ما زال القاص الفلسطيني يسرد ألامه وأوجاعه في قصصه التي يفردها من مخيلته وواقعه المأساوي الذي يعيشه داخل وطنه وخارجه، وهذا ما تحدث عنه القاص "أحمد جميل الحسن" في قصته التي رواها في المركز الثقافي بكفر سوسة والتي حملت عنوان "الحب في زمن القهر".
موقع "eDamascus" وبتاريخ 21/11/2011 الساعة السابعة مساءً، كان له فرصة سماع هذه القصة بالمركز الثقافي بـ "كفر سوسة"، هذه القصة التي أثارت الجدل بين الحضور بسبب السوداوية والمأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، والمفاضلة ما بين حب الوطن والتضحية في سبيله وبين الحب للحبيبة.
لقد أثار القاص "أحمد جميل الحسن" شجوننا بهذه القصة المؤلمة والتضحية التي قدمها "سعيد" بطل القصة بتضحيته وتخليه عن حب "نسرين" محبوبته من أجل الوطن، وأشكر القاص على هذه القصة المتقنة والمحكمة بعناية فائقة
يقول الأستاذ "عبد الرزاق عيد" وهو كاتب وأديب مبدٍ إعجابه بالقصة: «لقد أثار القاص "أحمد جميل الحسن" شجوننا بهذه القصة المؤلمة والتضحية التي قدمها "سعيد" بطل القصة بتضحيته وتخليه عن حب "نسرين" محبوبته من أجل الوطن، وأشكر القاص على هذه القصة المتقنة والمحكمة بعناية فائقة».
ويؤكد الكاتب الناقد "عدنان كنفاني" على أهمية القصة التي تحمل معاني سامية ونبيلة وإنجاز محكم من قبل القاص بذكر الزمان والمكان والحادثة التي وقعت بتفاصيلها الدقيقة لإيصال حقيقة الحدث بطريقة مشوقة وجذابة للقارئ وهذه مهمة القاص التي تقع على عاتقه إنجازها بطريقة صحيحة دون الخلل بشروط القصة».
وعن تفاصيل قصة "الحب في زمن القهر" حدثنا القاص "أحمد جميل الحسن" عنها قائلاً: «"سعيد" الذي هو بطل القصة يحاول جاهداً أن يلملم أفكاره المشتتة وتسرح مخيلته بتلك اللحظات التي كانت تجمعه بحبيبته "نسرين"، فهي تعني له الكثير، لم ينس أنها كانت تدثره برداء دافئ من الحنان عندما كانت تضيق به الدنيا ولا يجد سوى الكبت والسوداوية تطبق على كيانه المقهور، يحس بلمس أصابعها تزحف بخجل على خده، تمسد بكفها الطرية شعر لحيته الكثة المهملة يشعر جراءها بسعادة غامرة تجتث حزنه للحظات».
ويضيف "الحسن" عن الحادثة التي جعلت "سعيد" يفجر ما بداخله ليلتحق بالمقاومة: « عندما كان "سعيد" يحمل "براءة" ابنة الثلاثة أعوام مضرجة بدمائها وصرخة هلع وخوف ارتسمت على ثغرها، أحسّ بأن الدم في عروقه يلهب كيانه وأن شرايينه ستتفجر غيظاً وقهراً، قتلوا "براءة" التي كانت تقف على باب بيتها تسترق لحظة من الطفولة المحاصرة لتلعب، وعندما تراه يتهلل وجهها بالفرحة وتناديه : (عمّو سعيد بدّي حصان خشب)، كان نقوط أمه لأمها عندما أنجبتها سريراً من خشب الزّان صنعه خصيصاً لها، صرخ بصوت مجلجل : (تباً لك يا سعيد، كيف كنت مغيباً طيلة هذا الوقت، تباً لك يا أبي كيف كنت تحاول إقناعي بأن هؤلاء القتلة يحبون الحياة)، ناول رجل الإسعاف الصغيرة، وعدا سريعاً تحت وابل من الرصاص والقذائف نحو الأزقة الضيقة المعتمة».
الجدير بالذكر إن الأقصوصة أو القصة القصيرة هي جنس أدبي، وهو عبارة عن سرد حكائي نثري أقصر من الرواية، وتهدف إلى تقديم حدث وحيد غالباً ضمن مدة زمنية قصيرة ومكان محدود غالباً، لتعبر عن موقف أو جانب من جوانب الحياة.
والجدير بالذكر إيضاً، "أحمد جميل الحسن" من مواليد عام 1957 وهو عضو اتحاد الكتاب الصحفيين الفلسطينيين، وعضو اتحاد الصحفيين العرب، وقد فاز بجائزة اتحاد الكتاب العرب في القصة القصيرة (الجائزة الأولى عن ريف دمشق) عام 2003، وفاز بجائزة "الزباء" في القصة القصيرة (الجائزة الثانية) عام 2004.
من أعماله: آيا فيلا (رواية) - انكفاء (مجموعة قصص قصيرة) - الزواج والموت في الأغنية الشعبية الفلسطينيّة (دراسة)..
ومن أعماله المنشورة "غيوم في نهار حار، ظمأ، المقايضة، أم إبراهيم تخيط كفنها، بلا وصايا، في زمن القهر، الأصدقاء في الملعب، صرخة، الحزينة، ندم، عبير تبحث عن دميتها، الكلاب، نكوص، أحلام سكرى، توق إلى...، المنعطف".