استضافت مديرية ثقافة حلب بتاريخ 14/11/2011 أمسية موسيقية قدمتها فرقة حلب بقيادة عازف العود الأستاذ القدير "محمد قدري دلال" بعنوان «تواصل»، وقد قدمت الفرقة عدداً من المقطوعات والأغاني التراثية والطربية الخاصة بمدينة حلب من قدود وموشحات.

ضمّت الأمسية مجموعة من الأغاني التراثية من أزمنة مختلفة ولكن بنكهة تراثية موحّدة، عن ذلك يقول الأستاذ "محمد قدري دلال": «لقد اخترنا اسم "تواصل" عنواناً لأمسيتنا أيضاً لأننا نصل بما نقدّمه القديم بالوسيط والجديد، حيث انتقينا أعمالاً لحنية منها ما صنع منذ مئات السنين وأخرى من أربعينيات القرن العشرين وصولاً إلى سبعينياته، لهذا فنحن نقّدم لروّاد "مديرية الثقافة" ما أجمع على جماله لاستمراره ، إذ تناقلته أجيال متعاقبة.

هو دار للأوبرا حقاً، لأناقته وجماله ولجدية القائمين عليه رعايةً وصوناً وزواره ذوي الذوق الرفيع، وإنه يحق لكل من يقدّم على خشبته عملاً فنياً أن يفخر به حيث ستكون انطلاقته من على منبر هذا الصرح إلى النجومية

وقد امتازت الأمسية بتنوّع الأداء للمغنين المشاركين، فبوجود أربعة مغنين لا بدّ أن يستسيغ السامع أحدهم فيتحقق لأمسية التميّز، إذا شارك فيها الأستاذ "محمد سراج" وكل من المغنين "محمد أيوب، عبد الكريم جليلاتي، وليد بادنجكي ومحمود دلاّل"، عن هذا التنوع يضيف "دلال": «الأصوات البشرية الحسنة كالفاكهة، نتذوقها بأسماعنا، وكما أن من النادر أن يتفق الجميع على استساغة فاكهة معينة يستطيبها ويفضلها، كذلك الأصوات فقلما تجد إجماعاً على محبة صوت بعينه ذلك لأن لكل منا ذوقه، وفي هذه الأمسية سمعنا أصوتاً دارسة ومثقّفة تسلحت بالعمل، وإني لا أدعي أنها أجمل ما سمعتم ولكنها الأجمل، لكل منا نكهته، ووقعه في الأسماع والقلوب».

المطرب محمد سراج

ولمسرح "مديرية الثقافة" أهميته عن كونه صرحاً ومنبراً لكل مثقّف وفنان يقدّك عليه خلاصة تجربته وعمله المضني طوال أشهر، عن هذه الأهمية يختم"دلال" قائلا: «هو دار للأوبرا حقاً، لأناقته وجماله ولجدية القائمين عليه رعايةً وصوناً وزواره ذوي الذوق الرفيع، وإنه يحق لكل من يقدّم على خشبته عملاً فنياً أن يفخر به حيث ستكون انطلاقته من على منبر هذا الصرح إلى النجومية».

كما التقى eAleppo بالأستاذ "محمد سراج" الذي قال عن الأمسية: «إن "مديرية الثقافة" هي دائماً الراعية والمشجعة للأمسيات والأصالة في مدينة "جلب"، وصراحةً كانت هذه الأمسية فجائية ولم نتمكن من التحضير لها بشكل كافي، حيث أننا تبلغنا عنها قبل يومين فقط، ونتمنى أن تكون قد أعجبت الجمهور على الرغم من الاختيار السريع للأغاني».

مدير الثقافة غالب برهودي مع الجمهور

أما الشاب"خالص الوراق" فقال عن الأمسية: «أحببت الأمسية كثيراً والتي أرجعتنا إلى الزمن القديم بكل ما يحمل من جمال وأصالة، وأرى أن هكذا أمسيات ضرورية جداً في هذا الزمن الذي يلجأ فيه الجميع إلى الأغاني الهابطة والبعيدة عن الأصالة والتراث، ونتمنى أن تكون "مديرية الثقافة داعمةً أكثر لهذه الحفلات وتجعلها أكثر من حفلة خلال الشهر الواحد».

وعن مستوى أداء المغنين الشباب تقول الآنسة "هبة رفاعي": «لقد تميّز الجميع في الأداء على الرغم من أني سمعت أن الأمسية لم يتم التحضير لها جيداً ولكن من يسمع اليوم هذه الأصوات بالتأكيد لن يلاحظ ذلك، وقد أعجبني صوت المغني"وليد بادنجكي" بما يحمله من طابع يجمع بين القوة والشفافية وتفاعل مع الجمهور من خلال أدائه الجميل للأغنية».

ومن الجدير بالذكر أن الأستاذ "محمد قدري دلال" حائز على جائزة "الباسل" لعام 2005، وهو يقيم حفلات العزف المنفرد في أوربا مثل"باريس، لندن، مانشستر، بروكسل وميتس دوبي"، وقد حاضر في الموسيقا الدينية والتراث السوري في جامعة "لبمير ليون السوربون الثانية" بالإضافة إلى معهد"العالم العربي" في "باريس".