للصدف عالمه الخاص، فله عمال خاصون ورواد يعشقون اقتناءه في منازلهم ومتاحفهم، فالصدف بات الآن حرفة ومهنة لكسب العيش.
للتعرف أكثر على عالم حرفة الصدف وتنسيقه زرنا أحد المشاغل في مدينة "طرطوس" بتاريخ 17/9/2011 والتقينا الآنسة "راغدة حبيب" وهي من قرية "الشيخ بدر" وتعمل في حرفة تنسيق الصدفيات حيث حدثتنا بقولها: «إنها حرفة رائعة وممتعة حيث نقوم بهيكلة الأصداف وفق نموذج معين لصنع العديد من الأشياء كالإكسسوارات المنزلية وحتى الشخصية للسيدات».
إنها حرفة رائعة وممتعة حيث نقوم بهيكلة الأصداف وفق نموذج معين لصنع العديد من الأشياء كالإكسسوارات المنزلية وحتى الشخصية للسيدات
وتابعت: «هذه الحرفة جميلة فهي تتيح لنا دخلا شهريا وبذات الوقت حرفة فنية غير متعبة ولا مملة وفيها ابداع وليس أيا كان يستطيع العمل بها ورغم أنني من قرية "الشيخ بدر" البعيدة عن عالم البحر إلا أن الحرفة تتطلب نفسا حرفيا فنيا وهذا النفس موجود بأهالي الشيخ بدر الذين يمتهنون التراث الشعبي الريفي الذي يشابه في مضمونه التراث الأروادي الذي تعتبر حرفة تنسيق الصدفيات إحدى مكوناته».
الشاب "خالد الفحل" تحدث بقوله: «الأروادي لابد أن يعمل في مهن البحر وحيث إنني لم أصبح بحارا أو صيادا فقد اتجهت نحو تعلم حرفة تنسيق الصدفيات فهي حرفة أروادية مميزة ولها سوقها وتدر ربحا معقولا وأعتقد أنني سأفتح مشغلي الخاص بمجرد إتقان الحرفة بشكل كامل».
السيد "أسد طراف" صاحب المشغل تحدث بقوله: «هذه الحرفة فن ومصلحة للقمة العيش ورثتها عن أبي حيث كنا ونحن صغارا نقوم بجمع الأصداف من على شاطئ البحر أنا وإخوتي ونأخذها لوالدنا الذي كان يصنع منها أشكالا بسيطة كتلبيسها لعلب المجوهرات الخاصة بالعروس وبعض اللوحات وإطار للمرايا في المنزل وأيضا بعض البواخر الصغيرة ومع تقدم الأيام وامتهاننا رسميا للمهنة وتفرغنا لها أصبحنا ندخل عليها مواضيع جديدة كأن نقوم بصنع قالب من الجبسين لقلب مثلا وبعدها نلبسه بالصدف وأيضا نقوم بصناعة كافة أنواع الإكسسوارات كالأساور والأطواق وحتى أحزمة الثياب وفي كل عام هناك شيء جديد بالإضافة إلى الحفر على الصدفة وتطريزها أحيانا».
وعن انتشار مصلحته حدثنا قائلا: «القطع الملبسة بالأصداف مرغوب بها جدا من السياح وحتى من قبل أبناء الداخل السوري وخلال /4/ أعوام قمت بفتح العديد من المشاغل الخاصة بتشكيل وتنسيق الصدفيات في "طرطوس" و"اللاذقية" و"الشاطئ الأزرق" و"البسيط" وهذه المشاغل تشغل العديد من الأيدي العاملة في محيطها وأصبحت مصدر دخل للعديد من الأسر التي تعتاش منها وبالمقابل فإن إنتاجها مرغوب به جدا ولا سيما من السياح العرب الذين يأخذونه كتذكارات وهدايا من الساحل السوري».
للصدف أنواع وأحجام كثيرة فالصدفة هي من تتحدث عما تريد أن تكونه كما يقول السيد "طراف" ويكمل بقوله: «هناك أصداف بأحجام كثيرة فهناك الصغير والكبير والمتوسط، الصغير نقوم بتطريزه وتلبيسه على الأشكال التي نصنعها والمتوسط نقوم بهيكلته كربطات للشعر وأما الكبيرة فنتركها كما هي فهي بحد ذاتها قطعة فنية- سبحان الخالق- وبالنسبة للأفكار فنحن دائما بحاجة لأفكار جديدة في كل موسم فأقوم بزيارة السوق وأرى ما الجديد به وأحضره ونقوم بمحاولات كثيرة لتلبيسه قد نفشل في مرات كثيرة لكننا نتابع حتى نمل أو ننجح وهذا العام كان تلبيس الاحزمة هو جديدنا».
وأما بالنسبة للطموح فقد تحدث بقوله: «طموحي الكبير أن تنتشر هذه المصلحة السورية الأروادية لكل العالم فأهالي أرواد هم اخترعوها وللأسف لم يقبلني اتحاد الحرفيين به فهذه الحرفة غير مسجلة لديهم وأعتقد أنه من المعيب ألا تكون هذه الحرفة المميزة والخاصة بـ"طرطوس" والمرغوب بها من الجميع من المعيب ألا ننتبه لها ونفيها حقها».
السيد "يامن نائل" تاجر من حلب يقوم بتسويق الأعمال الحرفية الصدفية بمتجره في "حلب" حدثنا بقوله: «اكتشفت هذه الحرفة الرائعة أثناء السياحة في "طرطوس" وجربت أن أخلق لها سوقا في "حلب" وقد لاقت رواجا كبيرا فقمت بالتعامل مع المشاغل في "طرطوس" لتزويدي بالإكسسوارات المنزلية والشخصية المصنوعة من الصدف والحمد لله فهي تنفد بمجرد إحضارها حتى ان الناس يقومون بالتوصية أحيانا كثيرة».
السيدة "إزدهار ديب" من "طرابلس لبنان" تحدثت بقولها: «في كل زيارة ل"طرطوس" آخذ معي العديد من الإكسسوارات كالأساور والأقراط والأطواق لأصدقائي بتوصية منهم فهي مرغوب بها جدا وأعتقد لو انهم يسوقونها إلى لبنان فستلقى إقبالا كثيفا فهي قطع فنية جميلة مميزة وغريبة ترغب بها الصبايا والنساء وتعطي زينة جميلة وأيضا فهي تجلب الحظ الطيب وفقا لمعتقداتنا فأي شيء من البحر يرمز للربح والحظ الطيب».
