نبتةٌ برية اشتهرت بطرق طهوها المختلفة وطعمتها الشهية ونموها في مختلف الفصول السنوية، تنتشر على نطاق واسع في جبال الساحل السوري وخصوصاً بالقرب من موارد المياه.

إنها نبتة "القطيفة" نبات ينتشر بكثرة في محافظة "اللاذقية" وريفها، "مدونة وطن - eSyria" التقت السيدة "سلمى أحمد غريب" وهي واحدة من أشهر النساء اللواتي يقمن بطهو هذه النبتة في قرية "القرندح"، والتي تحدثت عنها بالقول: «تعتبر من المأكولات القديمة والقديمة جداً في الساحل السوري وهي من المأكولات التراثية حيث ورثناها أباً عن جد، فكثيراً ما أمضى أجدادنا وجداتنا ساعات وساعات بحثاً عنها في البراري ورووا عن تلك الرحلات الكثير من القصص والروايات وغنوا الأغنيات، ومما غنوه: "لاطلع عالجبل واقطف قطيفة\ واترك ابن عمي ونقي عكيفي\ ويالله ياولد تنروح خطيفة\ ورضاوة أهلي عمرا ماتكونا"».

هي من الطبخات السهلة وخفيفة جداً على المعدة وتساهم في استقرارها ومرونتها، وعملية صناعتها سهلة وكبار السن يحبونها كثيراً ويفضلونها على الكثير من المأكولات الأخرى الحديثة، فبعض الأصدقاء يأتون إلينا خصيصاً لتناولها ويشترطون علينا قبل قدومهم أن يتم طهوها لهم

أما عن طرق طهوها فتضيف بالقول: «طرق طهوها متنوعة ومختلفة وسهلة في آن معاً، فهي تطهى وحدها مع الزيت والثوم (حمس)، ويصنع بواسطتها الكبيبات بالقطيفة وتطهى بنفس طريقة الكبيبات العادية (الكبيبات بالسلق) ولا يغير فيها شيء سوى أننا نستخدم القطيفة بدل السلق، بالإضافة إلى أنه يصنع بواسطتها أيضاً الفطائر بالقطيفة والترموسة.

نبتة "القطيفة"

طعمها قريب من السلق لكنها شهية أكثر بكثير، فنفس الطبخات التي يتم صناعتها بالسلق تصنع بالقطيفة ويضاف اليها "العجة"،

طبعاً تحتاج قبل سلقها إلى تنظيف وغسل بشكل جيد نظراً لكونها تنمو في البرية وفي مناطق مختلفة، ومن ثم يتم سلقها بوعاء مغلق بإحكام على نار هادئة لكي تبقى محافظة على بخارها، ومن ثم أحمسها بالزيت مع البيض والثوم والبصل حتى تصبح جاهزة لكي يتناولها أفراد الاسرة ففيها نكهة الطبيعة ورائحتها».

نبات "القطيفة"

وتضيف السيدة "سلمى": «هي من الطبخات السهلة وخفيفة جداً على المعدة وتساهم في استقرارها ومرونتها، وعملية صناعتها سهلة وكبار السن يحبونها كثيراً ويفضلونها على الكثير من المأكولات الأخرى الحديثة، فبعض الأصدقاء يأتون إلينا خصيصاً لتناولها ويشترطون علينا قبل قدومهم أن يتم طهوها لهم».

تعتبر "القطيفة" من المأكولات غير المعروفة بالنسبة للأجيال الجديدة وقد يجهلها الكثيرون في حين يستلذ بطعمها كبار السن ويعتبرونها من أشهى المأكولات، هذا ما ذكره السيد "مشهور عيسى" من أهالي القرية بالقول: «هي من الأكلات المشهورة في بلدتنا، ومعروفة منذ أكثر من \60\ عاماً تقريباً، لكنها حالياً لم تعد متداولة وقلائل من يعرفونها أو يعرفون أن هذه النبتة يمكن أكلها، قد يمر الكثيرون بجانبها دون أن يعرفوا ما اسمها حتى، لكن القدماء يعرفونها جيداً ولا يوجد رجل من أبناء جيلي ليس له قصص معها حيث كنا نخرج إلى البرية على شكل مجموعات لجمعها.

آكلة "الكبيبات"

عموماً هي تنمو في مختلف الأماكن الريفية لكن لا تنمو بشكل كبير إلا بالقرب من الموارد المائية وفي الأراضي القريبة من المنازل، وخصوصاً التي تزرع بالخضراوات وتحظى بسقاية كافية».

المهندسة الزراعية "سوسن أحمد" تحدثت عن القطيفة بالقول: «هي نبتة برية تنمو وتكبر بفعل الطبيعة لكن كلما توافرت لها المياه ازداد نموها أكثر، حتى إنها تصل في بعض المراحل بالحجم إلى حجم ورق "السلق" وفي الارتفاع إلى ارتفاع "الملوخية".

لا يوجد معلومات علمية دقيقة حولها أو أبحاث عنها حتى إنها قليلة الشهرة وينمو إلى جانبها في الطبيعة الخبيزة والهندباء، ولكن شكلها يختلف عنهما.

عملية قطافها تشبه عملية قطاف أوراق التبغ حيث تقطف الأوراق فقط مع الحفاظ على الساق لكي تنمو مجدداً، وإذا تأخرت عملية القطاف فانه يتشكل في أعلاها ما يشبه "عرنوس الذرة" ويكون مملوءاً بالبذار وتصبح أكثر قسوةً وتصبح يابسة تدريجياً، في حين ينتشر البذار في الأرض وتعود لتنمو مرةً أخرى من جديد.

يقال إنها من المأكولات الخفيفة على المعدة وتساهم في استقرارها وراحتها، لكن لا يوجد رأي علمي دقيق في هذا الخصوص وإنما هذه رواية الأهالي الذين لا يأكلونها دون طهو ويقولون إنها مضرة إذا أكلت خضراء نيئة».