اختتمت مساء 19 أيلول 2011 فعاليات مهرجان "دمشق للفنون الشعبية" التي أقامتها مديرية المسارح والموسيقا برعاية من الدكتور "رياض عصمت" وزير الثقافة بعرض راقص تحت عنوان "السيف والوردة" لفرقة "أورنينا" السورية.

حيث كتب هذا العرض نصاً الأديب "محمود عبد الكريم" وألّف موسيقاه الأستاذ "ناهل الحلبي" أما الكريوغراف والإخراج كانا لمدير الفرقة الفنان "ناصر إبراهيم".

من الواضح في مسيرة التاريخ البشري أن لكل شيء ضده فانقضت الإمبراطوريات على أرض سورية وحاولت طمس هويتها ولكن هيهات أن تمحو الصورة الزائفة ملامح الأصل الرفيع

موقع "eDamascus" حضر الحفل والتقى من الحضور السيدة "منال الخطيب" إعلامية لتحدثنا عن رأيها بالحفل: «حضرت المهرجان بأكمله وكنت سعيدة جداً بكل العروض وبالمكان الذي أقيمت فيه هذه الفعالية، أما عرض اليوم جاء حسب قول "ختامها مسك"، فقد أبدعت فرقة "أورنينا" بهذا العمل الذي يحمل تأويلات كثيرة وهو يحاكي حضارتنا بأسلوب حديث حيث يمكن لكل متلقي وأي كانت لغته أن يتفاعل معه بجدارة».

من العرض

ويقول الفنان "ناصر إبراهيم" مدير الفرقة عن العرض: «العرض عبارة عن مسرحية غنائية راقصة تحكي تاريخ سورية مهد الحضارات وشعاع النور الذي انطلق من "سومر، ماري وأوغاريت" ماراً بالعديد من الحضارات حتى يومنا المعاصر باتجاه المجد والخلود، سيف سورية المسلول بوجه من يعتدي ويتجبر، وأريج الورود السورية يعبق في روح من أحبها فتحضر، هذه سورية التاريخ والحاضر والمستقبل، قدمناها من خلال عملنا هذا برؤية جديدة نطل من خلالها على مجد سورية الأزلي والأبدي وتاريخها المليء بالدروس والعبر التي أصبحت ديدن كل محب للحرية والسلام».

ويتابع حديثه قائلاً: «من أوغاريت انطلق الحرف وأبحر في دجى الدنيا فأحاله فجراً يتجلى في الحضارة الإنسانية مضيئاً مشعاً حاملاً نوره وناره، راسماً ملامح الإنسان السوري المبدع الأول، وكان من الطبيعي أن يلد شبهه، فولدت الحضارات من رحم سورية ودانت الدنيا لها بالفضل الذي مكن الأمم من تدوين العلوم والفلسفات والتاريخ والتواصل مع الثقافات الأخرى».

تراث سوري

ويقول أيضاً: «من الواضح في مسيرة التاريخ البشري أن لكل شيء ضده فانقضت الإمبراطوريات على أرض سورية وحاولت طمس هويتها ولكن هيهات أن تمحو الصورة الزائفة ملامح الأصل الرفيع».

وأنهى مدير "أورنينا" حديثه قائلاً: «ما أعظم الفرق بين حضارة القوة وقوة الحضارة فزالت تلك الإمبراطوريات لتبقى سورية شامخة كأم تغفر خطايا أبنائها وتعلمهم الحب والحرية والسلام وكل جديد، من هذا المنطلق كان عرض السيف والوردة».

فرقة أورنينا

يذكر أن فرقة أورنينا للرقص المسرحي تأسست عام 1993 باحتضانها لمجموعة من الراقصين المحترفين بقيادة مديرها ناصر ابراهيم لتعرف عن نفسها كسفيرة للشرق من خلال تميزها بتقديم الماضي والحاضر بسحرٍ شرقي إلى العالم بأكمله لتثبت طيلة هذه السنوات أنها مؤسسة ثقافية وفنية تشكل حالة حضارية متقدمة في الوسط الفني ككل من خلال عروضها وراقصيها الذين مثلوا الوجه الحضاري لسورية داخل الوطن وخارجه في مهرجانات عربية ودولية.