عاشت الزغرودة والمهاهاة ومازالت في وجدان أبناء "حوران" في تراثهم وأغانيهم وموروثهم الشعبي، وتعد الزغرودة من أساسيات الأغنية الشعبية والتراثية، حيث واكبتها منذ وجدت، فهي تترك أثرها في أذن السامع، وقلوب المحبين.

السيدة "حسنة علي الموسى" إحدى اللواتي يقمن بالزغاريد في المناسبات والأفراح لقوة صوتها قالت لنا: «لا يمكن أن تشاهد العرس الحوراني دون زغرودة النساء، فهي جزء أساس ومكمل لأغاني الأفراح والمناسبات السعيدة، وتبقى سيدة الساحة دون منازع، فلا عرس دون عريس وعروس وزغرودة.

لا يمكن أن تشاهد العرس الحوراني دون زغرودة النساء، فهي جزء أساس ومكمل لأغاني الأفراح والمناسبات السعيدة، وتبقى سيدة الساحة دون منازع، فلا عرس دون عريس وعروس وزغرودة. وقد واكبت "الزغرودة" الأغاني الحورانية منذ وجدت، هي شعلة وفلكلور تنتقل من جيل إلى جيل آخر، مكانها هو الفرح، ولأنني أحب الفرح، فأنا أقوم دائماً بالزغاريد في الأفراح والمناسبات العائلية لأسرتي وأقاربي، الذين تزداد فرحتهم وحماسهم بعد سماع الزغرودة

وقد واكبت "الزغرودة" الأغاني الحورانية منذ وجدت، هي شعلة وفلكلور تنتقل من جيل إلى جيل آخر، مكانها هو الفرح، ولأنني أحب الفرح، فأنا أقوم دائماً بالزغاريد في الأفراح والمناسبات العائلية لأسرتي وأقاربي، الذين تزداد فرحتهم وحماسهم بعد سماع الزغرودة».

المهاها التي تسبق الزغرودة

وللحديث عن الزغاريد الشعبية في "حوران" موقع eDaraa بتاريخ 29/10/2011 التقى الأستاذ "تيسير الفقيه" الباحث في الموروث الشعبي الحوراني فقال: «الزغرودة لون غنائي شعبي خاص من الأغنية الشعبية التي تتصاعد من أعماق الناس، خفيف يحفظ عن طريق المشافهة، وذلك من امرأة لامرأة. وتقوم هذه المرأة المغنية بالتلميح والتصريح في زغاريدها بما تنطوي عليه نفوس الأسرة والعائلة أو العشيرة. وتتناقلها الأفواه جيلاً بعد جيل بلهجات بسيطة تخترق الوجدان دون أن تنسب إلى قائل معين أو زمن محدد، وهي تخضع خلال التحولات الاجتماعية إلى تغيرات في مضامينها وألحانها وأشكالها.

وهي وثيقة حياة، مكانها الوحيد والمفضل هو الفرح أينما وجد، دائماً تتحرك، وتتحدث، وتغنى، وتعبر عن ذاتها بذاتها، ولا تحتاج إلى من ينصت إليها. وتؤديها النساء لما فيها من تذوق وإحساس بالفرح ولا سيما القريبات من العريس والعروس كالأم والأخت والخالة والعمة والجدة، ويسبق الزغرودة دائماً "الأوها" أو "المهاهاة"، وهي عبارة عن كلمات تشيد بالعريس وأهله أو العروس وأهلها، وتقال في طريقة خاصة من قبل النساء فقط، وحين تنتهي "الاوها" تتبعها الزغاريد».

الباحث في الموروث الشعبي تيسير الفقيه

مناسبات عديدة أخرى غير الأعراس والأفراح تقوم بها النساء بالزغاريد وهنا يقول: «هناك العديد من المناسبات التي تطلق فيها الزغرودة ومنها، أثناء خروج قريب من السجن، ولهذا اليوم طقوسه وتقاليده وخصوصيته، حيث يجتمع الأهل والأقارب والأصدقاء حين خروج سجينهم، للاحتفال به، وتطلق النساء الزغرودة لسماع الأهل والجيران بخروج السجين من حبسه.

وأيضاً أفراح الطهور أو الختان، وتبدأ المزغردات منذ ختن الطفل وحتى الدبكة وصنع الطعام، بالزغردة والمهاهاة في جو حماسي، بزغرودات فردية وأصوات قوية تصل إلى أبعد البيوت في البلدة، لتسمع القرية أنه في بيت فلان تقام حفلة ختان لولده، لتشارك القرية كلها في سعادة أهله وفرحهم.

ومن مناسبات الزغرودة العودة من السفر، وتعبر عن الشوق والحنين بعودة الغائب بسبب هجرة أو سفر طويل، ولا ننسى زغاريد الحج فحضور الزغرودة بالعادة عند استقبال الحاج من مدخل حارته أو قريته حتى وصوله بيته، والمزغردات يزغردن بشكل جماعي وإفرادي بهذه المناسبة الدينية الطيبة».

تقسم الزغاريد إلى عدة أقسام في الأعراس والأفراح وهنا يقول الباحث "محمد فتحي المقداد": «تضم الأعراس أكثر الزغاريد، وتقسم إلى عدة أقسام أهمها : زغاريد العريس وقت الحلاقة، وزغاريد للعروس حين الجلوة، وزغاريد استقبال المدعوين، وزغاريد الدبيكة، وزغاريد العروس وقت الدخلة ووصف العروس، وهنا تقول النسوة:

"فايتـة مـن دار طالعـة مـن دار

بإيدها محمصة بحجة بتشـحد نـار

وتؤدي النساء "المهاهاة" وهي عادة تسبق الزغرودة أو بعد الانتهاء منها، وتؤديها مجموعة من النساء، و"تهاهي" امرأة واحدة وترد عليها بقية النساء المتواجدات حولها على الإذاعة».

وقال السيد "حسين العقلة الشمري" لنا: «صوت الزغرودة أقوى من صوت الأغنية العادية، وتصل أصوات الزغاريد إلى أمكنة بعيدة عن مكان الفرح ويطلق على الزغرودة، في كثير من المناطق الحورانية اسم "الزلغوطة"، وتستطيع أي امرأة القيام بالزغردة، وهناك أيضاً مزغردات خاصات يعرفن بالاسم في كل قرية ومنطقة، ويتميزن بأمور خاصة، منها قوة الصوت وجماله وارتفاعه، وتبدأ المرأة بالزغردة فتضع يدها فوق فمها وأنفها، وتقوم بالزغرودة، وعندما تأتي إلى نهايتها تختمها "لي لي لي ليش"، وفي بعض الأحيان تبدأ الزغرودة بثلاث نساء حتى الست، يقفن بجانب الذي يقام الفرح من أجله وصاحب الفرح أو المناسبة، وتبدأ الزغرودة بكلمة "إيها" وترمي إلى شد انتبه الحضور».