركة.

ويتابع بالقول: «نبحث عادة عن طيور "الفري" في الحقول الواسعة، وهذا الأمر يناسب السهول الساحلية حيث تجد سهولاً بجانب مدينة "طرطوس" أو غيرها من مدن الساحل تمتد لعدة كيلومترات، وهي مناطق غنية بديدان الأرض على اختلاف أنواعها والتي تشكل الغذاء الرئيسي لطيور "الفري".

المناطق السهلية الخالية من الأشجار أفضل مكان لطيور "الفري"

يحتاج صيد "الفري" إلى مهارة كبيرة حيث لا تشاهد إلا وهي تطير بالتالي يجب اصطيادها خلال طيارانها لحظة ارتفاعها عن الأرض، كذلك يستخدم الكثيرون شباك الصيد لرغبتهم بصيد الطائر حياً، فهذه الطيور تحديداً يمكن تربيتها والاستفادة منها أكثر من باقي الطيور، وتتحول خلال فترة وجيزة إلى طيور داجنة كالدجاج، فينشر الصيادون شباكهم بعناية في مناطق واسعة حيث يتفاجأ الطير بالشبكة لحظة إقلاعه فيعلق بها».

يقول الشاب "خضر سعيد" مربي طيور من مدينة "طرطوس": «تشكل هجرة "الفرّي" موعداً سنوياً لا نستطيع نسيانه، فتلك السهول التي قضت وقتاً طويلاً خالية من الحركة، تعود خلال أشهر الربيع لتعج بالحركة الخفية لطيور "الفري" وغيرها من الطيور، وهنا تكمن المتعة في البحث عن تلك الطيور وإجبارها على الطيران لقنصها.

مربي الطيور "ناصر السيد"

تختلف المناطق السهلية في مقدرتها على جذب طيور "الفري" فسهول منطقة "عكار" كانت قبل تجفيف مستنقعاتها أكثر المناطق جذباً في "طرطوس" لاحتوائها على المستنقعات، والطمي الغني بالديدان والحشرات المتنوعة والحشائش الكثيرة، كذلك السهول المحاذية للبحر مباشرة، في حين تشكل السهول الجبلية التي تتوزع هنا وهناك عنصر جذب لهذا الطير لأنها غنية أكثر من المناطق المنحدرة بالغذاء، كذلك فإن المناطق السهلية تزرع عادة من قبل الإنسان بالحبوب والخضار بالتالي تجذب إليها طيور "الفري" أكثر».

تنتمي طيور "الفري" إلى رتبة الدجاجيات، وهي شبيهة بالدجاج من حيث اعتمادها على اليابسة في بحثها عن الطعام، في حين تستخدم أجنحتها فقط للتنقل، وتتميز بسرعتها الخاطفة حين تطير فجأة من أحد الحقول، كما تتميز بشكل جميل مندمج مع لون الأرض، وتمشي على الأرض كما الدجاج، ولها حجم متوسط وساقان صغيرتان تساعدنها على المشي السريع بما يشبه تدحرج الكرة على الأرض، وتوجد غالباً بشكل إفرادي أو زوجين، وربما يخضع هذا الأمر إلى نسبة أعدادها، فيقول السيد "حاتم معروف" مزارع: «كنت أصطاد سابقاً مع أصدقائي وذلك بحدود عام 1980، حينها كانت أعداد طيور "الفري" كثيرة، حيث تتجمع بأعداد كبيرة في منطقة سهلية معينة دون أن تكون ملاصقة لبعضها بعضاً، في حين تحاول الطيران عند اقتراب الخطر بشكل إفرادي.

وإذا ما قارنا أعدادها في ذلك الوقت مع أعدادها حالياً فأعتقد بأن الفرق شاسع رغم أن عدد "الفري" المهاجرة حتى الآن لايزال كبيراً، لكن عدم القدرة على ضبط الصيد يؤدي إلى تناقص تلك الأعداد، خاصة أن "الفري" تقطع كثيراً من الدول ما لا يسمح بحمايتها كفاية، وبالنسبة لنا في "طرطوس" فالصيد لم يعد كالسابق بسبب كثافة السكان ما لا يسمح للصيادين بالتنقل بحرية، خشية إصابة أحدهم خلال عمله في حقله، بعكس ما كنا نقوم به في أيام الشباب حين كانت عدة علائات تأكل من صيد يوم واحد».