اعتدنا أن يمر علينا "شباط" مرة كل سنة، بغيومه وأمطاره لكن "شباط" التي نتحدث عنها اليوم مستمرة في الصيف والشتاء، والخريف وحتى الربيع.
"شباط" هو اسم لقرية تقع ضمن تجمع قرى "بملكة" في ريف "طرطوس" التي زرناها بتاريخ 13/10/2011 حيث التقينا الأستاذ "شفيق الشيخ علي" وهو أحد سكان القرية حيث حدثنا عن معنى اسم القرية فقال: «قريتنا تملك تسمية غريبة فـ"شباط" هو اسم أحد الأشهر الميلادية وقد أطلق على قريتنا حيث هو كلمة سريانية قديمة تعني الموت أو الغضب وأيضا هناك كلمة "سباط" بضم السين وتعني الكف السخية أو القد الحسن وعلى الأرجح قد كان اسم قريتنا "سباط" ومع التواتر وسهولة التداول أصبح "شباط"».
فيما مضى كانت المنازل ترابية خشبية قديمة وبعدها تحولت إلى الأبنية الطابقية واليوم هناك نموذج جديد جلبه المغتربون من قريتنا في الخارج حيث يدرج استخدام سقوف القرميد على شكل مظلة تغطي سطح المنزل ما يعطي تنسيقا جميلا للقرية
ويتابع حديثه فيقول: «قرية "شباط" قديمة جدا ومأهولة بالسكان منذ زمن بعيد حيث يوجد بها قبر محفور عليه تاريخ /1428/م وهذا يعني أن عمرها يتجاوز الـ/600/ عام وترتفع عن سطح البحر /375/ م وتبعد عن مدينة "طرطوس" /20/ كم وتقع في حضن جبل وعلى رؤوس قمم جبلية أخرى تطل على أودية ومسائل نهرية وجبال حراجية ما يعطيها موقعا جماليا رائعا تم استغلاله من بعض أهالي القرية لبناء مطاعم تحمل الطابع الشعبي وتتسم بالبساطة والجو الحميمي الجميل».
وتابع يحدثنا عن كيفية الوصول إلى القرية فقال: «هناك عدة طرق منها طريق يربط "شباط بالدريكيش" وهناك طريق "شباط- بيت شيحان" ويصل إلى طريق "النقيب- صافيتا" وطريق آخر عبر "الواسطات" يصل إلى طريق "الشيخ سعد- طرطوس" وطريق أخير عبر "قلع الصويري" وهو يصل إلى "الدريكيش" فالقرية مخدمة بشبكة طرق ممتازة وحديثة».
السيد "سلمان سليمان" مزارع أحد سكان القرية تحدث بقوله: «كنا قديما نعتمد على الزراعة الشتوية ورعي الأغنام والأبقار في كسب الرزق واليوم مايزال بعضنا يعمل بالزراعة ولكن الأغلبية اتجهت للتعلم والعمل في مجالات مختلفة وتشتهر قريتنا بزراعة الزيتون بالدرجة الاولى وكذلك الحمضيات والأشجارة المثمرة وخصوصا الجوز».
السيد "طاهر عقل حسين" وهو أحد سكان القرية تحدث بقوله: «فيما مضى كانت المنازل ترابية خشبية قديمة وبعدها تحولت إلى الأبنية الطابقية واليوم هناك نموذج جديد جلبه المغتربون من قريتنا في الخارج حيث يدرج استخدام سقوف القرميد على شكل مظلة تغطي سطح المنزل ما يعطي تنسيقا جميلا للقرية».
السيدة "غادة حسين" إحدى نساء القرية تحدثت بقولها: «أعمل في الأرض مع زوجي ومعظم نساء القرية عاملات سواء في وظائفهن أو أرضهن أو في الاثنتين معا حيث لابد من وجود أرض صغيرة أمام كل منزل في القرية لزراعة الخضراوات وتحقيق الاكتفاء الذاتي للمنزل فليس من المنطق أن نسكن القرية ونشتري خضراواتنا من المدينة هذا أمر معيب فعلا ولا نقبله في قريتنا».
مختار القرية السيد "شاهين سليمان حسين" وهو مغترب سابق تحدث بقوله: «بعدما بقيت /14/ سنة في فنزويلا عدت إلى قريتي "شباط" ووجدتها رائعة جدا ومخدمة بشكل كبير وشعرت بالحنين الشديد إليها فقررت أن أبقى بها فعدت إلى فنزويلا وأخبرت رفاقي هناك بقراري وحاولت إقناعهم بالمجيء معي أتى بعضهم وبقي البعض الآخر وأتيت وبنيت بيتا وأسست عملا في الزراعة وأصبحت مختار القرية التي غبت عنها /14/ عاما».
وتابع: «العلاقات في القرية متشعبة جدا ونعود في جذرنا لجد واحد فنحن جميعا أبناء عمومه حتى لو اختلفت النسب فيما بعد وأهل القرية متحابون ومتعاونون حيث نفذوا مؤخرا طريقاً خاصاً بالقرية يربطها بطريق "الدريكيش" عبر العمل الشعبي وهذا يدل على محبتهم للقرية ولأرضهم الخيرة».