لم يكن يعلم الكثير عن المسرح لكنه وجد ضالته في إعلان طرقي لدورة تدريبية كانت خطوته الأولى للعبور نحو الخشبة.
إنه الفنان الشاب "وعد زيدان" الذي التقاه موقع eSyria يوم الاثنين 19/12/2011 وأجرى معه حديثاً مطولاً عن تجربته المسرحية منذ بداياتها حيث قال: «أنحدر من أسرة متواضعة والدي يهوى العزف على العود وبالتالي كان يحترم الفن، ولم يكن يعارض أن أعمل في المسرح هذا الأمر كان عاملا مساعداً لي في البداية، إضافةً إلى دراستي في مدرسة تهتم بالمهرجانات والاحتفالات وبالتالي لديها العديد من النشاطات الثقافية التي أستطيع من خلالها إبراز طاقاتي.
واثق من نفسه على الخشبة ويواجه الجمهور باقتدار، متمكن من الأدوار التي توكل إليه، يعمل على ترك بصمة خاصة في مجال المسرح ويستطيع الفصل بين حياته الشخصية وحياته المسرحية وهو مؤمن بأن المسرح قيمة عليا لذلك يحترمه ويعطيه أفضل ما لديه
لم تكن المدرسة بالنسبة لي مكاناً للتعليم فقط وإنما كانت فسحة للهوايات وإظهار ما لدي، حيث وفرت لي المشاركة بلوحة جماعية في افتتاح مهرجان المحبة شعرت خلالها بأنني مهم وبأن الناس تصفق لي ولما قدمته، هذه المشاركة شكلت بذور تكون الرغبة لدي بأن أكون فاعلاً في الحدث لا أن أكون متفرجاً أقرأ عنه في الصحف والمجلات».
ويضيف "زيدان": «بداية الاتجاه الفعلي نحو المسرح جاءت في الصف الثاني الثانوي عندما أتانا مخرج من اتحاد شبيبة الثورة وطلب ممن يرغبون بالعمل في مجال المسرح أن يقدموا لوحة صغيرة أمامه كنوع من التجربة، وعلى الفور هيأت نفسي وقدمت لوحةً بطريقة درامية أعجب بها المخرج وقال لي على الفور أنت ستكون ضمن صفوفنا.
في اليوم الثاني دعيت إلى مكان التدريب وتم تحضيري للمشاركة في عمل مسرحي بعنوان "كيف تصعد دون أن تقع؟" للكاتب "وليد إخلاصي"، لعبت دور المتسلق في المسرحية وقدمت أفضل ما لدي، حتى إنني كنت أذهب أحياناً دون علم أهلي.
بعد انتهاء التحضيرات تم عرض المسرحية في اللاذقية وانتقلنا بعدها للمشاركة بمهرجان "دمشق" المسرحي، حقيقة لم نحصل على أي مركز في المهرجان ما دفعني للبكاء، كنت مهتماً بالموضوع بدرجة كبيرة وبقيت حزيناً حتى وزعت علينا إدارة المهرجان هدية لكوننا مشاركين وهي عبارة عن قاموس لغة وكتاب لـ"جبران خليل جبران" كانت سعادتي كبيرة بالحصول على هذه الهدية».
لم يكن "وعد" يعلم الكثير عن المسرح لكنه وجد ضالته في إعلان طرقي عن إقامة دورة تدريبية مسرحية، وعن ذلك يحدثنا قائلاً: «بعد أن اجتزت المرحلة الثانوية كان لدي رغبة كبيرة باحتراف العمل المسرحي لكن الأبواب لم تكن مفتوحة في وجهي، وعن طريق المصادفة وجدت إعلاناً طرقياً عن دورة تدريبية في مجال المسرح تحت إشراف أكاديميين ومختصين، وعلى الفور اتصلت بالمعهد وطلبت الانتساب إليه، فيما بعد أصبحت ثاني أو ثالث أقدم طالب في المعهد.
