يعتمد أهالي الريف الحلبي في إعداد غذائهم ودوائهم على الكثير من النباتات البرية التي تنمو في البيئة المحيطة بهم، ومنها نبتة "الكاردي" التي تأنت نساء الريف في طريقة طبخها لأنها تعتبر من النباتات السامة ولكنها تحتوي على فوائد طبية جمة.
حول هذه النبتة ومواصفاتها التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2/2/2013 السيد "يوسف إبراهيم" (أستاذ في مادة الفلسفة) في "عفرين" ومن القلائل الذين يتناولون هذه النبتة مشيراً بالقول: «نبتة "الكاردي" البرية نبتة خضراء اللون ذات أوراق عريضة وسوق بيضاء تنمو خلال فترة أربعينية الشتاء في السهول والجبال وبين البيوت وضمن شقوق الصخور حيث تكون الرطوبة كبيرة وتتميز هذه النبتة بأنها شديدة السمية إذا تم تناولها وهي نيئة من قبل الإنسان والحيوان على حد سواء».
نبتة "الكاردي" البرية نبتة خضراء اللون ذات أوراق عريضة وسوق بيضاء تنمو خلال فترة أربعينية الشتاء في السهول والجبال وبين البيوت وضمن شقوق الصخور حيث تكون الرطوبة كبيرة وتتميز هذه النبتة بأنها شديدة السمية إذا تم تناولها وهي نيئة من قبل الإنسان والحيوان على حد سواء
أضاف: «قام الرعاة باكتشاف سميتها الشديدة على الصحة بطريقتهم الخاصة وذلك من خلال مراقبتهم المستمرة للماشية وهي ترعى في الجبال والسهول، فالأعشاب والنباتات التي تتناولها الماشية غير سامة وصالحة للاستخدام البشري سواء كغذاء أو كدواء، بينما تلك النباتات التي تبتعد عنها الماشية بعد شمها ودون أن تتناولها هي نبتات سامة.
بالنسبة لنبتة "الكاردي" فهي سامة جداً وإذا تناولها الإنسان نيئة فإنه يتعرض لمجموعة من الأعراض الخطيرة التي قد تؤدي إلى الوفاة، ومن هذه الأعراض تورم اللسان وبالتالي تلعثم الإنسان في النطق والكلام مع تقيحات وأورام شديدة الألم في الفم والبلعوم والمعدة.
ولكن على الرغم من سمية "الكاردي" فإنها دواء فعال في معالجة العديد من الأمراض وهي أيضاً من الوجبات الغذائية اللذيذة إذا تم طبخها بعناية، وهنا لا بد من الذكر بأن عدداً قليلاً من الناس لا يتناولون طبخات "الكاردي" بسبب سمعتها السيئة كأشد أنواع السموم وقدرتها على قتل الإنسان».
وحول استعمالاتها الدوائية ذكر: «يتناول الناس هذه النبتة كدواء فعال ومجرب بعد طبخها من قبل مختصات وخبيرات بها وذلك في معالجة العديد من الأمراض، فهو طارد للديدان المعوية ومطهر للأمعاء والمعدة من خلال فعاليتها الكبيرة في قتل الجراثيم والطفيليات الموجودة فيهما، كما يستعملها العديد من الناس لكونها من الأدوية الفعالة في علاج مرض البواسير الشرجية.
ومن أهم استعمالاتها الطبية على الإطلاق فعاليتها القصوى في إطالة عمر الشخص المصاب بالسرطان وليس معالجته، فهناك الكثير ممن نعرفهم من المصابين بهذا المرض قاموا بتناول "الكاردي" وقد استفادوا كثيراً، وعلى مرضى السرطان إما غلي ساق النبتة الأبيض وشرب مائه أو بتناول حبات بذوره الصفراء التي هي بحجم حبات الحمص وذلك بوضعها ضمن قطعة صغيرة من المحارم الورقية وبلعها كالحبة العادية تماماً.
وللحصول على بذور نبتة "الكادري" على الشخص أن ينتظر فصل الصيف حتى تجف أوراق النبتة ويبقى في قمة ساقها الصلب عنقود من البذور يشبه الذرة تماماً في الشكل واللون».
وحول الطبخات التي تدخل "الكاردي" في إعدادها تحدثت السيدة "خديجة إبراهيم" من "جنديرس" بالقول: «هناك طبختان رئيسيتان تدخل نبتة "الكاردي" في إعدادهما هي: "مرقة الكاردي" و"الكاردي المقلي".
بالنسبة للطبخة الأولى يتم إعدادها بغسل الأوراق الخضراء الطرية والطازجة والتي تم قطعها للتو ومن ثم فرمها بالسكين، ولكن يجب على السيدة خلال عملية الفرم أن تلبس قفازات نايلون لمنع تسرب السم لليدين ومن ثم البدء بعملية تخلصيها من السمية من خلال تقطيع بصلة ووضعها في طنجرة تحتوي على زيت زيتون وفير ووضع الطنجرة على النار الهادئة بعد إضافة أوراق "الكاردي" المفرومة إليها وذلك لمدة لا تقل عن ساعة كاملة، بعدها يضاف السميد أو العدس /حسب الرغبة/ وكمية مناسبة من الحمض /ماء السماق أو ملح الليمون/ والثوم والفليفلة الحمراء المطحونة والملح وتركها على النار لمدة ربع ساعة أخرى ليتم تناولها بعد أن تخلصت من السمية.
أما "الكاردي المقلي" فيتم طبخها باتباع نفس الخطوات السابقة من حيث فرم الأوراق باستعمال قفازات اليد ومن ثم فرم بصلة ووضعها في طنجرة تحوي زيت الزيتون وفير لمدة ساعة لتخليصها من السمية، ومن ثم إضافة الملح والفليفلة الحمراء المطحونة وقليل من ملح الليمون أو عصير الليمون لتصبح جاهزة للأكل».