على الطرف الجنوبي من تلة "حي القلعة" بـ"اللاذقية" يطل مسجد "المغربي" على مدينة "اللاذقية" بأكملها، تسحر أنواره كل القادمين والناظرين إلى تلك التلة العريقة.

مدونة وطن eSyria زارت المسجد يوم الأربعاء الموافق لـ8/10/2008 للاطلاع على ما يجعل هذا الصرح منارة بارزة على رأس الجبل الصغير، حيث التقت إمام المسجد الأستاذ الشيخ "أحمد جبيرو" الذي شرح بدوره سبب تسمية هذا المسجد بهذا الاسم وسنة إنشائه، وأيضاً تحدث عن النشاطات التعليمية والتدريسية المقامة فيه، فقال: «يتميز الجامع بحفاظه على الطراز الذي بني عليه دون أي إضافات تذكر، وله مدخلان المدخل الرئيسي غربي وفي مقدمته سلّم حجرية مكون من "82" درجة يتخللها ثلاث استراحات ينتهي بالباب الرئيسي وهو باب خشبي كبير يعلوه قوس حجري، وعلى مدى سنوات وجودي فيه لمست الأعداد الكبيرة للسياح والباحثين الذين أتوا لزيارة هذا المسجد بحجارته الجميلة والتي تبدو اليوم وكأنها بنيت للتو، صحنه الكبير الواسع يستقطب الكثير من الدعوات العلمية الدينية التي تناقش فيها أمور الدين والدنيا».

يتميز الجامع بحفاظه على الطراز الذي بني عليه دون أي إضافات تذكر، وله مدخلان المدخل الرئيسي غربي وفي مقدمته سلّم حجرية مكون من "82" درجة يتخللها ثلاث استراحات ينتهي بالباب الرئيسي وهو باب خشبي كبير يعلوه قوس حجري، وعلى مدى سنوات وجودي فيه لمست الأعداد الكبيرة للسياح والباحثين الذين أتوا لزيارة هذا المسجد بحجارته الجميلة والتي تبدو اليوم وكأنها بنيت للتو، صحنه الكبير الواسع يستقطب الكثير من الدعوات العلمية الدينية التي تناقش فيها أمور الدين والدنيا

وتابع الشيخ "جبيرو": «تقام في داخل المسجد دروس العلم والفقه وتعليم القرآن من خلال معهد "الأسد"، وأيضاً يحتضن المسجد في طرفه الأيمن على ضريحين لرجلين صالحين أحدهما "العارف بالله محمد المغربي" وإلى قربه تلميذه "أحمد الحلبي"، وقد ورد عن قصة مجيء "محمد المغربي" إلى "اللاذقية" وهو المغربي الجنسية، حيث أتى من مكة المكرمة ليعيش بعض أيامه فيها وينشر دين الله في هذه البلدة، حيث عاش فيها حوالي العشرين عاماً ومن ثم توفي ليتكفل تلميذه "الحلبي" ببناء مسجد تعاون عليه كل أهالي "اللاذقية" حينها ليصبح درة منيرة ومنارة للقاصدين».

جامع المغربي

في حين ذكر الباحث الأثري "جمال حيدر" في كتابه عن "اللاذقية" وأهم المعالم الأثرية والتاريخية "جامع المغربي" حيث قال: «يعد هذا الجامع من أجمل جوامع "اللاذقية" عمارة وزخرفة، حيث له ثلاثة مداخل وصحن يبدو كساحة مكشوفة مستطيلة الشكل في وسطها بركة قليلة العمق، وقد كان الماء ينصب فيها من فتحة في جدار الصحن الشرقي لتصل بين البركة والناعورة التي كانت فيما مضى موجودة شرق الجامع ومكانها اليوم مقبرة واسعة، أما حرم الجامع والذي هو عبارة عن قاعة كبيرة مربعة الشكل تعلوها قبة دائرية متوضعة على اثني عشر ضلعاً، في حين بدت المئذنة فيتم الوصول إليها عبر درج حلزوني وهي مؤلفة من اثني عشر ضلعاً يحيط بها طوق حجري مزخرف».

المسجد الذي أصبح مقصد الزوار الآتين للتبارك بخير أعمال الشيخين الجليلين الراقدين داخل المسجد القديم، كان منذ زمن بعيد نقطة علام للإذن بالإفطار أيام رمضان في ظل عدم وجود الوسائل الموجودة اليوم إذ كان أعلاه ظاهراً على اغلب اللاذقية ومناطقها، حيث يعتمد الناس على إنارته أو رفع راية بيضاء اللون عليه.

المئذنة

والجدير بالذكر أن داخل المسجد وبالذات في الرقعة الصغيرة من مكان مرقد الصالحين، هناك نسختان للقرآن الكريم مكتوبتان بخط اليد وإحداهما مكتوبة بماء الذهب الخالص، بالإضافة إلى عصا تم العثور عليها بالمسجد منذ زمن بعيد يعتقد أنها لأحد الصالحين.

الجامع من الداخل