في المعهد حصلت على ما كنت أبحث عنه حيث كان مديره المخرج "لؤي شانا" يشركنا في مسرحياته ويعلمنا كيفية التواصل مع الجمهور، وقدم لنا بذلك فائدة التعرف على أجواء الخشبة عملياً وليس نظرياً فقط».
أول حضور حقيقي للفنان الشاب "وعد زيدان" كان عبر مسرحية "شمس الأطفال"، أما الحضور الأهم فكان بعد المشاركة في ورشة عمل مع فرقة "أسترا غالي" الإيطالية حيث قدم "زيدان" لوحة خلال مسرحية "هدايا الحرب" مع الفرقة الإيطالية، وكانت اللوحة تحاكي حرب لبنان والاجتياح الصهيوني للجنوب.
في العام \2008\ شكل "وعد" مع زميله "أيهم درويش" فرقة "شباب شغف المسرحي" وعن هذه التجربة يحدثنا "زيدان" بالقول: «إنها تجربة هامة جداً لقد صنعت التغيير في حياتي المسرحية فهي مختلفة عن بقية التجارب، فهي تعتمد على المسرح التجريبي وتتطلب مني مجهودا مضاعفاً.
كنت قلقاً جداً عند تقديم اول عرض لي مع فرقة "شباب شغف" لكن هذا القلق كان قلقاً إيجابياً نظراً لعدم وجود الناصح أو الشخص الخبير الذي نستعين به.
لا أخفي أنني بعد تجربتي مع الفرقة اكتشفت أشياء فيّ لم أكن أعلمها سابقاً وأصبحت قادرا على العطاء بشكل أكبر».
"زيدان" يطالب وزارة الثقافة بتغيير الآليات وفسح المجال أمام المواهب الشابة ويقول في ذلك: «على الوزارة التعاطي بأسلوب أكثر جدية مع المواهب الشابة والأفكار التي يحملها الشباب، خصوصاً عندما يقدمون نصوصاً جديدة من تأليفهم وليست كتلك التي يأتي بها البعض من مسرحيات عالمية ويجري بعض التعديلات عليها.
من الضروري أن تضع الوزارة خطة عمل متكاملة تخدم الأجيال الشابة تفتح خلاله المراكز والدور الثقافية أمامهم ليقدموا ما لديهم للجمهور وهو من يحكم على نجاح تجاربهم أو فشلها».
صديق "وعد" ورفيق دربه الفنان الشاب "أيهم درويش" تحدث لموقعنا عنه قائلاً: «"وعد" إنسان خلوق على الصعيد الشخصي وقد حمل أخلاقه معه إلى عالم المسرح، فهو يعمل بإخلاص ويسعى لتقديم أفضل ما لديه حتى لو كان العمل المطلوب منه عبارة عن اسكيتش لا يتجاوز الدقيقة.
لديه قدرة كبيرة على التحول من حالة الحزن إلى الفرح وكذلك العكس، ويستطيع تقديم أصعب الأدوار على الخشبة.
بالنسبة لي هو مكسب حقيقي واستمراره في العمل المسرحي سيثبت للكثيرين أنه قادر على تقديم أسلوب خاص ومختلف في مجال العمل المسرحي».
فيما تقول "ريتا دالي" وهي من المتابعين لمسيرة "وعد": «واثق من نفسه على الخشبة ويواجه الجمهور باقتدار، متمكن من الأدوار التي توكل إليه، يعمل على ترك بصمة خاصة في مجال المسرح ويستطيع الفصل بين حياته الشخصية وحياته المسرحية وهو مؤمن بأن المسرح قيمة عليا لذلك يحترمه ويعطيه أفضل ما لديه».
يذكر أن الفنان الشاب "وعد زيدان" شارك في العديد من العروض المسرحية "يمين يسار، فيتو، عربي افرنجي، هدايا الحرب، سوبر ماركت ........ إلخ" إضافةً إلى مشاركة بسيطة في مسرحة "حمام بغدادي" التي أخرجها الدكتور "جواد الأسدي".