يعتبر "السنونو" طائراً مناوراً من الدرجة الأولى حتى في أضيق الأماكن، وهو اجتماعي بطبعه، ودود للإنسان رغم بعده عنه، وهو من الطيور المستوطنة في "سورية" على مدار العام، لكنه يتفرد بخصائص وصفات تميزه من أغلب الطيور.
الصياد "عمران ابراهيم" من مدينة طرطوس في حديثه لمدونة وطن eSyria بتاريخ 19/4/2013قال: «يتفرد هذا الطائر بصفات عديدة عن غيره من الطيور، فهو يتناول طعامه حصرياً خلال طيرانه، ويقضي معظم وقته في الطيران، ولا يقترب من الأرض حتى حين يستريح حيث يختار السلاسل الصخرية المرتفعة، وأسلاك الكهرباء، ونادراً ما يقف على الأشجار، كما أنه لا يشرب الماء إلا أثناء طيرانه، في حين يبني أعشاشه من الطين، ورغم بعده عن الإنسان وقضاء معظم وقته في الجو فهو يلجأ إلى البيوت العامرة بالسكان أو الخرائب لبناء أعشاشه، أما آخر مزاياه فهي عدم صيد الناس له وتحريم آكله دون وجود سبب واضح».
رغم طيرانه المستمر نجد أن الكتلة اللحمية لطائر "السنونو" جيدة، وهذا المعيار يفصل أساساً بين الطيور التي تطير باستمرار وتكون كتلتها اللحمية ضئيلة وبين الطيور قليلة الحركة، وقد يختلف هذا الجانب بين أنواع "السنونو" التي لا أحصرها باثنين وإنما أقول بأن الموجود منها في مناطقنا نوعان فقط
وفي تفاصيل كلامه يوضح السيد "عمران" كثيراً من صفات وتفاصيل حياته ويضيف: «بعض أنواع "السنونو" تهاجر وتأتي خلال مواسم معينة كمعظم الطيور المهاجرة التي تتخذ من منطقتنا الساحلية محطة قبل إكمال طريقها باتجاه غاياتها وخاصة باتجاه القارة "الأوروبية"، ويؤكد هذا الكلام ازدياد أعداد "السنونو" نهاية فصل الشتاء، في حين نجد نوعاً شائعاً في بلادنا يتكاثر ويعيش طوال العام، ولاحظت بأن هذا النوع لونه أسود ويتخذ اللون البرتقالي المحمر على صدره للأنثى والذكر، كما يتميز بأن ربع ذيله قصير في حين تخرج ريشتان من جانبي الذيل تشكلان الثلاثة أرباع الباقية من الذيل، ويملك جسماً انسيابياً مثالياً يشكل الركيزة الأساسية في سرعته ومناورته، أما النوع الثاني فيختلف فقط باللون الأبيض الذي يغطي الصدر والبطن، كذلك الأمر فإن الذيل شبيه ببقية العصافير من حيث شكله وطوله، أما الجسم فيبدو أقل انسيابية من النوع الأول رغم أنهما يعيشان جنباً إلى جنب ويتشابهان في جميع الخصائص وأسلوب الحياة، وأنا لا أؤكد أن النوع الأبيض الصدر هو الذي يهاجر، لأنني أرى كلا النوعين خلال العام، كما أن طيور "الفرّي" مثلاً لا يتعلق بقاؤها وتكاثرها في منطقة الساحل بمسألة النوع وإنما بعض الطيور يحلو لها البقاء وأخرى لا، خاصة مع وجود تشابه بين مناخ الساحل السوري ومناخ الدول الأوروبية المتوسطية».
ويتابع: «يقضي طائر "السنونو" معظم حاجاته وهو يطير في مجموعات تزيد أحياناً على مئة طير في السرب الواحد، وهو يأكل الحشرات والبرغش بأنواعها خلال طيرانه، وهذا ما يفسر تفضيل حياته بالقرب من المسطحات المائية، كذلك يشرب الماء من أي مسطح مائي خلال طيرانه عبر اقتراب خطير من المياه يمثل ذروة قدرة هذا الطائر على المناورة والدقة حيث يلامس الماء ويرتشف منه حاجته، وفي جانب آخر فإنه يجمع الطين من الأماكن المبللة بالماء أو من الطمي الموجود على ضفاف الأنهار دون أن يلامس الأرض، حيث يرفرف في مكانه دون الوقوف على الأرض حتى يجمع بمنقاره بعض الطين ويذهب باتجاه عشه ليكمل بناءه».
تشكل مناورة طائر "السنونو" خلال طيرانه جزءاً لا يتجزأ من حياته التي يقضي معظمها في الجو، وهذا ما يجعل مهمة تصويره تشكل تحدياً، ويميل طائر "السنونو" إلى الركون والتقليل من طيرانه المستمر حين يقرر بناء عشه، وتقول في ذلك السيدة "هناء حافظ" ربة منزل: «يستغل طائر "السنونو" أي فرصة للدخول إلى منازلنا وبالأخص حين يلاحظ مكاناً واسعاً في الطوابق العليا، حتى إنه يعاند الإنسان في محاولته الدخول، في حين لا يمكن الاقتراب منه في غير مناسبة، ويلصق "السنونو" الطين بطريقة فريدة بزوايا الجدران، وأعتقد بأن الطين- خلال وجوده داخل منقاره لحين وصوله إلى مكان بناء العش- يمتزج بمادة معينة يفرزها الطائر بسبب قساوة هيكل العش بطريقة عجيبة.
بعد بنائه لعشه يضع "السنونو" من أربع إلى ست بيضات تحضنها الأنثى حتى تفقس، ويبقى الذكر قريباً منها خلال فترة حضن البيض، كما يشاركها العناية بالفراخ، ولا أذكر طائراً يخاطر بالاقتراب من الإنسان هكذا كما يفعل "السنونو"».
يقول الصياد عمران "ابراهيم": «رغم طيرانه المستمر نجد أن الكتلة اللحمية لطائر "السنونو" جيدة، وهذا المعيار يفصل أساساً بين الطيور التي تطير باستمرار وتكون كتلتها اللحمية ضئيلة وبين الطيور قليلة الحركة، وقد يختلف هذا الجانب بين أنواع "السنونو" التي لا أحصرها باثنين وإنما أقول بأن الموجود منها في مناطقنا نوعان فقط».
أما في سبب تحريم أكل "السنونو" فيقول الأستاذ "علي محمد" باحث اجتماعي وقارئ مطلع: «لم أسمع بأحد يأكل طائر "السنونو" على الأقل في النطاق الاجتماعي الذي أعيش فيه، وقد قرأت بأن عضلات هذا الطائر تفرز مادة حمضية مركزة بسبب طيرانه المستمر ما يجعل طعم لحمه غير محبب، كذلك فإن كثرة الطيران تجعله قليل اللحم بشكل واضح ما يبعده عن حسابات الصيادين الباحثين عن الطيور كثيرة اللحم، لكن اجتماعياً نسمع رواية تحكى في محافظة "طرطوس" على الأقل بأن هذا الطائر شارك ربما بإطفاء النار عن "النبي ابراهيم" عليه السلام بأمر من الله، لكن هذه تبقى رواية عن القدماء لا دليل عليها ولا إثبات مكتوباً، وقد تكون جزءاً من روايات وأساطير اجتماعية».