سواء أكان البيت في دير الزور كبيراً أم صغيراً، مستأجراً أم ملك لساكنه، له ما يميزه من غيره من البيوت في باقي المحافظات، ولعل أغرب هذه الميزات كثرة وتنوع الأسماء التي أطلقها أبناء الفرات على هذه البيوت.

تقول الحاجة "شمسة التمر" من سكان حي "الموظفين" لمدونة وطن eSyria بتاريخ 9/11/2012: «يطلق على بيتنا اسم "الأزج" وذلك لكون الفترة التي استغرقها في البناء طويلة، بينما يطلق على بيت جيراننا اسم "البراز" بفتح الباء وهو بيت صغير لكون ساكنيه عروسين جديدين، وهذه العادة قديمة في المحافظة حيث يقوم الأهل بترك العروسين يختليان فيه منذ الليلة الأولى إلى مدة أسبوع، وهذه العادة ما زالت قائمة لدى أبناء الفرات ولا سيما في ريف المحافظة، في حين يطلق على اسم أحد بيوت القرية "الجوسق" كناية على أنه يشبه القصر أو الحصن لكونه بيتاً كبيراً».

هناك أسماء أخرى أطلقها الفراتيون على البيت مثل "الكوخ والخيمة والبناية والعقار" كما أن الأمثلة الشعبية التي قيلت عن البيت كثيرة ومنها: "بيت السبع ما يخلو من العظام"، و"بيت السكافي ما يخلو من الرقع"، و"يا جاري أنت بدارك وأنا بداري"، و"بيت الضيق يسع ألف صديق"

أما الباحث التاريخي "عواد العلي" فقال: «لا شيء في الدنيا عند الفراتيين أغلى وأثمن من منازلهم، فالبيت هو الوطن الصغير والأصل والأمل، ومن أبرز المسميات التي أطلقت على البيت هي: "الوطن" فهو المكان الذي يؤويك ويحميك من التشرد، وكذلك نطلق على المنازل أسماء "المغاني" وهو جمع مغنى أي المنزل، و"النزل" من النزول وهو الحلول والنزول بمعناه والنزيل أي "الضيف"، و"العرصة" وهي تصغير عن "دويرة" أي البيت الصغير.

أما "الفناء" فهو سعة أمام الدار وقارعة الدار ومساحتها، و"القريعة" من أقرع المسافر إذا دنا من داره، و"الرامة" أي "ريم" وهو المكان إذا أقام فيه، و"الربع" ربع المكان أي اطمئن وأقام .

و"المعرس" أي البيت الذي تم فيه إقامة عرس ويتفرع منه الهوة والمخدع، وهناك "الخص" وهو ما كان من شجر أو قصب أو حجر وسمي خصاً لما فيه من الخصائص وهي التفاريج الضيقة».

ويضيف الباحث: «كثيرة هي الأسماء التي أطلقت على البيت ومنها أيضاً "القشع" وهو بيت من جلود الإبل، و"المِضرب" بكسر الميم وهو بيت الشعر الكبير المثابة لأنه مرجع للناس، و"المخدع" أي البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير، و"الحجلة" بضم الحاء وهو بيت مثل القبة يستر بالثياب أو الصوف، و"الخربوش" بيت صغير من قطع نسيج مختلفة، و"السرداق" كل ما أحاط بشيء من حائط أو مضرب أو خباء ويطلق على الخيمة الكبيرة، و"النخروب" وهو بيت من الخرق، و"الصفة" وهي شبه البهو الواسع الطويل المظلل وهي مأوى الفقراء، و"الحجرة" أي البيت ذو الغرفة الواحدة، و"الصيوان" هي الخيمة المزخرفة، و"الخباء" ويكون من وبر أو صوف أو شعر وعلى عمودين أو ثلاثة وما فوق ذلك فهو بيت، ثم "الباءة والمباءة" أي منزل القوم وهي في الأصل موطن القوم للابل حيث تناخ، ومنزل الغنم الذي تأوي إليه».

ويقول الشاب "أحمد العباد" /من سكان حي الحميدية/ عن البيت الديري: «هناك أسماء أخرى أطلقها الفراتيون على البيت مثل "الكوخ والخيمة والبناية والعقار" كما أن الأمثلة الشعبية التي قيلت عن البيت كثيرة ومنها: "بيت السبع ما يخلو من العظام"، و"بيت السكافي ما يخلو من الرقع"، و"يا جاري أنت بدارك وأنا بداري"، و"بيت الضيق يسع ألف صديق"».