يعتبر "نهر الخابور" أحد أهم الأنهار التي تمر في منطقة "رأس العين"، فهو ينبع من منطقة "رأس العين" في الشمال الغربي للمحافظة، ويصب في نهر "الفرات" بمنطقة "البصيرة" من محافظة "دير الزور".
يقول "الإدريسي" في كتابه "نزهة المشتاق": «إن "رأس العين" مدينة كبيرة، فيها نحو ثلاثمئة عين ينشأ منها نهر "الخابور"، و"الخابور" فاعول من أرض خبرة وخبراء، وهو القاع الذي ينبت السدر، والأرض الرخوة ذات الحجارة».
إن "رأس العين" مدينة كبيرة، فيها نحو ثلاثمئة عين ينشأ منها نهر "الخابور"، و"الخابور" فاعول من أرض خبرة وخبراء، وهو القاع الذي ينبت السدر، والأرض الرخوة ذات الحجارة
مدونة وطن eSyria وبتاريخ 27/1/2013 التقت المهندس "محمود خضر العكلة" مدير عام مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي بـ"الحسكة" فقال: «"الخابور" هو النهر الوطني الوحيد في الجمهورية العربية السورية، فهو ينبع ويصب داخل أراضيها، ويُعد ثاني أكبر وأطول وأغزر أنهار "سورية"، وأعظم رافد لنهر "الفرات"، يبلغ طوله /442/ كم، وينبع من عيون منطقة "رأس العين" في الشمال الغربي للمحافظة مخترقاً مدينة "الحسكة" مشكلاً رئة طبيعية للمدينة، ثم يتابع سيره جنوباً عابراً حدود المحافظة ليصب في نهر "الفرات" بمنطقة "البصيرة" من محافظة "دير الزور"».
وأضاف: «هذا التمدد للنهر جعله يجتاز مناطق الاستقرار الخمس بالمحافظة، يقدر عمقه من/1.5 – 3.5/ أمتار وعرضه من /20-60/ متراً، أما تصريفه فليس ثابتاً وذلك بسبب اختلاف الهطول المطري خلال فصول السنة، وقد شهد من جاوره من الأهالي فيضاناته المرعبة التي كان أشهرها عام /1969/ الذي دام شهرين، حيث شارك الطيران آنذاك بعمليات واسعة لإنقاذ القرى المجاورة للنهر، وفيضان /2006/ الذي دمر بدوره العديد من القرى، عدا حالات غرق وجرف العديد من الأفراد والممتلكات ونفوق قطعان من الماشية».
ثم أضاف: «ولا ننسى جغرافية منطقة "الخابور" التي تنفرد بخاصية أوجدت تعدداً في مصادر تغذيته، فهناك الروافد كنهر "جغجغ" ونهرا "جرجب" الكبير والصغير ونهر "زركان"، وأيضاً هناك الوديان والمسايل المنحدر أغلبها من جبلي "عبد العزيز" و"سنجار" كوادي ومسيل "العويج"- "وادي الرد"- "وادي أبو حامضة"- "وادي الميلبية"».
أما عن أهمية نهر "الخابور" التاريخية فيقول الباحث "عبد محمد البركو": «لعب نهر "الخابور" دوراً هاماً في حياة منطقة "الجزيرة السورية" لاستقطابه الإنسان الأول، كما ارتبطت عراقة منطقته بتاريخ منطقة ما بين النهرين، وحضارياً تشير مصادر التاريخ إلى أن الاستقرار البشري في منطقة "وادي الخابور" يعود للألف الثامن قبل الميلاد، وهناك اعتقاد بأن منطقة "الخابور" كانت من ضمن مملكة "سوبارتو" الواسعة والتي كانت تمتد من مدينة "عيلام" في "بلاد الرافدين" إلى جبال "طوروس" وذلك في الألف الثالث قبل الميلاد، وقد اشتهر "السوبارتيون" بالتجارة عبر نهر "الخابور" انطلاقا ًمن "تل حلف" الذي كان مرفأً تجارياً هاماً إلى مملكة "ماري" في "الفرات" الأوسط».
وأضاف: «كما أن "الجزيرة" وبفضل نهر "الخابور" بلغت أوج تطورها في العصر "العباسي" إذ نشطت فيها التجارة وكافة صنوف العمل والإبداع علمياً وأدبياً واقتصادياً، وقد ورد اسم نهر "الخابور" ومدنه في مؤلفات المؤرخين والرحالة العرب والأجانب ومنهم "ياقوت الحموي" الذي ذكر في كتابه "معجم البلدان": أن هناك بلداناً كثيرة غلب عليها اسم الخابور ونسبت إليه مثل: "قرقسياء" أي منطقة "البصيرة" حالياً– ماكسين أي منطقة "مركدة" حالياً – المجدل – عرابان أي منطقة "عجاجة" حالياً- طابان- سكير عباس أي منطقة "الشدادي" حالياً».
أما الجغرافي العربي المعروف "ابن حوق النصيبي" فقد رسم في مؤلفه "صورة الأرض" مجرى نهر "الخابور" ووضع عليه المدن التالية من الشمال إلى الجنوب: "رأس العين"– "العبيدية"– "الجحيشية"– "تنينير"– "طابان" – "عرابان"– "سكير عباس"، ورسم أيضاً بحيرة شرقي "الخابور" سماها بحيــرة "المنخرق" وهي بحيرة "الخاتونية" اليوم».
السيد "محمد محمود العلي" وهو من الذين جاوروا نهر "الخابور" لمدة طويلة قال: «منذ سنوات هَجَرنا "الخابور" رغم التصاقه بنا، كان المعين الذي أنبت الحقول والبساتين، رسمنا أجمل الذكريات على شطآنه، اليوم أصبحت أشجاره القليلة المتبقية يابسة بائسة خاوية العروش يلفها وشاح الحزن والكآبة بعد أن كانت ظلالنا الوفير من حرارة شمس الصيف الحارقة».