تجمع الأطفال في دار واحدة، ليبدؤوا لعبة الحظ التي ترسم على وجوههم علامات الفرحة والبهجة، حيث تعلو أصواتهم وتملأ المكان معلنين روح التحدي والمنافسة فيما بينهم، لتنتهي اللعبة برابح واحد.

إنها لعبة "الأيادي العشرة" التي تمارس بشكل كبير بين الأطفال في "القامشلي"، متناسين برد الشتاء.

أيّة لعبة نلعبها يكون الطعم الأجمل هي متابعة والدينا وأهلنا لنا، ومن ألعابنا المفضّلة في هذا الفصل فصل البرودة والأمطار هي لعبة "الأيادي العشرة" واللعبة يسيطر عليها الحظ بدرجة كبيرة، والكل يرغب بالانتصار ليتوّج أمام المتابعين وتحت التصفيق الحار كنوع من التكريم، وأحياناً كثيرة يكون اللعب عند المساء ليجتمع أكبر عدد من المتنافسين ومن المتابعين

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 10/1/2013 حضرت إحدى جلسات الأطفال في مدينة "القامشلي" وهم يلعبون لعبة "الأيادي العشرة" متحدين ببراءتهم بعضهم بعضاً أمام أنظار أولياء أمورهم ومتابعيهم، وكانت بداية اللقاء مع الطفلة "سيما العبد الله" التي تحدّثت عن اللعبة بالقول: «أيّة لعبة نلعبها يكون الطعم الأجمل هي متابعة والدينا وأهلنا لنا، ومن ألعابنا المفضّلة في هذا الفصل فصل البرودة والأمطار هي لعبة "الأيادي العشرة" واللعبة يسيطر عليها الحظ بدرجة كبيرة، والكل يرغب بالانتصار ليتوّج أمام المتابعين وتحت التصفيق الحار كنوع من التكريم، وأحياناً كثيرة يكون اللعب عند المساء ليجتمع أكبر عدد من المتنافسين ومن المتابعين».

نور بجانب شقيقها عمار

أمّا الطفل "عمّار العبد الله" فتحدّث عن مشاركته في اللعبة أمام منافسيه من إخوته وأولاد عمومته بالقول: «في هذه الأيّام من السنة نجتمع جميع أطفال العائلة بين الحين والآخر إما في منزلنا أو في منزل أحد أقاربنا، وعلى الأغلب مع نهاية كل أسبوع أي يوم الخميس، ويكون التحضير جيداً من قبل كبار السن وتحديداً المتنافسين لأنه لا يجوز أكثر من خمسة لاعبين، وهنا تكون القرعة حاضرة بهذه الحالة عندما يتجاوز العدد المسموح ويكون لأول خمسة متنافسين، وقد تكون هناك أكثر من مجموعة».

يضيف: «ويحاول الأهل قدر الإمكان رسم كل عناوين المتعة والفرح والضحك على أجواء اللعبة، وأحياناً كثيرة يجهّزون الحلوى والمقبلات والمكسرات بعد بنهاية المباريات، وتكريماً وتشجيعاً للحاصل على المركز الأول تكون حصته أكثر بقليل، والخاسر تكون له حصّة ولكنهم يحاولون أن يؤخروه بعض الوقت كعقوبة أدبية ممتعة نستمتع بها، وفي هذه الأجواء تكثر المعاني الجميلة بيننا، ونطلب من الأهل عدم معاقبة الخاسر، وأيضاً نطلب تصفيقاً جماعياً للكل».

الأطفال يفرشون الأيادي للعد

وكان لأحد المتابعين السيّد "عبد الرحيم العبد الله" حديث عن فرحته برؤية أطفاله المستمتعين بممارسة اللعبة مشيراً بالقول: «اللوحة التي يرسمها أطفالنا في هذه الجلسة كلها براءة وجمال، وفيها كل عناوين المتعة والبهجة لنا ولهم، ولذلك يصرون على تواجدنا بينهم في كل لعبة يلعبونها، والأكثر من ذلك يرغبون في جمع اكبر عدد من المتابعين، فيصرون على أجدادهم الكبار في السن للتواجد أيضاً، ويكون الإلحاح من قبل الأطفال على أن يشرف أجدادهم على اللعبة والمكافأة والعقوبة، ويرضون بحكهم في القرارات والمخالفات التي قد تحصل في اللعبة، وما إن يطرق بابنا زوّار من خارج مدينة "القامشلي" حتّى يبدأ أطفالنا بمخاطبتنا ومناشدتنا للذهاب إلى بيت كبير السن (الجد)، ليلعبوا لعبتهم المفضلة في الشتاء بمشاركة أطفال الضيوف، وأحياناً كثيرة يعلنون المنافسة بين أطفال "القامشلي" ويحددون اسم الفريق الآخر باسم مكان إقامة الأطفال الزوّار».

الطفلة "نور العبد الله" شرحت فنون اللعبة بالقول: «اللعبة يجب أن يتواجد فيها خمسة أطفال، ويجلسون على شكل دائري بجانب بعضهم، وتوضع جميع الأيادي فوق بعضها بعضاً وأحدهم يكون الناطق بالعد، ويأمر الناطق بفرشها على الأرض، وكل طفل يفرش كلتا يديه أمامه، ويبدأ الناطق بسرد الكلمات التالية: (كان عصفور عالشجرة، عم يعد للعشرة) ويحرك الناطق أصبعه على جميع الأيادي، وبعد أن يسرد الكلمات السابقة يبدأ بالعد من الرقم واحد وحتى الرقم عشرة، والذي يصل الرقم عشرة إليه يكون الرابح الأول، وهكذا حتّى الوصول للشخص الأخير ويكون هو الخاسر، علماً أن الدوران في كل مرّة يكون بشكل مخالف، وهذه الكلمات تعلمناها في المدرسة وهناك من يجعلها بشكل غناء باللغة الكردية وأيضاً يكون هناك عد للأرقام حتّى الرقم عشرة».